جواد عاصي : رفقاً بالحكام فأنتم تحملونا أكثر مما نحتمل
نشر بتاريخ: 08/11/2012 ( آخر تحديث: 08/11/2012 الساعة: 22:29 )
رام الله - معا - حاوره : فراس العاروري - مما لا شك فيه أن التحكيم هو المهنة الأصعب في عالم كرة القدم , فالحكم هو ذلك الشخص الذي يمارس واحدة من أهم وأصعب المسئوليات الإنسانية على الإطلاق ,يمثل شخصية فريدة جدا، لدرجة يمكن أن نتخذها نموذجا نمطيا، نفهم منه، ونطبق من خلاله ما يمكن أن نعايشه فى أي مجال آخر من مجالات حياتنا، وليس الرياضة فقط .
الحكم فى مباريات كرة القدم، هو الوحيد الذى يستطيع إتخاذ العشرات من القرارات، تجاه كل الموجودين فى محيط الملعب، وهو فضاء واسع ومترامي الأطراف، تبدو فيه القدرة البشرية محدودة، وقاصرة عن السيطرة، ولكن ما فى يد الرجل، وهو قوة الشرعية , يجعله يبدو وكأنه صاحب قدرات خارقة للعادة، ومتفوقة على ما بيد الإنسان العادي.
الحكم الدولي جواد عاصي وضح الصورة بعد موجة الإنتقادات التي أعقبت مباراة شباب الخليل وجبل المكبر وكلف بإدرتها طاقم حكام رام الله على ملعب الحسين وسط حضور تجاوز عشرة آلاف متفرج .
جواد عاصي إستهل حديثه " رفقاً بالحكام , فلا تحملونا أكثر مما نحتمل " , مبدياً إستغرابه من سيل الإنتقادات التي وجهت له وقال "إنني لم أرتكب أية أخطاء أثرت على نتيجة اللقاء " , وأضاف "وبالرغم من أهمية المباراة إلى أنها لم تكن مصيرية والأندية لم تقطع نصف الطريق بعد ولم تنهي مرحلة الذهاب " , مشيراً إلى أن البعض يلجأ إلى تحميل طرف أخر المسؤولية ويضعه شماعة في حال لم ينجح في تحقيق مبتغاه .
وأكد عاصي أنه - وطاقم تحكيم رام الله يقف على مسافة واحدة من جميع الأندية واللاعبين , وأن لجنة التحكيم هي من تكلفه بإدارة المباريات وليس هو من يختار , مشيراً أن قطاع التحكيم هو حلقة مرتبطة بالمنظومة الرياضية , وليس جزءاً منفصلاً عنها , فكما أن اللاعبين بحاجة إلى معسكرات والمدربين بحاجة إلى دورات وشهادات والجماهير بحاجة إلى ندوات , فإن مسألة التحكيم مرتبطة بهذه العناصر وهي محور العملية والمكلفة بإدراتها وإخراجها إلى بر الأمان ضمن قواعد وقوانين اللعبة , وتطور مستوى اللعبة مرتبط بتطور الحكام والعكس صحيح ، لذا يتحتم علينا العناية بالحكام وتوفير كافة سبل النجاح لهم وليس محاربتهم وتحميلهم فوق طاقاتهم.
وقال عاصي إن حكام الدوريات الأوروبية المصنفة الأقوى في العالم يقعون في أخطاء وهفوات رغم تجربتهم الطويلة والإمكانيات الهائلة الموفرة لهم , ومع ذلك فالجميع يحترم قرارتهم لأنهم يعون أن الحكم هو قاضي المباراة وصانع القرار في محيطه الخاص و متخذه ويفعل ذلك وفق رؤية مهنية يحاول فيها أن يتحلى بكل ما يملك من كفاءة، وبقدر ما يستطيع من عدل، ونزاهة، وحياد بين كل الأطراف , ويتخذ قراره في جزء من الثانية والخطأ وارد وبالتالي يتعاون الجميع معه ويسهلون مهمته قدر الإمكان لإخراج المباراة إلى شاطئ الأمان .
وشدد عاصي على ضرورة إحترام الحكام وقراراتهم داعياً الإعلام إلى ممارسة دوره في توعية الإدارات واللاعبين والجماهير .
وقال" إن التحكيم يتميز بدرجة غير مسبوقة من الشفافية، فما يحدث فى الملعب، يجري أمام أعين الناس، وعلى مرأى منهم، وأمام كل من يشاهد عبر شاشات التلفاز وهي أعلى أنواع الشفافية ومفقودة في كثير من مجالات الحياة ", داعياً الجميع لأخذ هذا الأمر بعين الإعتبار ,فلا يجوز أن تشهد كل مباراة سخطاً على التحكيم , وتصرفات خارجة عن السياق وإتهامات لا أساس لها من الصحة , وأن يكون الحكام هم كبش الفداء والمستهدفين عند كل خلل , موضحاً أن الحكم الفلسطيني قادر على الإبداع والوصول إلى مراحل متقدمة في حال نال الثقة , فهو يمتلك الخامة والإصرار والإرادة لكنه بحاجة إلى الدعم والمساندة .
وأوضح عاصي سبب غياب طاقم رام الله هذا الأسبوع لإرتباطات عائلية طلب على إثرها إعفاءه من إدارة أي مباراة في دوري المحترفين لهذه الجولة , وليس كما يشاع بأن طاقمه تعرض لعقوبة من قبل دائرة التحكيم وحرم من إدارة المباريات .
وإختتم عاصي حديثه بتمنيه التوفيق لجميع الأندية الفلسطينية وبأن تشهد المرحلة القادمة إرتقاءً في التعامل مع الحكام وتغيراً ملحوظاً في النظرة إتجاههم يوازي التطور في مستوى اللعب وأداء اللاعبين والمدربين ويعكس صورة حضارية عن الدوري الفلسطيني.