المصانع الاسرائيلية في طولكرم واضرارها على السكان
نشر بتاريخ: 07/08/2005 ( آخر تحديث: 07/08/2005 الساعة: 20:14 )
طولكرم - معا - الى الغرب من مدينة طولكرم اقامت سلطات الاحتلال عام 1987 مصنعا للمبيدات الكيماوية يعرف بإسم ( مصنع جاشوري ) وذلك على اراضي سكة الحديد المعروفة بأراضي الوقف الاسلامي هي جزء لا يتجزأ من اراضي طولكرم.
المصنع نقل من منطقة كفار سابا بعد اغلاقه عام 1982 بقرار من محكمة اسرائيلية بسبب الاضرار البيئية والتأثيرات الخطيرة التي يسببها .
ويشكل هذا المصنع بالاضافة الى مصانع شاحف ( الفيبر غلاس ) , ديسكون غاز , لينوي اسخوخيت لصناعة ومعالجة الزجاج وفلاتر الماء و انابيب السماد الكيماوي الزراعي وجميعها تقع على الحدود الغربية لطولكرم ،خطرا حقيقيا على المواطنين في المدينة والمنطقة المحيطة نتيجة الابخرة السامة التي يبثها وتؤثر على صحة الانسان والحيوان والبيئة .
نصر مفلح مدير الارتباط والتنسيق المدني في طولكرم قال ان الاراضي المقامة عليها هذه المصانع مملوكة لخط سكة حديد الحجاز بمعنى للأوقاف الاسلامية وبالتالي وجد الاسرائيليون من خلال هذا المدخل امكانية للدخول على اعتبار انها اراضي وقف وبالتالي اعتبروها اراضي ملك للدولة ومن هنا بدأ التفكير بعملية اقامة منطقة صناعية في هذا الموقع , ومنذ انشاء هذه المصانع وهي تبث سمومها وروائحها الكريهة في المنطقة ناشرة المرض والتلوث , حيث تنتشر في اوساط اهالي طولكرم وخاصة الاطفال منهم , فهنالك العديد من الامراض الغير معروفة وازمات التنفس والاختناق حتى ان المواطن المتجه غربا في الليل يحس بحرقة حقيقية في وجهه عندما تلفحه الرياح .
واكد نصر مفلح على ضرورة وجود جهة محايدة تقوم بدراسة الوضع البيئي في المنطقة واعطاء تقارير وتقييم حقيقي عن الوضع الناتج عن هذه المصانع على امل نقلها من هنا وتخليص المدينة من الدمار الذي نعيشه .
ويؤكد الدكتور سعيد حنون مدير دائرة صحة طولكرم على ان سكان المنطقة الغربية لطولكرم يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي ومن التهابات حادة او مزمنة ادت الى ما يسمى بالربو الصدري , مشيرا الى ان الدائرة اجرت كشفا على المواطنين القاطنين في هذه المنازل على مختلف اعمارهم , ووجدت عدة حالات التهاب في العيون وامراض جلدية كنوع من الحساسية والتهيج الجلدي وامراض جهاز تنفسي بنسبة عالية جدا .
واثبتت دراسات اعدها عدد من المتخصصين في مجال البيئة ان هذا المصنع ينتج غازات وابخرة سامة جدا تحتوي على نسب عالية من الكيماويات الخطيرة , ويستخدم المصنع طريقة الحفر الامتصاصية لتصريف النفايات , وهذه لا تقل خطورة عن الروائح الكريهة بسبب تسرب تلك المواد الى عمق الارض مما يؤثر على المياه الجوفية وبالتالي تضر بالانسان والمزروعات .
ويقول هاشم الاشقر الباحث في مجال البيئة : انه تم اخذ عينات من التربة والماء والهواء المحيط بالمصنع وتحليل جزء منها في الجامعات الفلسطينية وكانت النتائج صاعقة حيث وجدت تركيزات عالية جدا من النيتروز واكاسيد النيتروجين المختلفة واكاسيد الكبريت المختلفة , وهذه التركيزات العالية لها اثر على دمار البيئة والصحة بالنسبة للمواطنين .
ويعاني اهالي طولكرم وتحديدا القاطنين في منطقة الحي الغربي من مخلفات هذا المصنع وتقول الحاجة ام حسني عوض القاطنة بالقرب من المصنع انه يخرج روائح سامة وغبار ابيض ينتشر في المكان ويسبب ضيق التنفس , منوهة الى انها تغلق نوافذ منزلها بإستمرار .
ولم يكتفي المصنع ببث سمومه على المواطنين بل يقوم بالاعتداء على الاراضي الزراعية بهدف تخريبها وتنفيذ مخططاته التوسعية بمساندة سلطات الاحتلال التي تلجأ لمصادرة المزيد من الاراضي في المنطقة لصالح انشاء جدار للمصنع , حيث يجري العمل على اقامة جدار كبير يمتد من منطقة الارتباط العسكري الاسرائيلي غرب المدينة وحتى حدود الخط الاخضر رغم امتلاك اصحاب هذه الاراضي لشهادات طابو مسجلة بأسمائهم لدى دائرة طابو طولكرم .
المزارع فواز الطنيب لديه مزرعة في محيط المصنع بحوالي ستة دونومات مزروعة بالفواكه تتجاوز 420 شجرة , الا انها جميعها تغطيها البودرة البيضاء والغبار الناتج من مخلفات المصنع وبالتالي جميعها تتعرض للتلف وتصبح غير صالحة للإستهلاك الآدمي .
وما زال جاشوري والمصانع الاسرائيلية الاخرى يشكل خطرا حقيقيا على المواطن الفلسطيني في منطقة طولكرم والمنطقة المحيطة حيث تتوالى الاحتجاجات والتحذيرات على عمله دون أي اكتراث من الجهات الاسرائيلية.
ويشير عصام قاسم مدير سلطة جودة البيئة في طولكرم الى ان الدائرة ليس لها أي سلطة او مسؤولية على هذه المنطقة ولكن يكمن دورها في حصر الاضرار والشكاوي واجراء دراسات وتزويد الوزارة بها من اجل حمل ذلك للمفاوض الفلسطيني ليتم طرحها على سلم المفاوضات