الخميس: 07/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مخاوف وخوف نتنياهو من انتقام اوباما

نشر بتاريخ: 09/11/2012 ( آخر تحديث: 09/11/2012 الساعة: 20:14 )
بيت لحم- معا - لو فاز المرشح الامريكي الجمهوري "رومني" لسمعت واشنطن تنهيدة الارتياح التي أطلقها نتنياهو في تل أبيب ولكن هذا لم يحدث ولم يبقى امام رئيس الحكومة سوى النظر الى الإمام بقلق.

ووفقا للتوقعات لو تم انتخاب نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية فانه سينتظر 4 سنوات باردة لدرجة التجمد أمام الرئيس الأمريكي الذي لن ينسى تدخله في الانتخابات ودعمه للمرشح الجمهوري، حاليا يعتصر رجال نتنياهو رؤوسهم وأدمغتهم علهم يعرفون الثمن الذي سيطلبه اوباما مقابل رهان نتنياهو "الفاشل" وإلى أي درجة سيكون هذا الثمن مؤلما.

بهذه المقدمة الواضحة استهل مراسل صحيفة "معاريف" العبرية في العاصمة الأمريكية واشنطن "الي بردنشتاين" تقريره المنشور يوم الخميس تحت عنوان "مخاوف نتنياهو " وتناول فيه مستقبل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وطبيعة العلاقات الشخصية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي الفائز بولاية ثانية رغم تدخلات نتنياهو الفظة.

وجاء في التقرير قبل عدة اشهر قال السفير الاسرائيلي لدى واشنطن "مايكل اورون " خلال جلسات مغلقة " اذا انتخب لمرة ثانية فان اوباما سيصفي حسابه مع نتنياهو " وفي المقابل هناك اصواتا في اسرائيل تقول عكس ذلك بحجة ان اوباما كان ولا زال رئيسا موضوعيا فيما يتعلق بدعمه وعلاقته بإسرائيل ولكن بغض النظر عن التدقير الصحيح هناك شيئا واحدا مؤكدا "نتنياهو شديد القلق" .

سادت يوم الثلاثاء وقبيل تأكيد فوز اوباما مكتب نتنياهو حالة من التأهب الشديد استعدادا لتلقي النتائج النهائية ولا نكشف سرا حين نقول ان نتنياهو يفضل فوز المرشح الجمهوري ولو تحقق ذلك لسمعت واشنطن تنهيدة الارتياح التي كان سيطلقها نتنياهو في أرجاء مكتبه ورغم أن الحديث يتعلق برغبة شخصية لنتنياهو لكن الواقع أن رؤساء الحكومات الإسرائيلية بمختلف مسمياتهم وعلى مدى الأجيال كانوا يفضلون رئيسا جمهوريا داخل البيت الأبيض.

لكن هذه المرة اوباما الديمقراطي هو من فاز وساد شعورا قاسيا جدا في مكتب نتنياهو "سواء انتقم من نتنياهو او اكتفى بعلاقات باردة فان وضعنا سيكون صعبا جدا"، قال احد المقربين من نتنياهو موضحا "إن قضية عدم الثقة بين الرجلين ستكون متجلية وظاهره في قلب كل مبادرة ستقدمها الإدارة الأمريكية الجديدة وتلقي بها على الطاولة الحمراء في القدس فور تلاشي أصداء الانتخابات ".

ونقل المراسل عن أوساط وجهات قريبة بشكل متفاوت من منظومة العلاقات الإسرائيلية الأمريكية قولهم "ينقص الإدارة الجديدة الشعور الداخلي الخاص اتجاه إسرائيل الذي كان لدى إدارة بوش الابن وكلينتون وحتى رونالد ريغن لكن اوباما لا يحمل الحرارة المبدئية اتجاه اسرائيل كما حملها الرؤساء السابقين كما انه سيتحرر خلال ولايته الثانية من ضغوط اعادة انتخابه لولاية أخرى لذلك سيكون بحاجة اقل للمال اليهودي لذلك فان فقدان التعاطف وأزمة الثقة بين الرجلين خلقت توجسا وشعورا قاسيا في تل ابيب خشية القادم.

وتتهم اوساط امريكية مستشار نتنياهو السياسي "رون درمر" بالتدخل اكثر من غيره بالانتخابات الامريكية وتقول بان جذور عائلته الجمهورية المحافظة سمحت له بتعزيز علاقاته واتصالاته بأعضاء الكونغرس الجمهوريين وكبار المسؤولين في الادارة الامريكية اثناء اشغاله منصب الملحق الاقتصادي في السفارة الاسرائيلية ابان حكم بوش الابن لذلك تنظر له الادارة الحالية كمن تدخل اكثر من اللازم وراء وداخل اروقة الكونغرس او لدى المتبرعين للحملات الانتخابية وكل ذلك تم بعلم ومعرفة نتنياهو لذلك ومع انتخاب اوباما على المستشار المذكور نسيان امر تعينه الصيف القادم سفيرا لدى واشنطن ومع هذا تبقى المعادلة واضحة في الادارة الامريكية الجديدة "درمر يساوي نتنياهو " ونتنياهو هو من سلح الحملة الانتخابية الجمهورية.