الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

صاروخ تموز السلاح الإسرائيلي الأكثر دقة في العالم

نشر بتاريخ: 12/11/2012 ( آخر تحديث: 14/11/2012 الساعة: 09:00 )
بيت لحم- معا - تردد اسم الصاروخ "تموز " على استحياء للمرة الأولى خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان ليعود هذه الأيام بقوة عبر الرسائل الصاروخية التي أرسلتها إسرائيل أمس واليوم الاثنين للقوات السورية النظامية التي تقاتل قوات الجيش الحر في منطقة الجولان والقنيطرة ما تسبب بسقوط قذائف هاون وطلقات طائشة على مواقع إسرائيلية في الجزء المحتل من الهضبة السورية.

ورغم أن الصاروخ السري لم يكشف النقاب رسميا عن وجوده لدى الجيش الإسرائيلي سوى قبل اقل من عام لكنه فعليا دخل الخدمة الفعلية خلال ثمانينيات القرن الماضي بعد ان انتهت "رفائيل " المسؤولة عن تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية من تطويره لكنه بقي حتى فترة قريبة جدا سرا من أسرار إسرائيل شديدة الحفظ رغم أن الجيش استخدمه أكثر من مرة في ساحات القتال المختلفة دون أن يعلن عن وجوده.

ويعتبر الصاروخ الذي سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية مؤخرا نشر تفاصيله ثمرة جهود مؤسسة " رفائيل" ويستخدم بكثرة في صفوف كتيبة " مقلاع داود " التابعة لسلاح المدفعية وبقي طي الكتمان حتى عن اكبر حلفاء اسرائيل " الولايات المتحدة " حتى مطلع تسعينيات القرن الماضي.

ويبلغ المدى الأقصى لهذا الصاروخ 25 كلم ويتمتع بقدرة كبيرة على تحقيق إصابات شديدة الدقة حيث يحمل في مقدمه حساس الالكترو- ضوئي ما يسمح لطاقم الإطلاق متابعته ومشاهدته حتى أخر مساره وبالتالي إمكانية توجيهه نحو الهدف وتغيير مساره حسب الحاجة.

وأطلق الجيش الإسرائيلي يوم أمس صاروخا من هذا الطراز باتجاه موقع مدفع هاون سوري يبعد مسافة 4 كلم لكن الطاقم ووفقا للأوامر الصادرة تعمد عدم إصابة الموقع واكتفى بمرور الصاروخ بالقرب منه وذلك لعدم التسبب باشتعال المنطقة ونقل رسالة " صاروخية للجيش السوري مفادها " لا تكرروا ذلك " وفقا للمصادر الإسرائيلية التي أرجعت اختيار الجيش لهذا الصاروخ تحديدا لمدى الدقة التي يتمتع بها وإمكانية التحكم به طيلة سيره نحو الهدف وبالتالي نقل الرسالة المطلوبة دون التسبب بتدمير الموقع السوري وقتل جنوده.

واستخدم الجيش الإسرائيلي صاروخ " تموز" بكثرة خلال الحرب على لبنان وعملية الرصاص المصبوب في غزة حيث أطلق أكثر من 600 صاروخ من هذا الطراز خلال الحرب على لبنان علما بان تكلفة الصاروخ الواحد تزيد عن نصف مليون شيكل.

ويستخدم الجيش الإسرائيلي هذا الصاروخ إضافة لمهمته الأساسية في مواجهة الدبابات "مضاد للدبابات " ضد ما اسماها بالخلايا " الإرهابية " وكذلك لاستهداف الأماكن التي تحتاج إصابة دقيقة جدا كما حدث أمس في الجولان.

واخيرا ينتمي صاروخ "تموز" الى عائلة الصواريخ التكتيكية متعددة القدرات التي طورتها مؤسسة "رفائيل" وكانت الفكرة من وراء تطوير إنتاجه تمكين سلاح المدفعية من إطلاقه ومتابعته وتوجيهه خلال سيره نحو الهدف البعيد وفي حال اكتشف طاقم الإطلاق أن الهدف المستهدف ليس هدفا عسكريا ذو جدوى او وجود مدنيين بالقرب منه يمكنه إلغاء مهمة القصف.

وتسوق إسرائيل حاليا هذا الصاروخ في العديد من دول العالم التي تصفه بالصاروخ الأكثر تطورا ودقة.