بعد 3 اشهر من تولي المنصب رئيس الشاباك يوفال ديسكين يهدد بالاستقالة من منصبه نهاية الاسبوع
نشر بتاريخ: 07/08/2005 ( آخر تحديث: 07/08/2005 الساعة: 13:04 )
معا- في العاشر من شهر آب الجاري, الموافق يوم الاربعاء القادم سيترأس شارون اجتماعا هاما وحاسما يتعلق بمصير القرارات الاستراتيجية المتعلقة بالانسحاب من قطاع غزة.
وستطلب حكومة شارون رسميا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ان تقدم طلبا رسميا للامم المتحدة باعلان انتهاء احتلال اسرائيل لقطاع غزة وما يعنيه ذلك على صعيد تنصل اسرائيل من اية مسؤوليات عن تلك المنطقة وبالمقابل المسؤولية الكاملة على الفلسطينيين باعتبار سيادتهم فيها.
وحسب ما يذكر موقع ديبكا الاستخباري الاسرائيلي فان شارون ومستشاريه حصلوا على ضمانات أمريكية لتأمين طلبهم امام مجلس الامن وحتى رئيس الحكومة البريطاني طوني بلير سيوافق على ذلك مقابل موافقة اسرائيل على اقامة ستة مراكز امنية للمخابرات البريطانية المسماة M6 في غزة ورفح وحاجز ايريز ورام الله وجنين وطولكرم واريحا.
اما الرئيس الفرنسي شيراك فقد وعد هو ايضا بتأييد الطلب الاسرائيلي خلال الزيارة الاخيرة لشارون في باريس وتخشى اسرائيل انها لن تتمكن من تمرير هذا القرار بسبب الفيتو الروسي او الفيتو الصيني.
وفي حال ذلك اعد شارون نفسه لبديل اخر وهو الاكتفاء بتصريح رسمي امريكي يعلن انتهاء احتلال اسرائيل لقطاع غزة وان ينضم لتأييد هذا التصريح طوني بلير وجاك شيراك.
والسؤال لماذا يوم الاربعاء القادم ؟؟
والاجابة لانه سيكون هناك اتصال من ممثل الرباعية جيمس وولفنسون بحيث سيرفع وولفنسون سماعة الهاتف ويتصل بجورج بوش وطوني بلير وجاك شيراك وكوفي عنان ويقول لهم احد هذين الامرين:
1- نجحت في مهمتي وقد ضمنت المستقبل الاقتصادي لغزة والتواصل الجغرافي بين الضفة الغربية والقطاع.
2- او سيقول لهم سادتي لقد فشلت في مهمتي لان شارون وضع العراقيل في وجهي ولم انجح في ضمان مستقبل غزة او التواصل بين القطاع والضفة.
وفي حال ابلغهم وولفنسون بانه نجح ، ستبدأ واشنطن في اعداد مسودة قرار انهاء الاحتلال لمجلس الامن فورا بعد خروج اخر جندي اسرائيلي من مستوطنة غوش قطيف.
ولكن اذا قال وولفنسون انه فشل فسيكون البرنامج السياسي والعسكري والاقتصادي لشارون قد فشل ايضا .
وارئيل شارون كان - من وجهة نظره - قدم تنازلات كبيرة لممثل الرباعية وولفنسون وللفلسطينيين من اجل ان يعلن المبعوث والمنسق الاقتصادي عن نجاح مهمته.
شارون تنازل عن اي تواجد عسكري اسرائيلي غرب الحدود في رفح او استبدالها بقوات دولية وشارون تنازل عن فكرة تشغيل المعابر بين غزة واسرائيل ما سيمنع اي نشاط مستقبلي اسرائيلي في غزة حتى الصفر.
وتنازل عن معبر رفح وتنازل عن مطالبته نشر قوات مصرية شمال سيناء ووافق على اقامة ميناء بحري عميق في مياه غزة ووافق على اقامة تواصل بين غزة والضفة الغربية وان ينقل الفلسطينيون بضائعهم فوق ارض (اسرائيل) وكذلك سينتقل البشر ، وبكلمات اخرى تنازل شارون عن كل ما تبقى له عند الفلسطينيين.
وحتى يكتمل الانسحاب الاسرائيلي بكامله وبهدوء لن يلتزم شارون بأي من ما ذكر بل على العكس سيكون البديل ( الدخول) في غزة واحتواء اسرائيل لها.
ولكن هناك امر واحد لم يوافق عليه شارون؟؟
الفلسطينيون يأملون ومثلهم وولفنسون ان القطار الارضي للحافلات والبضائع والذي سيقام بين غزة والضفة لن يتعرض للتفتيش الاسرائيلي ولن يجري انزال الركاب او البضائع لتفتيشها.
الفلسطينيون قالوا : اذا ما قام الاسرائيليون بالتفتيش في هذا القطار, فهذا يعني ان اسرائيل لم تنه الاحتلال على قطاع غزة وان اسرائيل تخطط لابقاء سيادتها على القطاع وعلى سكانه.
وفي هذه النقطة وقف رئيس الشاباك يوفال ديسكين ورئيس الاستخبارات اهرون زئيفي فركس على رجليهما الخلفيتين ( اذا اسرائيل لن تفتش القطار والبضائع وتقوم بتنزيل الركاب فانها ستكون مسألة وقت فقط لتقوم حماس بنقل رجالها ورجال الجهاد الاسلامي وحزب الله والقاعدة مع كل اسلحتهم الى الضفة الغربية وهذا سيؤدي الى اطلاق راجمات وصواريخ قسام وتجديد العمليات الانتحارية في المدن الاسرائيلية).
ويكشف موقع ديبكا ان رئيس الشاباك قال لشارون ( ان هذه القاطرات لا يجب ان تحمل الاف او مئات الاشخاص وسيكفي فقط العشرات من النشطاء ومعهم ادوات الخراطة وصناعة الصواريخ فينتجوا صواريخ القسام والراجمات وينقلوا الخبرة والخرائط ما سيجعل الارهاب الفلسطيني في الضفة يخرج عن كل سيطرة وسيزحف الى داخل اسرائيل ) .
وبالتالي يقف الان شارون اما للاعلان يوم الاربعاء 10 آب انه مستعد لتنازل اسرائيل عن تفتيش القاطرات والركاب الفلسطينيين او انه سيدافع عن استراتيجية الامن الاسرائيلي.
التحذيرات من رئيس الشاباك خطيرة جدا وفي نهاية الاسبوع يمكن ان يقدم يوفال ديسكين استقالته من رئاسة الشاباك اذا ما وافق شارون على عدم تفتيش القطار ومعنى ذلك ( ان الشاباك لن يعود قادر على حماية دولة اسرائيل وأمنها).
وبالمقابل اذا وافق شارون على مطالب الفلسطينيين عدم تفتيش القطار سيرفع وولفنسون التلفون ويعلن للعالم ( نجحنا).
وبالمقابل اذا رفض شارون مطالب الفلسطينيين واصر على تفتيش القطار سيرفع وولفنسون الهاتف ويعلن للعالم ( فشلنا).
وبكلمات اخرى اذا وافق لوولفنسون سينجح سياسيا ويعلن للعالم انهاء الاحتلال الاسرائيلي لغزة ولكن اذا خضع شارون لرأي قادة الامن الاسرائيلي فان خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وفك كل ارتباط مع الفلسطينيين ستفشل.
ويبدو ان شارون اخطأ اذا استهان بهذا الرجل الاسترالي العجوز والذي يأتي للاجتماعات دون ان يحلق ذقنه او الشعر الابيض البارز فيه والذي يهمل هندامه بشكل واضح وان شارون اخطأ اذ استهان به وكلف بيرس وحاييم رامون لحواره ومفاوضته.
وقد عرف بيرس ورامون قدر هذا الرجل وعرفا انه سيلوي ذراع شارون في النهاية وان التفاحة سقطت في سلة حزب العمل من حيث لا يدرون.
وبيرس ورامون لم يخدعا شارون ولم يعطيا اجابات خاطئة لوولفنسون وانما تركا الامور تصل الى هذا المستوى.
ولكن وولفنسون الذكي الذي اخذ تكليفه من رئيس الولايات المتحدة يفهم الامور دون ان يقول له احد ذلك وهدف زيارته التأكد من فرصة قطاع غزة في النماء الاقتصادي والحياة.
وفي حال وافق شارون سيستقيل يوفال ديسكين ليكون صاحب اصغر ولاية في تاريخ الجهاز ( ثلاثة اشهر فقط).
وان يوم الاربعاء لناظره قريب.