الإثنين: 16/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"نور" القدس: لم نطلب الجنسية الاسرائيلية ولا الخدمة العسكرية

نشر بتاريخ: 12/11/2012 ( آخر تحديث: 12/11/2012 الساعة: 15:37 )
القدس- خاص معا - ( غجر القدس يطالبون بالجنسية الإسرائيلية وأداء الخدمة العسكرية)، هذا هو العنوان التي خرجت به صحيفة "معاريف" العبرية في بداية الشهر وقامت وكالة معا بترجمته ونشره.

مساء امس الاحد دخل إلى وكالة معا عبد الحكيم محمد سليم 50 عاما مختار عشيرة الغجر (النور) في القدس ويريد ان يوضّح بعض الحقائق حول ما نشرته الصحيفة العبرية.

في البداية قال ان ما نشرته "معاريف" ما هو إلا جملة من الأكاذيب الملفقة والمستهجنة والمستنكرة ويقول سليم لقد قمنا برفع قضية على صحيفة معاريف في المحكمة وذلك لحجم الضرر الذي وقع بنا نتيجة الإخبار الكاذبة التي تسيء لسمعة عشيرة الغجر في القدس وعرّضتها وتعرضها لأضرار كبيرة.

وعن حقيقة الأمر، يقول مختار العشيرة سليم انه وقبل عيد الأضحى المبارك وبحكم كوني مختارا للعشيرة منذ عام 2006، وصلني اتصال هاتفي من بلدية القدس ان هنالك جولة سيقوم بها رئيس البلدية (منير بركات) بغرض تقديم التهنئة لبعض التجمعات والشخصيات في البلدة القديمة.

وبعد مشاورات مع العشيرة وافقنا على استقباله بشرط ان يتم طرح كافة مشاكل العشيرة والمعوقات التي تضعها بلدية الاحتلال أمام العيش الكريم لنا بالإضافة للخدمات المفقودة.

ويستكمل المختار سليم حديثه بأنه استقبل مع أبناء العشيرة وشخصيات مقدسية رئيس بلدية الاحتلال وتم طرح كافة المشاكل بشكل واضح وصريح وتم توجيه الانتقاد للتقصير والاستهداف وفي المقابل سمعنا وعدا بدراسة مطالبنا.

|194534|وعن موضوع طلب الجنسية وتأدية الخدمة العسكرية، يقول سليم لم نطلب الجنسية الإسرائيلية نهائيا ولكن لا نخفي طلبنا للهوية المقدسية وهو طلب مشروع ولا اخفي أننا طالبنا رئيس البلدية بمنح الهوية المقدسية لمواطنة تعيش ظرفا خاصا وتعاني من حرمانها هذا الحق الذي يسعى له كل مقدسي في القدس.

اما عن موضوع طلب التجنيد، فان سليم يقول وباستفزاز أن هذا الأمر خط احمر وهو خيانة وطنية لا يمكن حتى ان نقبله لو فرض علينا فما بالكم في أن نطلبه فهذا ضرب من ضروب الجنون ولا يمكن لمقدسي عاقل ان يطلبه او يتعاطى معه.

ويشير الى ان الصحفي الإسرائيلي كذّب ولفّق الخبر بأننا نريد الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي بهدف النيل من سمعة العشيرة الفلسطينية المقدسية التي قدمت الى فلسطين فاتحة ومحاربة من العراق وشبه الجزيرة العربية قبل مئات السنين مع صلاح الدين الأيوبي وهي اليوم جزء أصيل من النسيج المجتمعي الفلسطيني ودفعت وتدفع ثمن الاحتلال والاضطهاد وقدمت الأسرى والجرحى في سبيل حماية المدينة المقدسية.

|194532|وفيما يتعلق بوضع العشيرة فان سليم يشير للمشاكل الكبيرة التي تعاني منها العائلات في القدس وأبرزها الفقر الذي يهدد حياة الغجر الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر بالإضافة لواقع التعليم المدمر بفعل سياسة الاحتلال حيث نجحنا في العامين الماضيين كما يقول بعودة حوالي 75 طالبا وطالبة لمقاعد الدراسة لإنقاذهم من الشوارع والانحراف.

ويأسف سليم لموقف المؤسسات المتفرجة على الواقع السيئ الذي تعيشه العشيرة دون مد يد المساعدة لاستنهاض وإنقاذ أبناء وبنات العشيرة وخاصة الأطفال والشباب والنساء، دون النسيان ان هنالك بعض المؤسسات والشخصيات ولو على قلّتها ما زالت تتواصل معنا قي سبيل تقديم العون.

ويقول المختار سليم ان عدد افراد العشيرة يقارب على 1700 فرد يتبعون حوالي 170 أسرة.
|194533|

وفيما يلي الخبر الذي ترجمته معا حينها

غجر بمدينة القدس، قلائل من سمعوا بهم أو تعرفوا عليهم... وهذه هي المشكلة الحقيقية التي تواجههم وفقا لصحيفة "معاريف" العبرية، بالقول :" ان اليهود يعلمون بوجودهم بصعوبة وتقريبا لا يعرفونهم فيما يعاملهم المسلمون كعرق ادنى.. انهم الغجر الذين يعيشون في القدس الشرقية ويبلغ تعدادهم 2000 فرد ملّوا من العيش على هامش المجتمع عبارة عن مجموعة من المتسولين منزوعين الحقوق".

وادعت الصحيفة أن غجر القدس يطالبون إسرائيل بمنحهم جنسيتها والسماح لهم بأداء الخدمة العسكرية في جيشها ناقلة عن "عبد الحكيم سليم" الذي وصفته وعرّفته بمختار طائفة الغجر بالقدس قولها لرئيس بلدية القدس المحتلة "نير بركات" الذي زار الطائفة بمناسبة عيد الأضحى "نحن نحب الدولة ونريد أن نخدم في الجيش رجاء امنحونا الجنسية الإسرائيلية واعترفوا بنا كمواطنين".

وأضاف حكيم وفقا للصحيفة "نحن قريبون من اليهود اكثر من قربنا للعرب" فيما وعد "نير بركات" مختار الغجر بعمل كل ما باستطاعته لتحويلهم الى مواطنين إسرائيليين.

ويبلغ تعداد الغجر الذين يقيمون بالقدس وضواحيها حوالي 2000 نسمة يقيم معظمهم في منطقة "باب حطة" داخل أسوار البلدة القديمة فيما يتوزع البعض منهم على ضواحي ومناطق محيطة بأسوار القدس.

وقال مختار الغجر بأن ثقافتهم فقدت الكثير من مميزاتها وصفاتها الخاصة بسبب اختلاطهم بالفلسطينيين حيث لا يوجد تقريبا من يتحدث باللهجة أو اللغة المحلية للغجر وتقريبا جميع الغجر يتحدثون العربية وهذا محزن جدا".

ولا زالت قصة ميلاد "الأمة الغجرية" يكتنفها الكثير من الغموض حيث يعيش في أرجاء العالم ما بين 5-11 مليون غجري مشتتين في أصقاع الأرض فيما تربط بعض المصادر الأكاديمية جذور الغجر بالهند رغم أنهم يشكلون حاليا اكبر مجموعة متنقلة "راحلة" في العالم لكن العقدين الماضيين شهدا عملية إسكان غالبة الغجر في منازل ثابتة خاصة في دول أوروبا الغربية والشرقية.

وعودة على غجر القدس فيُعتقد بأنهم قدموا أساسا من العراق وتحولت طائفة الغجر في القدس منذ عام 1967 حين احتلت إسرائيل المدينة وأعلنت ما يسمى "توحديها" إلى ما يشبه الجزيرة ممن لا قومية لهم ورغم حملهم لجواز سفر أردني وبطاقة مقدسية "زرقاء" تخولهم البقاء في القدس وفقا للقوانين الإسرائيلية لكنهم لا يتمتعون بامتيازات الطرفين ما حول حياتهم إلى كابوس لا يمكن تحمله حسب وصف الصحيفة التي نقلت عن مختار الغجر قوله في إشارة لمعاناتهم الثقافية والاجتماعية " يتلقى أطفالنا الدراسة في المدارس العربية حيث يتعرضون للاهانات والشتائم العنصرية ويتندرون عليهم ويقاطعونهم".

ووفقا للصحيفة، اعتبرت طائفة الغجر في القدس وعلى مدى السنوات الماضية الأشد فقرا فيما ينظر الفلسطينيون إليهم وكأنهم عرقا أدنى وبسبب مشكلة الانتماء القومي والهوية يجد الغجر أنفسهم مضطرين للعمل بوظائف غير ثابتة مثل أعمال النظافة ويضطر الكثير منهم لمزاولة التسول.

واخيرا تخطط بلدية الاحتلال في القدس للشروع فورا في عملية "أسرلة" الغجر ويتوقع أن يبدأ أطفال الطائفة العام القادم بحضور دورات خاصة بتعليم اللغة العبرية.

ونقلت معاريف عن رئيس البلدية قوله بأن البلدية تعترف بالطائفة ورؤسائها وتعمل بالتعاون معهم لتقديم العون والمساعدة لأبناء الطائفة كافة.

ووصف رئيس البلدية طائفة الغجر بالطائفة المميزة والخاصة من نوعها تسهم كثيرا في التنوع الثقافي والاجتماعي في المدينة معربا عن رضاه عما حققته البلدية خلال السنتين الماضيتين في مجال تحسين ظروف حياة الغجر.