الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رايس تصعد الموقف مع اسرائيل!

نشر بتاريخ: 07/08/2005 ( آخر تحديث: 07/08/2005 الساعة: 16:13 )
معا- تقرير اخباري- التقارير الواردة من العاصمة الأمريكية واشنطن تشير الى ما يمكن ان يكون بداية لأزمة حقيقة بين الأدارة الأمريكية وحكومة تل ابيب, هذه الأزمة التي يبدو انها تأتي على خلفية سعي واشنطن تحسين شروط ما بعد الأنسحاب ألأسرائيلي لصالح السلطة الفلسطينية بقيادة السيد ابو مازن وبالتالي فرض سيادة السلطة من اجل ابعاد اي احتمالات لسيطرة حماس او غيرها من التنظيمات " الدينية او الراديكالية المتطرفة", فيما يرى البعض انها تأتي من خلال سعي واشنطن انجاح هذه التجربة لتحقبق ما يمكن ان يكون ولو جزئيا ايجاد دولة فلسطينية مؤقته في القطاع , هذه الفكرة التي طالما طرحها الرئيس الأمريكي بوش.

استنادا الى التقارير الاخبارية المنشورة في الصحف الامريكية والاسرائيلية يبدو ان وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس وبعد زيارتها الاخيرة لاسرائيل اصبحت تصعد من لهجتها تجاه السياسة الاسرائيلية في المنطقة وتحديدا تجاه السلطة الفلسطينية .

وفي محاولاتها لانجاح الخطة الاسرائيلية للانسحاب من غزة واستنادا الى ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز فان الوزيرة رايس اخذت تتبنى مواقف اكثر قوة مما هو متعارف عليه في السياسة الخارجية الاميركية.

وحسب التقارير المشار اليها فان رايس تعاملت بكثير من الجفاء والحدة مع الوزير الاسرائيلي سلفان شالوم وهذا ما يمكن ان ينسحب كذلك على تعاملها مع وزير الامن الاسرائيلي شاؤول موفاز وقد ذكرت تلك التقارير ان رايس تعاملت بقليل من الصبر وربما كثير من الحدة مع الطلبات الاسرائيلية العديدة والمتكررة خاصة فيما يتعلق بملايين الدولارات التي طالبت بها اسرائيل لتمويل المعابر( الحديثة والمتطورة ) بين اسرائيل وقطاع غزة كذلك فيما يتعلق بتمويل عملية اخلاء المستوطنات وبناء مساكن جديدة لمن سوف يتم اخلاءهم من غزة او فيما يتعلق بدفع تكاليف عملية الهدم لبيوت المستوطنات في القطاع.

وقد افادت التقارير ان رايس وبرغم عدم الاعلان عما كان يدور وراء الكواليس من اجتماعات فان المسؤولين الاسرائيليين شكوا من ان رايس هي التي كانت تقوم بقيادة الاجتماعات ووضع الاجندات لتلك الاجتماعات وحتى انها هي من كان ياخذ القرار في انهاء الاجتماع او الاستمرار به .

التقارير الصحفية الامريكية اشارت كذلك الى ان ادارة بوش مارست المزيد من الضغط على حكومة اسرائيل خاصة في الفترة الاخيرة من اجل انجاح تجربة غزة ما بعد الانسحاب.

واضافت تلك التقارير ان الوزيرة رايس والتي كانت ترغب في زيارة المنطقة قبل عملية الانسحاب وخلال الايام القادمة قد تعيد النظر في زيارتها تلك اذا ما اعتقدت ان الزيارة لن تكون حسب ما ترغب هي به من نتائج.

المعتقد كذلك ان رايس سوف تساند موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة خلال الفترة القادمة من اجل ضمان نجاح سيطرته على غزة.

التقارير اشارت الى ان رايس قامت بارسال مبعوث خاص لها للقاء السيد عباس خلال الايام الماضية وقد تمت الزيارة بدون ضجيج هذه الزيارة كانت تهدف الى اعادة ترتيب( مكتب الرئيس) وهذا قد يعني فيما يعني ان رؤوسا حول السيد الرئيس قد يتم استبعادها .

وقد اشارت التقارير الى ان المبعوث الزائر قد طلب من عباس ان يعمل على ايجاد مكتب اعلامي وكذلك مكتبا للمراسم ( البروتوكول) في محاولة لتحسين صورة الرئيس الفلسطيني وسلطته.

التصعيد الحالي ليس الأول من نوعه بين الحليفين الأستراتيجيين فقد نشبت العديد من الأزمات في الفترات السابقة,و كان اخرها تلك المتعلقة بصفقة الأسلحة الأسرائيلية الى الصين حيث اتهمت الأدارة الأمريكية اسرائيل وقتئذ ببيع اسرار عسكرية ذات تكنولوجيا متقدمة جدا للصين والذي اعتبر في حينه انتهاكا للأتفاقات الموقعة بين البلدين, يذكر في هذا السياق ان هنالك ازمة تدور حاليا بين الحليفين وتتعلق بقضايا تجسسية قد يكون احد الدبلوماسيين الأسرائيليين المعتمدين لدى اميركا احد اطرافها وقد طالبت الجهات الأمريكية المختصة من حكومة اسرائيل اعادته للولايات المتحدة من اجل التحقيق معه الا ان هذا الطلب لا يزال يقابل بالرفض من الحكومة الأسرائيلية.