مهرجان حاشد في القاهرة لإحياء ذكرى استشهاد ياسر عرفات
نشر بتاريخ: 12/11/2012 ( آخر تحديث: 12/11/2012 الساعة: 12:46 )
القاهرة - معا - أحيت الجالية الفلسطينية في مصر، مساء الأحد، الذكرى الثامنة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات، بمهرجان خطابي حاشد أقيم في قاعة الأندلس بمركز الأزهر للمؤتمرات في مدينة نصر بالقاهرة.
وبدأ المهرجان بالنشيدين الوطنيين الفلسطيني والمصري، ثم آيات من الذكر الحكيم تلاها القاضي ماهر خضير، ثم عُرض فيلم وثائقي عن حياة الشهيد ياسر عرفات، منذ طفولته وحتى استشهاده ،تلاه كلمة للفنان المصري جمال عبد الناصر والذي روى قصة إمرأة تجسد معاناة ترمز إلى فلسطين .
وأشار مساعد وزير الخارجية المصري ومندوب مصر لدى الجامعة العربية السفير عمرو أبو العطا، في كلمة له نيابة عن وزير الخارجية محمد كامل عمرو، أن اسم الشهيد ياسر عرفات ارتبط بفلسطين، والثورة والنضال، والكرامة، والتسامح، والتمسك بالوحدة الوطنية، مشيدا بمواقف الرئيس محمود عباس وتمســـكه بالثواب الوطنية.
وقال: 'إننا نقف اليوم في ذكرى شخص استثنائي، للقائد الملهم الذي فجر الثورة وقادها عبر أصعب الدروب، الشخص الذي رسم الأحلام ورسم السبيل لتحقيقها، الشهيد القائد ياسر عرفات أبو عمار'.وأكد أبو العطا، حق الشعب الفلسطيني بتعزيز وضعيته في المنظمة الدولية، خاصة إثر تعثر أفق الحل السلمي للقضية الفلسطينية جراء تعنت إسرائيل ومواصلتها سياسة الاستيطان، مجددا التأكيد على دعم مصر لهذا المسعى واعتزامها بذل جميع الجهود لضمان نجاحه.وتابع أنه 'رغم هذه الظروف الصعبة والدقيقة ما زالت أمتنا العربية تقف إلى جانب الحق الفلسطيني وما زالت تقف من أجل أن ينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله'.
واستعرض الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في جامعة الدول العربية السفير محمد صبيح، في كلمته خلال المهرجان، سنوات عمله الطويلة مع الشهيد عرفات، وحيا روح الشهيد أبو عمار، وشهداء الثورة الفلسطينية باسم الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي، الذي اعتذر عن الحضور لانشغاله في الترتيبات والتحضيرات الخاصة باجتماع وزراء الخارجية العرب لحشد التأييد للمسعى الفلسطيني للحصول على وضعية الدولة غير العضو في الأمم المتحدة، الذي سيعقد غد الاثنين، مشددا على أن رحيل عرفات شكل خسارة لكل المناضلين في العالم.
وقال صبيح: 'في هذا اليوم، الذكرى الثامنة لرحيل رمز ثورتنا وقائد مسيرتنا ياسر عرفات، نجتمع بهذا الحشد المهيب لنؤكد جميعاً بصوت واحد، ووقفة واحدة، عهدَ الوفاء لأبي عمار، ولنؤكد معاً إكبارنا واحترامنا وعظيم تقديرنا، لما بذله من أجل حرية الوطن والشعب'.
وأشار إلى أن 'أبو عمار' اهتم كثيرا بتعزيز العلاقة مع الجامعة العربية منذ أن نشط في رابطة طلبة فلسطين بالقاهرة، مذّكرا بعقد العديد من دورات المجلس الوطني في مقر الجامعة، والزيارات المتبادلة بين الشهيد عرفات ومسؤولي الجامعة في مختلف مراحل النضال الفلسطيني المعاصر.
وأوضح صبيح أن عرفات بالفعل كان 'فلسطيني الهوية ومصري الهوا'، موضحا أنه التقى رجالات في مصر قام أبو عمار بتدريبهم عسكريا منذ عام 1952، وكان لهم دور في الدفاع عن ثرى مصر في العدوان الثلاثي عام 1956.
من جهته، شدد سفير فلسطين في القاهرة د.بركات الفرا، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن الذي يود الحديث عن بطولات الشهيد ياسر عرفات يقع في حيرة بسبب بطولاته وسيرته المليئة بالتضحيات، مؤكدا 'أن عرفات حتى نفيه حقه يجب أن نخصص موسوعة تتناول حياته ومواقفه وبطولاته'.
وتابع: 'عندما نتذكر أبي عمار 'الختيار، والجنرال، والمهندس'، نصل إلى قناعة أننا بأمس حاجة إلى الاستفادة من تجربته وبخاصة على صعيد تعزيز الوحدة الوطنية'، مطالبا في الوقت ذاته بإنهاء الانقسام فورا.وحث الفرا حركة 'حماس' على التوقيع على ورقة المصالحة التي أعدتها مصر في ضوء النقاشات الطويلة لمختلف الفصائل الفلسطينية، وقال: 'كل الملاحظات وكل الفصائل تصغر أمام كلمة القدس وأمام قضيتنا التي تضررت كثيرا نتيجة حالة التشرذم'.ووصف ياسر عرفات بأنه 'ابن فلسطين البار، الذي مثلت كوفيته رمزا للتضحيات والصمود ولعدالة القضية الفلسطينية'، مضيفا: 'لقد كان قبطانا بارعا يعرف كيف يحرك سفينته دون أن تصطدم من الرياح'.
ولفت إلى أن ما ميز الشهيد عرفات وجوده دائما في الخندق الأمامي في أية معركة، سواء في لبنان أو في الوطن، وقال: 'هو خارج من بيروت سئل إلى أين ذاهب يا 'أبو عمار'، فأجاب إلى القدس عاصمة فلسطين'.
وتابع الفرا: 'دائما كان يرفع أبو عمار شعار 'استقلال القرار الوطني' وقد دفع نتيجة ذلك الكثير، لكنه حافظ على القضية الفلسطينية، ونحسب له أنه تمسك بالثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإنهاء الاستيطان، والتمسك بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين'.وخاطب الفرا، 'الذين ابتهجوا برحيل أبو عمار'، قائلا: 'لقد نال الشهادة التي كان يطلبها دائما، واستشهد بعدما خلق جيلا من الثوار، ومن أبناء فتح الميامين، ومنهم من نال الشهادة ومنهم من ينتظر'، مؤكدا أن 'عرفات الإنسان، عرفات القائد والزعيم، سيبقى في وجدان الشعب والأمة، كما هو في تاريخها وحركتها الوطنية، ذلك الفارس الشجاع، ذلك الجبل الشامخ، الذي لم تنل من عزيمته وإصراره وإرادته وثباته على المبادئ والحقوق، أعتى المؤامرات والحصارات وأقسى الظروف.
'وقال إن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي هي شغل القيادة الشاغل، ويجب أن نعمل بمواصلة بذل أقصى الجهود وعلى المستويات كافة من أجل التسريع في إطلاق سراحهم، وخاصة الأسرى قبل عام 1993.وأضاف أن 'الرئيس عرفات كان وما زال القائد المؤسس، قائد الشعب والمسيرة والحامي لها'، مجددا العهد والوفاء للنهج والسياسات والثوابت والاستمرار بمسيرة النضال والبناء نحو الحرية والاستقلال بقيادة الرئيس محمود عباس.
وأشاد الفرا إلى قرار القيادة العمل التوجه للأمم المتحدة للحصول على دولة غير عضو، معربا عن ثقته باستمرار التحرك حتى تحقيق الأهداف، والعمل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال والقمع والاستيطان.وقال: 'من هنا نعاهد الرئيس أبو عمار وخليفته الرئيس محمود عباس أننا لن نفرط بذرة تراب من القدس، ولا الوطن، ولا بحق العودة، ولا بتحرير الأسرى، ونعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل تحقيق السلام على أرض السلام'. وأشاد بمواقف الرئيس محمود عباس شريك الشهيد عرفات في المسيرة النضالية، مضيفا: 'لقد حمل الرئيس أبو مازن الأمانة باقتدار وحافظ على الثوابت، واستطاع تجنيد العالم لصالح قضيتنا العادلة'.
وتعالت، خلال المهرجان، الهتافات الداعمة للرئيس محمود عباس، واستذكارا لشهداء فلسطين، وعلى رأسهم الراحل ياسر عرفات، وكما رفع العلم الفلسطيني وكوفيات الرئيس أبو عمار أثناء إلقاء كلمة مدير مؤسسة ياسر عرفات بالقاهرة أ/ محمد القدوة ، وعن إقليم حركة فتح أ/ لمعي قمبرجي ، وممثل شيخ الأزهر الشيخ علي عبد الباقي .
وأعقب ذلك فقرات فنية تنوعت بين مقاطع شعرية ترثي الرمز أبو عمار وغناء على العود، اختتم بوصلة غنائية أداها كورال عباد الشمس التابع لاتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة.
وحضر المهرجان، الذي نظمته سفارة فلسطين بالقاهرة بالتعاون مع حركة 'فتح' إقليم مصر ومؤسسة ياسر عرفات والتنظيمات الشعبية الفلسطينية، عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب المعتمدين لدى مصر، وقيادات سياسية ونقابية مصرية، وأمين مجمع البحوث الإسلامية وممثل شيخ الأزهر الشيخ علي عبد الباقي، وأبناء الجالية الفلسطينية من مختلف محافظات مصر.