الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الى ميشال بلاتيني ..

نشر بتاريخ: 18/11/2012 ( آخر تحديث: 18/11/2012 الساعة: 21:11 )
بقلم : بدر مكي

تحية من فلسطين
عزيزي ميشال .. اتذكر عندما جئت الى اريحا في العام 93 .. مجموعة من قدامى نجوم فرنسا بكرة القدم .. جئتم للتضامن مع شعبنا .. كنت فرحا .. وانت تشارك الفلسطينيين لعبة كرة القدم .. على ملعب اريحا الترابي .. كانوا اربعين الفا احتشدوا لتحيتك .. انت ايها الجنرال .. احببناك وعشقنا فنك ..
عزيزي الجنرال .. انت الان رئيس الاتحاد الاوروبي بكرة القدم .. ودولة الكيان العبري .. هي جزء من منظومة هذا الاتحاد .. أيرضيك .. اخي ميشال .. ان يقوم هذا الكيان .. بقتل اطفالنا في غزة .. ولعلي اقص عليك الان .. قصة ذاك الفتى البالغ من العمر 13 ربيعا .. احمد ابو دقة .. كان يمارس لعبة الكرة اثناء العدوان على غزة .. كان فرحا .. وهو يلعب بالكرة .. تماما كما كنت انت .. ولكن احمد .. اصيب برصاصة قاتلة .. ومشواره الرياضي انتهى .
أي ذنب اقترفه احمد .. يا صديقي العزيز .. كان يرتدي قميص ناديه المفضل ريال مدريد .. هذه الطفولة في فلسطين .. تتعرض للقتل والتعذيب والخوف من الجلاد ..

اليس .. عار على هذا الكيان ان يقوم بمثل تلك الممارسات .. وانت تشجع اللعب النظيف والتنافس الشريف .. هذا جزء من اللعب النظيف الذي الذي يمارسه الكيان بحق اطفالنا ..

اليس من العار .. ان يبقى هذا الكيان عضوا في مؤسسة الويفا التي تترأسها .. وكيف ترضى ان يكون هذا الكيان خارجا عن القانون .. انت تزرع حب اللعبة واخلاقياتها .. وهم يقتلونها في المهد ..

ميشال .. عليك ان تتحرك ولا تبقي هذا الكيان في عرينك .. آن الاوان .. ان يرحل الكيان .. ولا يكون موجودا في ثنايا القانون والقيم والمبادئ النبيلة .. واذا كنت تتابع اخبارنا من غزة .. فهم يقصفون بنيتنا التحتية .. ملاعب ومقار اندية .. يريد القضاء على تاريخنا وحاضرنا ومستقبل اولادنا.
قد يكون الامر صعبا عليك .. ولكن عليك ان تقول كلمتك وان تحاول ايقاف قتل الاطفال .. الذين يعشقون اللعبة .. والان يخشون العودة للعب في الملاعب .. كلها معرضة للقصف والقنص والقتل .

اعتقد ان عليك ان تقرر .. وقد كنت بيننا منذ عشرين عاما .. وشاهدت بأم عينك .. شغف هذا الشعب بالحرية والاستقلال .. وسط استقبال شعبي لك .. عفوي ومن القلب ..

هذا الكيان اللعين يجب ان يطرد من هذه المنظومة الرياضية التي تؤمن بالعدالة واللعب النظيف .. ودماء احمد ابو دقة ورفاقه لن تذهب هدرا .. ولكن ذلك لا يتأتى الا بتحقيق الوحدة الوطنية .. التي علينا تحقيقها .. اكراما لارواح الشهداء .. وفي مقدمتهم اطفالنا .. الذين بهروا الدنيا .. وما في يدهم الا الحجارة .. والار. بي. جيه .. يعرفهم المحتل حق المعرفة .. في الانتفاضة وبيروت .. وسيرحل .. وان غدا لناظره .. قريب جدا .