الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

لجنة الأسرى تؤكد على متابعة التوصيات التي تنبثق عن مؤتمر تونس

نشر بتاريخ: 11/11/2012 ( آخر تحديث: 11/11/2012 الساعة: 10:25 )
غزة- معا- أكدت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة على أهمية وضرورة متابعة ما ينبثق من توصيات وقرارات في مؤتمر تونس الذي بدأ أعماله في العاصمة التونسية يوم أمس السبت الموافق 10 / 11 / 2012 لنصرة الأسرى وتحت رعاية الرئيس التونسي المنصف المرزوقي .

جاء هذا خلال كلمة لجنة الأسرى التي ألقاها عضو لجنة الأسرى المشارك في المؤتمر والقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عطية البسيوني حيث قال في بدء كلمته أمام المشاركين في المؤتمر بأن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة تؤكد على أهمية كسب وتفعيل الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي لنصرة الأسرى وفضح جرائم الحرب الإسرائيلية والعمل بشكل جاد لزلزلة سجون الإحتلال التي تنتج وتضخ قهرا وعدوانا .

وأضاف البسيوني بأن معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال الإسرائيلي والذين تتجاوز أعدادهم أكثر من 4700 أسير فلسطيني لها وجوه متعددة ومختلفة ولا يمكن أن يتم عرضها في يوم أو يومين حيث أن الإحتلال يتفنن في ابتداع الأساليب الوحشية والقمعية والعنصرية لإرهاب الأسرى في محاولة يائسة لكسر صمودهم ووحدتهم وإرادتهم في الحرية وأنه لزام على الجميع الفكري والثقافي والسياسي والإعلامي أن يتعامل مع قضية الأسرى بشكل متواصل ودؤوب لأنها قضية مركزية ذات أولوية وطنية وقومية وهي العنوان الأبرز في الصراع العربي مع الإحتلال الإسرائيلي وعليه فيجب ألا تكون موسمية لدى الجميع حيث أن الأسرى دائما هم المعلم الذي يمتشق الإرادة والصمود ويقدمون التضحيات تلو التضحيات بوقوفهم الشامخ في الخندق الأول للدفاع عن كرامة الأمتين العربية والإسلامية وحقوق الإنسان التي تداس بالأحكام والمؤبدات والقرارات والقوانين الظالمة والعنصرية التي تفرخها محاكم الإحتلال الإسرائيلي الصورية والغير قانونية والغير إنسانية والغير شرعية .

وقال رسالتنا اليوم لهذا المؤتمر الكريم في تونس الخضراء فإننا نشدد على ضرورة استمرار واستثمار اللقاءات والمؤتمرات العربية الدولية وهناك العديد من اللقاءات والمؤتمرات العربية والدولية التي تمت وعقدت لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي والتي يجب العمل على استثمارها لصالح تدويل ملف الأسرى ونصرتهم وتحريرهم من قيد السجن والسجان الإسرائيلي حيث بات لزاما على الجميع الفلسطيني والعربي العمل لتفعيل وكسب الرأي العام العربي والعالمي والإنساني لنصرة الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي ولنصرة الأهداف الوطنية النبيلة التي قضى من أجلها الشهداء الفلسطينيين والعرب الأبرار والذين ما يزال الإحتلال الإسرائيلي يحتجز ويعتقل جثامينهم الطاهرة منذ عشرات السنين في مقابر الأرقام والتي ترقى لجرائم الحرب .

وشدد بأنه وفي هذه المناسبة الوطنية والقومية والعظيمة بانعقاد مؤتمر هام لنصرة وإسناد الأسرى على أرض تونس الخضراء فإننا نطالب جميع المؤتمرين بالعمل لإعادة الإعتبار لقضية الأسرى من حيث التفاعل العربي الشعبي والرسمي والإعلامي والقانوني بما يضمن ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين يقفون خلف معاناة الشعب الفلسطيني وأسراه البواسل حيث قدمت الحركة الوطنية الفلسطينية 205 أسرى من الشهداء على مذبح الحرية والإستقلال .

ولا يسعنا أيضا إلا أن نوضح بأن السياسات العنصرية الإسرائيلية في الإعتقال والإعتقال الإداري وفي العزل والعزل الإنفرادي والحرمان من الزيارة ومن العلاج والنوم وفي التفتيش العاري وفرض العقوبات والحرمان من الكانتينة والتعليم ونقل الأسرى بشكل تعسفي دائم من سجن إلى آخر وفي حرمان الأسرى من أبسط الحقوق الإنسانية التي كفلتها كافة الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية فإنما تعبر هذه السياسات عن مدى العنصرية والحقد وتنكر الإحتلال الإسرائيلي لحق أبناء الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة الكريمة والتواصل مع العالم الخارجي .

وخاطب عضو لجنة الأسرى عطية البسيوني المؤتمر بأن هناك الكثير من أمهات الأسرى الماجدات وبسبب المنع من الزيارة والحرب النفسية التي تشنها دولة الإحتلال ضد الأسرى وذويهم فلقد استشهدن وهن يتطلعن للحظة وداع أخيرة تجمعهن بفلذات أكبادهن الأسرى في سجون الإحتلال وهنا نستعرض القليل من خطر القرارات والقوانين العنصرية التي تفرخها محاكم الإحتلال الإسرائيلي الصورية والغير قانونية والغير إنسانية ومن بينها " القرار 1650 والقاضي بالإبعاد وقانون شاليط القاضي بالتضييق على الأسرى وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية في التعليم والعلاج والزيارة والتواصل العالم الخارجي ومتابعة وسائل الإعلام والقانون العنصري الذي عرف بقانون " مقاتل غير شرعي " والذي تقوم حكومة الإحتلال من خلاله باحتجاز الأسير بعد انتهاء مدة محكوميته .

وأكد بأن لجنة الأسرى جاءت إلى تونس الشقيقة وهي تحمل رسالة الأسرى وذويهم وصرخات وأنات المضربين عن الطعام منذ 128 يوما من أجل الحرية والكرامة والحياة الكريمة ( الأسير أيمن الشراونة والأسير سامر العيساوي وعماد سرحان ومحمد التاج ) ... ولقد جئنا اليوم ونحمل صرخات المرأ’ العربية الأسيرة في سجون الإحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 10 سنوات وعلى رأسهن الأسيرة لينا الجربوني مضيفا لقد جئنا لنقول بأن الأسرى هم الوجه الآخر للشهداء وخاصة الأسرى المرضى والذين يقارب عددهم على 1500 أسير يعانون من الأمراض المزمنة والخطيرة في سجون الإحتلال الإسرائيلي دون تلقي العلاج اللازم أو إجراء العمليات الجراحية التي تمنع عنهم خطر الموت ولقد تعاملت حكومة الإحتلال مؤخرا مع الأسرى المرضى كما تعاملت تاريخيا بأن العربي الجيد هو العربي الميت حيث يحرم الإحتلال الأسرى من حقهم الإنساني في العلاج ومن حقهم في إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وهذا الأمر لا يتحقق في ظل عدم وجود أطباء مختصين إلى جانب قيام الإحتلال بنقل المرضى من المستشفيات إلى السجون المركزية وكأنهم في أتم العافية .

وتطرق عطية البسيوني في رسالة لجنة الأسرى إلى الصمت الدولي وتقصير المنظمات الدولية والإنسانية تجاه معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال حيث كان لهذه المنظمات الدولية والإنسانية دور كبير في تدويل قضية شاليط الإسرائيلي الأسير بيد المقاومة الفلسطينية منذ 25 / 6 / 2006م والذي جاء على ظهر دبابة ليقتل ويسجن ويقمع من أبناء شعبنا الفلسطيني ما استطاع إليه سبيلا في حين أن هذه المنظمات الدولية الإنسانية لم تخصص ولو مساحة قصيرة من الوقت للقاء أسر الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة

وجدد التأكيد على أن دولة الإحتلال الإسرائيلي هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشرع التعذيب وتعطيه صبغة قانونية وتعتقل جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ عشرات السنين وتعمل على تزوير الحقائق وإخفائها كما حدث في الحرب العدوانية على قطاع غزة في 27 ديسمبر 2008م والتي استمرت لمدة 23 يوما وأن دولة الإحتلال التي تسمح بوجود السجون السرية وعلى رأسها السجن السري والذي يحمل الرقم 1391 والموجود في قاعدة عسكرية سرية ولا يخضع لرقابة منظمات حقوق الإنسان الدولية فإن هذه الدولة تستحق أن تقف في قفص الإتهام في محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتها على جرائم الحرب بحق الفلسطينيين والعرب .

واختتم بأن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة تثمن دور تونس الشقيقة رئاسة وحكومة وشعبا ومؤسسات في نصرة وإسناد القضية الفلسطينية حاليا وتاريخيا ونتمنى للمؤتمر الكريم أن يخرج بتوصيات وقرارات تكون ملزمة للجميع بمتابعتها وترجمتها على أرض الواقع وأن قادرة على التخفيف من معاناة الأسرى وذويهم وأن يلتئم الجرح الفلسطيني بإنهاء الإنقسام وأن يحقق المؤتمر كافة الأهداف التي نظم من أجلها في نصرة الأسرى ومطالبهم العادلة .