اسبوع الشباب :مهرجان تابيني في القدس المفتوحة ببيت لحم
نشر بتاريخ: 11/11/2012 ( آخر تحديث: 11/11/2012 الساعة: 20:51 )
بيت لحم - معا - ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للشباب الفلسطيني نظمت جامعة القدس المفتوحة والحركة الطلابية بالتعاون مع لجنة التنسيق للأسبوع الوطني للشباب مهرجاناً تأبينياً مركزياً للشهيد أبو عمار في الذكرى الثامنة لرحيله ، وذلك في حرم الجامعة يوم الأحد الموافق 11/11/2012 وبحضور كلٍ من معالي محافظ محافظة بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل وعضو اللجنة المركزية الأخ عباس زكي ورئيس أساقفة سبسطية في القدس الشريف نيافة المطران عطاالله حنا والدكتور إبراهيم الشاعر مدير جامعة القدس المفتوحة ببيت لحم وعدد من مدراء المؤسسات والأجهزة الأمنية في محافظة بيت لحم .
وقد بدأ الافتتاح مدير جامعة القدس المفتوحة د. إبراهيم الشاعر كلمته بتوجيه تحية بإسم رئيس الجامعة أ.د. يونس عمرو والعاملين والطلبة وقدم رسالة وفاء وإكبار لكل شهداء فلسطين وعلى رأسهم الشهيد أبو عمار الذي وصفه بمفجر الثورة ومعلن الاستقلال وصانع الهوية الفلسطينية الحديثة ، كما اعتبر د. الشاعر إعلان الأسبوع الوطني للشباب بالتطور النوعي والمهم الذي يمثل خطوة عملية تسهم في تعزيز فهم الأجيال الشابة للانتماء الصحيح للوطن وفي نشر مزيد من الوعي الوطني والثقافة في مجالات الحياة المختلفة.
وأضاف د. الشاعر أنه سيكون لفلسطين شأن عظيم بإذن الله لأنها قوية بشعبها وشبابها وبتضحيات شهدائها وبعدالة قضيتها بالرغم من رحلة العذاب الطويلة والمعاناة والأسر والتهجير، فشعب ضحى بالقادة العظام من أبنائه من أمثال أبو عمار والياسين والشقافي وأبو علي مصطفى لا محالة منتصر.
ووجه باسم المهرجان عدة رسائل منها: تأييد للرئيس أبو مازن في توجهه للجمعية العامة للحصول على دولة غير عضو، ورسالة دعوة للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي لا مبررات له، ثم رسالة اعتزاز بالشباب الفلسطيني الذي ستقوم بسواعده وجهوده ونضاله الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ثم اختتم د. الشاعر كلمته بتوجيه رسالة تضامن مع الأسرى داعياً إلى العمل على تحريرهم جميعاً دون تمييز بينهم.
ثم تلاه رئيس أساقفة سبسطية في القدس الشريف نيافة المطران عطاالله حنا فشكر إدارة الجامعة ومدير الفرع على حسن الاستقبال. وقال: " أود أولاً أن أنقل إليكم تحية القدس عاصمة فلسطين الروحية والسياسية والوطنية والإنسانية، هذه المدينة التي دافع عنها شهيدنا البطل أبو عمار حتى الرمق الأخير، فهو لم يتنازل عن ذرة تراب من تراب القدس أو فلسطين، ولم يتنازل عن أي حق من حقوقنا الثابتة، لذلك حوصر واغتيل بهذه الطريقة الهمجية وغير الإنسانية، وظن الاحتلال أنه بذلك يقتل القضية، ونقول للاحتلال إن أبا عمار باقٍ معنا زعيماً وطنياً روحه معنا بإستمرار."
وأضاف: لقد كان أبو عمار يطلب منا أن نخاطبه بالأخ أبو عمار تواضعاً منه، فقد كان بسيطاً، وقد شاركته في حضور العديد من المؤتمرات، وكان يحرص على اصطحاب ممثلين من الديانة الاسلامية والمسيحية، وكان رمزاً للوحدة الوطنية والعربية، إن كوفيته الفلسطينية كانت حاضنة للشعب الفلسطيني، ونحن نقول للعالم، إننا لن ننسى أبا عمار، سيبقى حاضراً وحياً في كل مكان، في بيوتنا، ومؤسساتنا وجامعاتنا.
ثم قال: " إن أبا عمار في هذه الذكرى ، يطالبنا جميعاً فصائلاً وأحزاباً أن نتوحد، لأن وحدتنا قوة لنا وفرقتنا ضعف يستفيد منه أعداؤنا، إن قائدنا وزعيمنا أبو عمار يطالبنا بالوحدة الوطنية في مواجهة المحتل الذي يريد اقتلاع القدس والمقدسات من وجداننا، ولكن نقول لهم إن القدس حاضرة فينا ومعنا وهي حاضرة الآن في جامعة القدس المفتوحة، وثقافتنا وديننا، وإن شاء الله نذهب إلى القدس منتصرين لنرفع أعلامنا فوق مآذنها وكنائسها، وأنا ذاهب للقدس لكي نحيي ذكرى استشهاد أبو عمار وسأنقل تحيتكم إلى القدس وأهل القدس.
ثم ألقت الطالبة نعيمة علامة قصيدة بعنوان "من قال إن الياسر قد مات".
ثم تحدث الأخ عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قال: ما أحوجنا في هذه اللحظات أن نرى الشباب يتجلى. فهم كما قال ياسر عرفات هم بناة الوطن والسلام إذا حل السلام، وهم المناضلون إن كانت الحرب، وقال: إنني لا أشعر أن عرفات قد رحل، إن كل صاحب إرادة، وهمة وطنية، ومناضل يعيش فيهم ياسر عرفات.
لقد كان ياسر عرفات قائداً أممياً، وهو الذي تسلم الراية من فيتنام في مؤتمر الشباب الدولي في برلين عام 1973، وهو قائد لأمة، ولكل أبناء شعبه مسلمين ومسيحيين ممن حملوا رسالة التحرر والنضال، وهو ابن القدس حيث المسجد الأقصى، والقيامة، والعهدة العمرية، كان ياسر عرفات يحمي مقدسات المسلمين والمسيحيين، كان حريصاً على مكانة فلسطين الروحية، والاستراتيجية، وكان يقول سر قوتنا في ضعفنا، كان يعرف أن الذي يريد الحياة عليه أن يطلب الموت.
لقد صنع تلك الأسطورة، طوال حياته.
كان ياسر عرفات يرى النصر وهو في الحصار، وعندما حوصر في رام الله كان يقول يريدونني طريداً، ولكنني أقول لهم: شهيداً، شهيداً، شهيداً.
وأضاف: أبو عمار يتجدد في هذا الشعب العظيم، فقد كان يثق بشعبه، وقال: أغبط نفسي بأنني أنتمي إلى شعب أفضل من قادته"، ولقد خلق في جملة من نضالاته ما أذهل به العالم، كان ودوداً، وإنساناً، يتفقد كل أبناء شعبه، وكان عروبياً، لا يحب أن يقتتل الأخوة، حتى الذين انشقوا عليه كان رحيماً معهم ومع أبنائهم، كان حضارياً، ذا يقين وخيال وقدرة عجيبة كان متفوقاً بخصائص وتمايز قلما وجد في غيره.
ولقد كرمه الله عند رحيله، لقد كان له وداع في ثلاث قارات في أوروبا في فرنسا وفي مصر وفي إفريقيا. ودع على عربة مدفع وكان وداعه إلى مثواه الأخير في فلسطين. إن ياسر عرفات اختار السلام، سلام الشجعان، لكنه عندما فهم أن السلام المعروض هو سلام إذعان، رفض كل الضغوط، وكلنا يعرف ما حدث في واي ريفر في كامب ديفيد، وقال في الأمم المتحدة: لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، فهو داعية سلام دائماً ،
أقول: إننا اليوم ذاهبون إلى الدولة، لنجد وضعاً قانونياً لبلدنا لرفع المستوى التمثيلي، سنكون دولة تحت الاحتلال.
إن إسرائيل لا تستطيع أن تلغي وجودنا، وحاضرنا ومستقبلنا. سنذهب إلى الأمم المتحدة على الرغم من كل المنادين بالتأجيل، أو الذين يهددوننا.
كما ألقت الطالبة سهى الجواريش قصيدة عددت فيها مناقب الشهيد الرمز.
بعد ذلك تحدث أ. عزيز العصا ممثلاً عن الفصائل الفلسطينية، قال في كلمته: نحن في عرين ياسر عرفات، نلتقي في هذا الصرح العلمي الشامخ، في ذكرى الشهيد الخالد، صاحب قرار إنشاء جامعة القدس المفتوحة بدلالاتها الوطنية، نستذكر قائدنا بمواقفه وسماته ومناقبه التي لا تعدّ، لقد طوّف العالم حاملاً هموم شعبه، مدافعاً عن قضيته، حمل هموم الشعب الفلسطيني، والأمة ودافع عن كرامتها وكان يردد سنصلي في الأقصى معاً وسوياً في القدس، قاد انتفاضة الأقصى وصمد في وجه كل الضغوط التي مورست عليه.
نحن أمام شهيد فوق العادة ورمز لكل الأحرار وقال إننا في الفصائل الوطنية ندعو إلى الوحدة والتماسك وندعم قرار القيادة بالتوجه إلى الجمعية العمومية، وإلى إنهاء الانقسام فوراً والعمل على تحرير الأسرى جميعاً.