التوجيه السياسي يلتقي الأمن الوطني لمحافظة الخليل
نشر بتاريخ: 08/11/2012 ( آخر تحديث: 08/11/2012 الساعة: 18:53 )
الخليل- معا - ضمن سلسلة اللقاء التثقيفية التي يقوم بها التوجيه السياسي للمنتسبين لقوى الامن الفلسطيني، قام المقدم إسماعيل غنام، المفوض السياسي لمحافظة الخليل، بزيارة لمقر كتيبة الأمن الوطني في مقرهم، حيث كان في استقباله العقيد أمين فوالحة قائد منطقة الخليل وعدد من الضباط وضبط صف الكتيبة.
وشكر العقيد فوالحة هيئة التوجيه السياسي مثمنين جهودهم المبذولة في المؤسسة الأمنية داخل محافظة الخليل، وعلى حرصهم الدائم بوضع كافة الضباط من مختلف الاجهزة بآخر المستجدات السياسية على الساحة الفلسطينية والخارجية وإحيائهم لكافة المناسبات الوطنية التي سطرت في القضية الفلسطينية ليكونوا ملمين بتاريخ قضيتهم.
ثم القى المفوض السياسي للمحافظة المقدم غنام، محاضرة حول وعد بلفور المشؤوم الذي يصادف ذكراه في هذا الشهر ليبقى في الذاكره الفلسطينية لانه بموجب هذا الوعد الذي كان بمثابة قرار قسمت من خلاله فلسطين وأعطي فيه حق ليهود العالم بأرض فلسطين ليمنحوا بموجبه حق في ارض ليس لهم، فهذا الوعد في ذكراه الـ 95 الذي نقل الصهيونية بين عشية و ضحاها من حلم يقظة إلى حقيقة بحصولها على تأييد القوة الأعظم في ذلك الوقت وعلى رأسها بريطانيا، وشكل هذا الوعد لاحقاً القاعدة التي انطلق منها النزاع العربي الصهيوني و ما تبعه من تداعيات وحروب أدت إلى اغتصاب وطن و تشريد شعب بكامله على نحو لا سابق له في التاريخ.
وأضاف المقدم غنام في محاضرت: بناء على أساس وعد بلفور أعلنت بريطانيا هدفاً لها تحقيق هذا الوعد فبدأت تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين و دعمت العصابات الصهيونية العنصرية مؤيدة ذلك بالنصوص الدينية التوراتية حيث يرون أن الوعد الإلهي لليهود بالاستقرار في فلسطين يخولهم أن يقضوا على السكان الأصليين بحجة أن أهل البلد غارقون في الجهل و الظلام و اللاحضارة. فهذا القرار الذي كان البوابة الكبرى للنكبة، جاء نزولاً عند رغبة بريطانيا التي ألقت بالقضية الفلسطينية في حضن الأمم المتحدة هرباً من النتائج الكارثية لسياسة الوطن القومي اليهودي المتعجرفة التي أطلقتها قبل ثلاثة عقود من صدوره و إخراجا لها من الهوة السوداء التي وضعت نفسها فيها لما في قرار التقسيم من إنهاء للانتداب و اعفاءً من المسؤولية الأخلاقية تجاه الضحية الأساسية لسياستها. و بالمقابل رفض الفلسطينيون و العرب قرار التقسيم لأنه لم يكن منصفا و لا عمليا ولا أخلاقيا و لا قانونيا بل إن العدوان و الاعتداء كان بمثابة الضوء الأخضر للقوات اليهودية باحتلال البلاد و ما تلاه من عمليات عسكرية بين الثوار العرب المفتقرين إلى أبسط العتاد و بين جيش امة زاحفة متجهة لاسترداد ما اعتبرته حق لها، فإذا كان وعد بلفور الأساس لإقامة وطن قومي ليهود العالم في فلسطين فإن قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين و إقامة دولة يهودية فيها يعتبر المركز القانوني لتشريع الاغتصاب و الاحتلال و الاستيلاء على ارض الغير بالقوة و بالتالي فهو قرار ظالم يفتقد الاخلاق و الانسانية.
وشدد المقدم غنام في ذكرى وعد بلفور على حق الشعب الفلسطيني في أرضه و رفض الاستسلام و ما يحدث على الملأ من توسيع للاستيطان ، كما دعا العالم بأسره للوقوف أمام مسؤولياته و تطبيق القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية العادلة و رفع الحصار لان القضية الفلسطينية قضية وطن مغتصب و شعب مرحل مشرد وقضية دولة احتلال و اغتصاب و إحتلال استيطاني باطل يتعارض مع كافة القرارات الدولية المتعلقة بها، فهي قضية سياسية في مضمونها و ليست إنسانية فقط و إن الشرعية الدولية توفر الغطاء الدولي لحق الفلسطينيين في المقاومة و العودة الى ديارهم التي شردوا منها و تقرير المصير.
وفي نهاية اللقاء تم توزيع مجلات فكرية وثقافية وطنية باسم التوجيه السياسي والوطني ،وتوزيع أوراق تحمل في طياتها كافة التواريخ الوطنية الفلسطينية التي يصادف ذكراها في شهر تشرين الثاني من كافة الأعوام السابقة على كافة منتسبي الأمن الوطني.