قيادات تطلق مبادرات للتنمية الاقتصادية في القدس
نشر بتاريخ: 14/11/2012 ( آخر تحديث: 14/11/2012 الساعة: 10:27 )
القدس -معا- قامت مؤسسة قيادات مساء يوم الاثنين بعقد مؤتمر لإطلاق مبادرات للتنمية الاقتصادية في القدس، بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وبإشراف من مؤسسة التعاون وبالشراكة مع جمعية الشابات المسيحية بالقدس.
وشمل المؤتمر الذي عقد في مقر جمعية الشابات المسيحية في القدس عرضاً لمجموعة من المبادرات التنموية الممولة من قبل مؤسسة التعاون، حيث قدمت كل من مؤسسة قيادات وجمعية الشابات المسيحية والغرفة التجارية عروضاً حول برامجها التنموية. وتم على هامش المؤتمر افتتاح مركز مؤسسة قيادات لتنمية الأعمال ونشر نتائج دراسة السوق العربي للمدينة.
وشهد المؤتمر إقبالاً واسعاً، حضره ما يزيد على مئة شخصية من رجال الأعمال والمستثمرين والتنمويين وممثلين عن البعثات الأجنبية العاملة في المدينة. ونوه الحاضرون على أهمية العمل على التنمية الاقتصادية في مدينة القدس وضرورة تكثيف الأنشطة وأثنوا على عقد هذا المؤتمر في قلب المدينة كدليل على عمق الالتزام تجاه أولوياتها التنموية.
وتم افتتاح المؤتمر بكلمة للمدير العام لمؤسسة التعاون د. تفيدة الجرباوي والتي أشارت فيها إلى تحقيق أهداف برنامج تشغيل الشباب في مؤسسة التعاون بإطلاق دراسة خاصة بالاقتصاد المقدسي، تركز على وضع أهم 5 قطاعات حيوية في المدينة، من حيث استغلال القدرات الكاملة، وتحديد الفرص في كل منها، وترجمتها إلى برامج للدعم، والهدف الثاني انشاء حاضنة أعمال للشركات الناشئة بالتعاون مع مؤسسة قيادات وتحتضنها جمعية الشابات المسيحية، وستحظى هذه الشركات الناشئة بتمويل تأسيسي يتراوح ما بين 20-30 ألف دولار، وبخدمات استشارية لترجمة الأفكار الريادية لبرامج عمل.
وقالت "نرى في هذا التوجه فرصة حقيقية للمساهمة في تأسيس اقتصاد فلسطيني قوي، قادر على توفير فرص عمل ذات قيمة مضافة عالية تساهم في تحسين جودة حياة الفلسطينيين".
وتقدمت د. تفيدة الجرباوي بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرات، وخصوصاً الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، ومؤسسة قيادات وجمعية الشابات المسيحية أيضا لاستضافتها مركز الاعمال في مقرها بالقدس.
وأشاد المدير العام لمؤسسة قيادات، شادي العطشان، في كلمته بالدعم الذي تقدمه مؤسسة التعاون للنهوض بالوضع الاقتصادي للقدس ودعم مؤسسة التعاون لمشروع تطوير المؤسسات المتوسطة والتصدير في القدس والذي تنفذه مؤسسة قيادات. واعتبر هذا المشروع، والذي يهدف إلى تنشيط اقتصاد مدينة القدس، خطوة أولى نحو استعادة وضع المدينة كمركز اقتصادي لفلسطين. كما وأثنى العطشان على الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة قيادات وجمعية الشابات المسيحية.
وشرح للحضور عن الخدمات التي سيوفرها مركز تنمية الأعمال للرياديين المقدسيين وذلك من خلال الاستفادة من مجموعة متكاملة من خدمات استشارات الأعمال للشركات المقدسية الناشئة في مجالات التكنولوجيا واقتصاد الانترنت والتي بدورها ستساهم في تحفيز الاقتصاد في المدينة.
وقدمت سندرين عامر، المديرة التنفيذية لجمعية الشابات المسيحية بالقدس، عرضاً عن الدور التنموي والإسنادي للجمعية، والتي أشارت من خلاله إلى تطور برامج الجمعية وملامستها لاحتياجات المجتمع المقدسي.
وأشارت عامر إلى أهمية الشراكة ما بين الجمعية ومؤسسة قيادات ومؤسسة التعاون في انشاء حاضنة المشاريع الأولى من نوعها في القدس في هذا المقر العريق لجمعية الشابات المسيحية يصب فعليا في رؤى ورسالة الجمعية وخاصة في محور تمكين المرأة الاقتصادي.
وأكدت أن مثل هذا التعاون سيسهم وبلا شك ايجابيا وتصاعديا في التنمية الاقتصادية بمدينة القدس وسيعمل أيضا على تحفيز مجال ريادة الأعمال وزيادة الفرص الاقتصادية موضحة أن مركز الأعمال هذا الذي رأى النور بفضل هذا التعاون ما هو إلا نموذجا من الطراز الأول لدعم إبداعات المعرفة الذاتية للشباب والشابات. وأن جمعية الشابات المسيحية بدورها ملتزمة بتوفير الدعم والجهد لنجاح هذا النموذج الابداعي.
وتحدث في المؤتمر أيضاً عزام أبو السعود، المدير العام للغرفة التجارية في القدس، واشار إلى الصعوبات التي تواجه عالم الأعمال في القدس منوهاً إلى قلة المبادرات العاملة على تطوير الاقتصاد المقدسي واستثناء المقدسيين من بعض الخدمات، كالتمويل، نتيجة لوضعهم القانوني. وأوضح أبو السعود أن هناك حاجة ماسة للمزيد من المبادرات التي تستهدف القطاع الخاص المقدسي مشيراً إلى دور الغرفة التجارية في تنفيذ العديد من الدراسات وبعض البرامج كبرنامج التدريب المهني الذي تنفذها الغرفة بالشراكة مع مؤسسة التعاون.
وأكد أبو السعود على مركزية الدور الذي تلعبه الغرفة التجارية في تطوير القطاع الخاص الفلسطيني في القدس كونها الممثل الرسمي لهذا القطاع.
نشر دراسة حول السوق العربي في مدينة القدس
وأطلقت مؤسسة قيادات، على هامش المؤتمر، دراسة حول الاقتصاد المقدسي بهدف تحديد القطاعات القابلة للنمو والقدرة على الاستفادة من فرص التصدير. وتعمقت الدراسة في بحث خمس فئات من الشركات الصناعية هي: الصناعات الغذائية، صناعات الأخشاب والورق، صناعات الملابس والنسيج والجلود، والسياحة. واسهبت الدراسة في تحديد واقع كل من هذه القطاعات مبينة مدى استغلال القدرة الإنتاجية للشركات العاملة في هذه الصناعات، الأسواق المستهدفة واحتياجات تطوير التنافسية لديها. وقد تبين أن استغلال الطاقة الإنتاجية يتراوح ما بين 40% في قطاع الصناعات الغذائية، إلى حوالي 62% في قطاع الأخشاب والورق ومنتجاتها، مما يشير بوضوح إلى ضعف في العمليات التسويقية، حيث تركز الشركات العاملة في هذه القطاعات بشكل رئيسي على سوق القدس، وبشكل أقل على سوق الضفة الغربية. كما تطرقت الدراسة إلى القضايا القانونية والإجرائية المرتبطة بإنشاء الشركات في القدس والتصدير إلى الأسواق الخارجية عن طريق إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وتحدث فراس زغل، مدير شركة دايمنشنز للاستشارات، عن تجربة الشركة في تنفيذ هذه الدراسة والمعيقات التي واجهتها في الحصول على المعلومات. كما أكد زغل، على أهمية هذه الدراسة كونها الأولى من نوعها التي تتعرض لواقع الشركات بهذا التفصيل. واستعرض زغل في كلمته أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة.
افتتاح مقر مركز الأعمال
قامت د. تفيدة جرباوي والسيدة ميراي غنيم رئيسة الهيئة الإدارية لجمعية الشابات المسيحية بالقدس وعلى هامش المؤتمر، بافتتاح مقر مركز الأعمال الذي تديره مؤسسة قيادات بالشراكة مع جمعية الشابات المسيحية بالقدس. ويعتبر هذا المركز الأول الذي يوفر المقرات المكتبية لرواد الأعمال المقدسيين الذين يرغبون في إنشاء شركاتهم في المدينة.
ويستطيع المركز توفير الاحتضان لثلاث شركات في الدورة الواحدة بما يزيد عن عشرة موظفين في هذه الشركات. كما سيوفر المركز، إضافة للمساحة المكتبة، مجموعة متنوعة من خدمات الأعمال والإرشاد بما يسمح لهذه الشركات بالتقدم والوصول بخدماتها إلى الأسواق الخارجية.