قطار "الوحدة" بدأ المسير..فصائل رفضت الصعود..واخرى تنتظر وتطالب بزيادة عدد الحقائب.. وحماس تصف مواقف الفصائل بالمزايدات!
نشر بتاريخ: 20/02/2007 ( آخر تحديث: 20/02/2007 الساعة: 21:52 )
بيت لحم-معا- تقرير بسام ابو عيد- فيما بدأ رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية مشاوراته مع الفصائل والكتل البرلمانية للمشاركة في حكومة الوحدة المرتقبة فقد تباينت مواقف تلك الفصائل والكتل ازاء مسالة المشاركة.
ففي حين اعلنت الجبهة الشعبية رفضها المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية فان الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب ينتظران موافقة حركة حماس على مطالب لهما كشرط للمشاركة في الحكومة المرتقبة .
البردويل ..مواقف غير ديموقراطية ومزايدات :
من جهتها وصفت حركة حماس مواقف الفصائل بغير الديمقراطية و انها نوع من المزايدات على اتفاق مكة والذي لم يختلف عما ورد في وثيقة الوفاق الوطني.
وقال رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي صلاح البردويل في حديث لوكالة معا " ان حماس راعت في حكومة الوحدة البرنامج السياسي ونتائج العملية الانتخابية واتفاق مكة الذي لا يختلف عما ورد في وثيقة الوفاق الوطني.
واضاف "اذا تنازلت حماس فهي تنازلت لاجل الوطن لا لامريكيا او اسرائيل ".
واعتبر البردويل مطالب الفصائل التي قال عنها "انها طالبت مرارا وتكرارا بالوحدة ", نوعا من المزايدة على العملية الديمقراطية وتعديا على الشعب الفلسطيني واختياره لحماس ".
الجلوس على مقاعد المعارضة :
وقال البردويل انه ليس شرطا ان تشارك كل القوى في حكومة وحدة وطنية, بل يجب ان تكون هناك قوى في المعارضة لتصويب الحكومة ان اخطات ".
ووصف البردويل المنطق الذي تتحدث به الفصائل والقوى الاخرى حول اشتراطات مشاركتها في الحكومة بانه منطق يتساوى مع الطرح الامريكي الهادف الى تجريد حماس من كل الوزارات في الوقت الذي قدمت فيه الحركة مرونة كبرى واعطت القوى الاخرى 6 حقائب وزارية في الوقت الذي لا يحق لها الا الحصول على حقيبة او حقيبتين حسب القانون الاساسي.
وتابع البردويل يقول"طلب من حماس ان تعطي الخارجية لمستقل فوافقت والامن لمستقل فوافقت والمال لمستقل فوافقت ,متسائلا ماذا يريدون بعد ذلك ؟ ان نعطيهم كل الوزارات ويبقى لنا الفتات ؟ هذا طرح امريكي واسرائيلي؟ ".
وحول رفض الشعبية المشاركة في الحكومة, قال البردويل" ان الشعبية طالبت بزيادة حقائب وزارية لها وعندما رفضنا لم يعجبها البرنامج السياسي واعترضت عليه وبكل اريحية اقول ليس شرطا ان تضم الحكومة كل الفصائل نريد فصائل في المعارضة ليصوبوا الحكومة ".
الديمقراطية: ننتظر المشاورات
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس ابو ليلى في حديث لوكالة" معا" ان مشاركتها في الحكومة تعتمد على نتائج المشاورات الجارية مع حركة حماس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية.
واضاف ابو ليلى ان الديمقراطية تضع شروطا للمشاركة اهمها اشتمال الحكومة على تمثيل اوسع وعدم اعتبار اتفاق مكة بين فتح وحماس امرا نهائيا بل هو مقدمة وقابل للتطوير من خلال الارادة الجماعية لمختلف القوى المشاركة في الحكومة , كذلك اعتماد الكفاءة في التوزيعة الوزارية .
كما طالب ابو ليلى بضرورة مشاركة كافة الفصائل الراغبة في ذلك وفي لجنة الشراكة وعدم اقتصارها على فتح وحماس بل تكون ممثلة بكل القوى السياسية , والاتفاق على البرنامج الحكومي والقضايا التي يجب معالجتها وخاصة قضايا الامن الداخلي والوضع الاقتصادي والفقر والبطالة وفي مجالات التربية وغيرها".
"الشعب" بانتظار الحسم
من جهته لم يحسم حزب الشعب موقفه بعد من المشاركة في حكومة الوحدة المزمعة , واكد امينه العام بسام الصالحي ان مشاورات تجري مع رئيس الوزراء وحركة حماس وبناء على نتائج تلك المشاورات سنعلن موقفنا.
واشترط الصالحي في حديث لوكالة" معا" مشاركة حزبه بناء على قضايا يطالب بها الحزب تتمثل في ضمان نجاح حكومة الوحدة في ادارة عملها الداخلي ومعالجة القضايا الامنية وضرورة ان لا تتبع الاجهزة الامنية لحزب معين .
واضاف الصالحي " ان حزبه يطالب بضمان حيادية وزارة التربية والتعليم وضرورة ان يشغلها شخص مستقل وان تكون وزارة لكل الناس وليس لحزب بعينه, بالاضافة الى وضع اليات عمل للشراكة داخل الحكومة" .
وطالب الصالحي ايضا بضرورة مشاركة القوى والفصائل الاخرى في تقرير اولويات الحكومة واليات تنفيذها وفي اتخاذ القرار .
ولم يبد الصالحي اعتراضه على ما ورد في كتاب التكليف واعتبره ملبيا لمجموعة من القضايا اهمها انه يسمح برفع الحصار وتطوير التعامل مع المجتمع الدولي .
الشعبية تقاطع:
واعلنت الشعبية أن اتفاق مكة الثنائي الموقع بين حركتي فتح وحماس ليس ملزماً لها بنتائجه السياسية خاصة ما ترتب عنه من كتاب تكليف رئيس الحكومة الذي تضمن حسب البيان هبوطاً عما تم الاتفاق عليه في وثيقة الوفاق الوطني التي تمثل الحد الأدنى المتوافق عليه بين غالبية القوى الوطنية والإسلامية.
وقالت خالدة جرار، عضو المجلس التشريعي عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليوم الثلاثاء، أن الجبهة لن تشارك بحكومة الوحدة الوطنية القادمة .
وأضافت جرار في حديث خاص لــ"معا " ان موقف الجبهة الشعبية واضح لا لبس فيه ولا تراجع عنه، مؤكدة ان هذا الموقف جاء بعد دراسة مستفيضه لكافة الأوضاع التي جرت على الساحة الفلسطينية، وكذلك اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس .
وقالت جرار ان مؤتمرا صحفيا سيعقد في دمشق اليوم وسيتناول الأسباب الحقيقية وراء رفض مشاركة الجبهة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية القادمة .