لأوّل مرة- مشروع إنتاج طاقة الرياح في "المستشفى الأهلي" بالخليل
نشر بتاريخ: 07/11/2012 ( آخر تحديث: 07/11/2012 الساعة: 19:12 )
الخليل- معا- انتهى المستشفى الأهلي في الخليل من مرحلة التخطيط لاستخدام طاقة الرياح لتغطية نحو 40% من احتياجاته من الطاقة، ضمن مشروع طاقة الرياح المتكاملة للمستشفى، والممول من الاتحاد الأوروبي بنسبة 80% من التكلفة الاجمالية للمشروع والتي تصل قيمته الى 1.6 مليون يورو، وبالشراكة مع جامعة توينتي في هولندا، وذلك بجهود مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين والذين يمثلون كل من جامعة النجاح الوطنية، جامعة بوليتيكنيك، بالاضافة الى مختصين في شركة كهرباء الخليل وسلطة الطاقة والبيئة. ومن المتوقع أن تبدأ عملية تركيب توربينات الرياح قريباً، والتي يصل إنتاجها الى 225 كيلو واط من الطاقة.
يهدف مشروع طاقة الرياح المتكاملة للمستشفى الأهلي إلى خفض استهلاك المستشفى للطاقة بنسبة 30-40%، الى جانب تقليص الأضرار التي تتعرض لها المعدات الحساسة والمكلفة نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي المتكرر.
ويسعى المشروع الى الحد من الأضرار البيئية مثل انبعاث ثاني أكسيد الكربون أثناء توليد الطاقة، بالاضافة الى تزويد المستشفى بمصدر بديل للطاقة من شأنه أن يكون متكاملا مع الشبكة القائمة وأنظمة توليد الطاقة.
كما يأمل القائمون على المشروع أن يسهم في رفع مستوى الوعي لدى فئات المجتمع المحلي وشركات توزيع الطاقة ومراكز الرعاية الصحية والصناعات الكبيرة حول أهمية الاستفادة من الطاقة الخضراء والمستدامة. ويتضمن المشروع بناء قدرات الموظفين في المستشفى في المجال التقني وإدارة الطاقة.
وأوضح المهندس محمد التميمي، كبير المهندسين المسؤول عن مشروع طاقة الرياح في المستشفى الأهلي؛ أن نظام الرياح سيعمل على توفير 330 ميغاواط من الكهرباء سنويا للمستشفى في حين أن نظام توفير الطاقة الشمسية الحرارية سيعمل على توفير 100،000 لتر من وقود السولار سنويا على المستشفى.
وأكد التميمي أن إنجاز المشروع سيُسهِم في توفير نصف كمية ما يتم استهلاكه سنوياً للمستشفى من السولار والذي يصل إلى 200،000 لتر، وذلك من خلال استخدام الطاقة المتجدد، ويأمل التميمي أن تكون توربينات الرياح قائمة وعاملة قبل نهاية عام 2012، كي تمدّ المستشفى بالكهرباء وتوفر 35% من نفقات المستشفى الجارية على الطاقة، سواء كانت باستخدام الكهرباء أو الوقود.
وبيّن التميمي أنّ فكرة المشروع انبثقت في عام 2001 حينما تدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية وذلك بعد مرور بضعة أشهر على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتوجب على العاملين في المستشفى التفكير بوسائل للتعامل مع التحديات الجديدة، والتي تتمثّل بالنقص في الطاقة والوقود وغياب امدادات الأكسجين. وباشر فريق بقيادة التميمي بوضع خطة شاملة لخلق موارد بديلة للمستشفى، كان من ضمنها: حفر بئر لتخزين المياه، وتنفيذ مشروع لإنتاج الأكسجين اللازم لجميع مرافق المستشفى بما في ذلك غرف العمليات، وبناء خزان كبير سعته تصل 50،000 لتر من الوقود اللازم لمولدات الطاقة والآلات الأخرى، بالإضافة إلى التفكير باستخدام طاقة الرياح، واستغلال الطاقة الشمسية من خلال تحويلها إلى كهرباء يتم تخزينها أثناء النهار واستخدامها في الليل.
وتولت جامعة توينتي الهولندية بصفتها الشريك الأوروبي في المشروع مهمة المساعدة في تصميم وإجراء التدريب التقني والإداري على مختلف المواضيع المتعلقة بالطاقة بهدف بناء قدرات الموظفين في مجال الطاقة، وجاء المتدربون من مختلف المؤسسات الفلسطينية ذات العلاقة بتقنيات الطاقة النظيفة كالجامعات والبلديات والمنظمات غير الحكومية.
وأوفد القائمون على المشروع مهندسين اثنين لدراسة المسائل المتعلقة بالطاقة في جامعة توينتي في هولندا، وحصل كل منهما على درجة الماجستير.
بدوره أوضح الدكتور رضوان طهبوب من جامعة البوليتكنيك أنه تم إنشاء محطات في جميع أنحاء الضفة الغربية لقياس سرعة وقوة الرياح من أجل اتخاذ قرار بشأن المناطق المناسبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وأشار طهبوب إلى هول المخاطر الصحية والبيئية التي تحدثها التوربينات التي تعمل بالوقود كونها تطلق كميات كبيرة من غاز ثاني اكسيد الكربون، مؤكدا بأن الطاقة المتجددة تكتسب أهمية واسعة في فلسطين مثل سائر دول العالم. مؤكداً ضرورة إشراك المرأة في تعزيز الطاقة النظيفة والخضراء، بالإضافة إلى الحاجة إلى تشريعات ملائمة من جانب السلطة الوطنية الفلسطينية لتنظيم انتشار وتعميم مفهوم الطاقة المتجددة ليتم تطبيقه أكثر في المستقبل.
هذا ويقدر استهلاك الطاقة في الضفة الغربية بنحو 600 ميغاوات، وتملك سلطة الطاقة والبيئة في السلطة الوطنية الفلسطينية خطة لتوليد ما لا يقل عن 15 ميغاوات من الكهرباء من طاقة الرياح بحلول عام 2020. وتعود بدايات فكرة الطاقة المتجددة في فلسطين إلى عام 1980، حين كانت النساء الفلسطينيات يحضرن من القرى النائية إلى المدينة من أجل إعادة شحن خلايا جافة (بطاريات) والعودة بها إلى منازلهن لتشغيل جهاز التلفاز ومصابيح الإنارة الطارئة.
يُذكر أن مشروع إنتاج طاقة الرياح المتكامل للمستشفى الأهلي والذي يتواجد على قمة أعلى تلة في الخليل ويقدم خدماته لأكثر من600,000 فلسطيني؛ يُعتبر مشروعاً تجريبياً يهدف إلى نشر مفهوم الطاقة المتجددة في جميع أنحاء فلسطين، ويضم المشروع خمس ورشات عمل صُممت من أجل زيادة الوعي المجتمعي في مجال الطاقة المتجددة والقضايا البيئية، وقد أُنجزت ورشتان إلى الآن، وسيواصل القائمون على المشروع تنفيذ الورش في المستقبل القريب.