محللون سياسيون يرون أن اتفاق مكة أسس لنظام سياسي جديد وأنه يحتاج إلى حماية ودعم
نشر بتاريخ: 18/02/2007 ( آخر تحديث: 18/02/2007 الساعة: 16:03 )
غزة- معا- رأى محللون سياسيون, أن اتفاق مكة عمل على حل الكثير من القضايا الفلسطينية الهامة, بما فيها حقن الدماء التي من شأنها أن تعيق الفلسطينيين عن مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والمساعي نحو فك الحصار.
كما رأى بعض المحللين في حديث لوكالة "معا" أن هذا الاتفاق أسس لنظام سياسي جديد أكثر احتراما ورسوخاً له قواعد وحصانة دستورية تحميه ليكون قادرا على مواجهة الاستحقاقات الصعبة, كما أنه أدى إلى تعزيز الوحدة وتعزيز العمل السياسي.
ورأى هؤلاء المحللون أن الالتزام ببنود هذا الاتفاق والعمل على معالجة القضايا التي لم يتم التطرق إليها هي الضمانة لعدم العودة مرة أخرى للصراعات.
كما دعوا كلاً من حركتي فتح وحماس باعتبارهن القوتين الرئيسيتين إلى تقديم التنازلات خلال مشاورات تشكيل حكومة الوحدة, لاختصار الكثير من الوقت واتاحة الفرصة أمام الكتل والفصائل الأخرى لتوسيع حجم مشاركتها وخلق حالة من التعددية الحزبية في الحكومة الجديدة.
وقال المحلل السياسي يحيى رباح إن اتفاق مكة اتاح الفرصة للنظام السياسي الفلسطيني الجديد أن يترسخ, داعيا الفلسطينيين الى مزيد من الوحدة ليقنعوا أو يجبروا المجتمع الدولي على التعاطي مع حكومة الوحدة.
وعبر رباح عن تفاؤله في أن يحقق اتفاق مكة الكثير من الانجازات للفلسطينيين, وإن تباطأ المجتمع الدولي في تجاوبه مع المطالبة بفك الحصار, داعيا الفلسطينيين إلى عدم جعل الوضع الداخلي رهينة للعلاقات الفلسطينية في الخارج.
بدوره اعتبر المحلل السياسي جهاد حمد اتفاق مكة بأنه خطوة ايجابية على الطريق السليم نحو توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني, إلا أنه رأى أن هذا الاتفاق سيبقى فلسطيني- فلسطيني أن لم يكن هناك حاضنة عربية دافعة في اتجاه دعمه وتشكيل ضغط على حكومة اسرائيل لفك الحصار, كما أن الموقف الأمريكي هام جدا تجاه اتفاق مكة.
وقال حمد إن اتفاق مكة اذا كان قد جاء لحقن الدماء فقط, فانه لا يمكن له أن يستمر طويلاً بدون حل لكافة المشاكل المتبقية.
وعلى ذات الصعيد رأى المحلل السياسي أشرف العجرمي أنه في حال فشل اتفاق مكة فانه سيؤدي إلى خلق مشكلات جديدة وسيفجر من جديد العنف, معتبراً أنه جاء كمقدمة لمعالجة الكثير من القضايا محل الخلافات.
وأضاف العجرمي أن اتفاق مكة ليس قرآنا ولم يأتي على جميع القضايا, وأنه لا زالت هنالك الكثير من القضايا المركبة والمعقدة التي يكتنفها الغموض وتحتاج إلى حلول, كفرض النظام والقانون واعادة بناء المؤسسة الفلسطينية على روحية الشراكة السياسية ومحاسبة القتلة الذين أراقوا الدماء الفلسطينية لعدم العودة للصراع مرة أخرى.