الإثنين: 16/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. حنين في رسائل الى سفارات أجنبية في اسرائيل: الترانسفير الاسرائيلي يستعر وعلى العالم قول كلمته

نشر بتاريخ: 21/02/2007 ( آخر تحديث: 21/02/2007 الساعة: 13:29 )
القدس - معا - بعث د. دوف حنين، عضو الكنيست من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، مؤخرا برسائل الى عدد من السفارات الأجنبية في البلاد، يدعوها فيها الى دفع بلادها للتدخل ومنع ما بدأت حكومة اسرائيل باقترافه مؤخرا، من عملية تهجير قسري لعشرات ألوف الفلسطينيين البدو، ممن يعيشون في المناطق الفلسطينية المحتلة والتي تعتزم اسرائيل ضمها الى "المنطقة الاسرائيلية" التي تحيط بمستوطنات معاليه أدوميم في منطقة القدس.

وكشف د. حنين، في بيان له تلقت "معا" نسخة منه، انه وخلال جولة ميدانية له حول مسار جدار الفصل العنصري في منطقة القدس، مطلع هذا الأسبوع، بأن الحكومة تعتزم طرد نحو خمسة وثلاثين ألف فلسطيني، من المنطقة التي تعتزم ضمها الى الجدار، وتعويضهم بدلا عنها بأراض في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 67 أيضا، وقال د. حنين بأن هؤلاء المهددين بالتهجير هم من قبيلتي الكعابنة والجهالين، ولهم جذور عريقة في المناطق التي يعيشون بها ويعتاشون فيها من رعاية المواشي والزراعة.

وقال د. حنين خلال الجولة "بينما تشغل اسرائيل العالم بجريمة حفرياتها في الأقصى وبينما ينشغل الفلسطينيون بالأمور السياسية الداخلية، فإن حكومة اسرائيل تقوم بواحدة من أبشع جرائم الترانسفير، في هذه الأيام."

وأكد د. حنين بأن مكافحة جدار الفصل العنصري بشكل عام وفي منطقة مستوطنات معاليه أدوميم بشكل خاص تحتل حيزا كبيرا من اهتماماه وبأنها من المفروض أن تحتل الحيز الأكبر في العمل السياسي والاعلامي في المنطقة، اذ قال "ما يجري هنا هو نهب للأرض وتدمير لخيراتها وتشريد للمواطنين وامعان في تعذيبهم من أجل فرض واقع مشوه على الأرض، فالجدار المحيط بمعاليه أدوميم، لا يحيط معاليه أدوميم وحدها انما يضم 64 ألف دونم، بضمنها قرى فلسطينية كاملة، وهذا الجدار يقسم الضفة الغربية الى كانتونين منعزلين، كانتون نابلس ورام الله وكانتون الخليل وبيت لحم، وهو ما يعني بشكل سافر اجهاض اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض المحتلة عام 67، وهو ما على الاسرائيليين والفلسطينيين والعالم برمته معارضته بحزم وفاعلية."

وانتقد د. حنين الصمت الاعلامي عن الموضوع، والذي امتد من الصحافة الاسرائيلية الى العالمية حتى كاد يصل الصحافة العربية والفلسطينية وحذّر من السماح لأي موضوع آخر بالالهاء عما يحدثه جدار الفصل العنصري على أرض الواقع.

وهنا دعا د. حنين نشطاء السلام الى تحويل النضال ضد الجدار في معاليه أدوميم الى نضال ضد الاحتلال برمته اذ قال "الجدار في هذا الموقع، بما يتسبب به من نهب ومآس يعكس أبشع صور الجدار والاحتلال، لكنه أيضا يشكل البطن الرخوة للاحتلال بنفس الوقت."

وأردف مسهبا "الجدار هنا يثير غضب نشطاء السلام لما يفرضه من واقع مشوه ولكن أوساط كثيرة أخرى تعارض هذا المسار اليوم، بسبب اسقاطاته على جوانب مختلفة من الحياة، فهنالك حركات تعنى بحقوق الانسان بدأت بالتحرك عمليا ونحن باتصال معها ضد تهجير أبناء المكان البدو، كما أن الحركة البيئية برمتها في اسرائيل ضد هذا المسار لما يتسبب به من أضرار بيئية في منطقة طبيعية خاصة، وأعتقد بأنه من الواجب أيضا التأكيد على الأهمية الحضارية، التاريخية والمعمارية للمكان، وقدسية احدى المواقع فيه والتي شكلت مهدا للرهبنة".

وأضاف "بعض هذه الحركات والشرائح قد لا تعارض الجدار سياسيا أو أمنيا وبعضها قد يوافق عليه في أماكن أخرى ولكننا نرى بأن من مسؤوليتنا استغلال هذه البقعة من أجل القاء الضوء على ما يتسبب به هذا الجدار والاحتلال عموما من مآس، والتحدي الجدي أمامنا، وأمامي بشكل خاص هو العمل على الرقي بهذه المواقف الموضعية الضيقة الى أجندة سياسية تسهم بالنضال من أجل انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وضمان السلم والأمن في المنطقة."

كما أشار د. حنين الى أن اللوبي البيئي الاجتماعي في الكنيست الذي يرأسه د. حنين بالمشاركة مع الراب ميخائيل ملكيؤور، قد نظن بداية هذا الأسبوع جولة الى الجدار بمشاركة ممثلين عن عدد كبير من الجهات الاسرائيلية المعنية بمناهضته، وقال بأنه تمكن في الشهر الأخير من عقد جلسة موسعة في الكنيست من أجل اقامة ائتلاف لكل القوى المناهضة لمسار الجدار وبأنه قدّم عريضة الى عدد من القنصليات الأجنبية في البلاد حول النوايا الاسرائيلية من الجدار، معززة بكافة الوثائق والخرائط.