الأربعاء: 16/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

عمليات إطلاق الصواريخ.. من شد الحبل .. للتوقيت عن بعد.. لتحديد الهدف بدقة

نشر بتاريخ: 22/02/2007 ( آخر تحديث: 22/02/2007 الساعة: 13:04 )
خان يونس- معـا- منذ بداية انتفاضة الأقصى الثانية والمقاومة الفلسطينية تبتكر أساليب جديدة وبدائية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل عشرات آلاف الشهداء وجرح مئات الآلاف واعتقل عشرات الآلاف في محاولة يائسة للقضاء على المقاومة التي وجهت ضربات أمنية موجعة له ليقف حائراً أمام هذه الضربات رغم الإمكانيات البسيطة التي بحوزة المقاومين الفلسطينيين، ألا أنهم تمتعوا بإرادة حقيقية للمس بأعدائهم وهذا ما كان لهم.

فمع بداية العام الثالث من انتفاضة الأقصى كانت الأنظار تتجه نحو أولى محاولات المقاومة الفلسطينية في إطلاق أول صاروخ محلي الصنع باتجاه ما كان يعرف بمستوطنة "نتساريم" وسط قطاع غزة؛ حيث كانت المستوطنة الهدف المفضل دائماً للمقاومة الفلسطينية قبيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

البداية :

ولعل ما برز في المحاولة الأولى للمقاومة الفلسطينية لإطلاق صواريخ محلية بدائية ما تميزت به حجماً وبدائية عملية الإطلاق التي كانت تعتمد على ربط سلك كهربائي طويل بالصاروخ وشده للبدء بعملية الإطلاق، أو إشعال النار في السلك حتى وصوله لبداية الصاروخ، مما يؤدي لاشتعال المواد الأولية في الصاروخ وإطلاقه.

وكانت المحاولة الأولى لعملية إطلاق الصواريخ ذات صدى إعلامي بقدرة المقاومة على صنع صواريخ بدائية رغم الإمكانيات البسيطة التي تمتلكها المقاومة والتي ضربت نظرية الأمن الإسرائيلية بكل المقاييس سواء من خلال العمليات الإستشهادية أو عمليات الانفاق وغيرها.

قلب الموازين:

"أبو أحمد" القيادي البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والذي يعملون باستمرار على تطوير الصواريخ التي باتت تصيب أهدافها بدقة, علق على هذه القضية بالقول "لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على قلب الموازين رغم قلة الإمكانيات فهي تمكنت من تصنيع صواريخ محلية بدائية وكانت رغم بدائيتها ناجحة بكل المقاييس".

وأضاف "المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها تمكنت من تصنيع الصواريخ المحلية وبحمد الله كان لهذه الصواريخ الفضل الكبير في إصابة أهدافها رغم حدوث بعض الأخطاء التي استطاع المقاومون فيما بعد تخطيها وتطوير الصواريخ للأفضل".

وتابع "في بدايات عمليات إطلاق الصواريخ كانت المقاومة تواجه العديد من المشاكل في عمليات الإطلاق سواء المشاكل الأمنية أو المشاكل الفنية إلا أنها بحمد الله استطاع مجاهدونا من التغلب على جميع هذه القضايا وأعادت الثقة في نفوس المقاومين وأبناء شعبنا في قدرة المقاومة بتحقيق أهدافها رغم قلة الإمكانيات".

وأوضح "أبو أحمد" أن عمليات إطلاق الصواريخ مرت بمراحل عديدة، من حيث عمليات الإطلاق وأهدافها وتحديد وجهتها والتغلب على القضايا الأمنية التي كانت تواجه المقاومين، حيث عمليات الاغتيال التي كانت تطال الكثير من قادة ورموز المقاومة والتي طالت العشرات من مهندسي الصواريخ".

ابتكار الاساليب:

من جهته قال "أبو سيف الدين" القيادي الميداني في كتائب شهداء الأقصى "مجموعات الشهيد أيمن جودة" أن المقاومة الفلسطينية تغلبت على الكثير من القضايا الفنية التي كانت تواجه عمليات إطلاق الصواريخ.

لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها في مواجهة الاحتلال وابتكار الأساليب الجديدة رغم قلة الإمكانيات التي تعتمد عليها المقاومة في تصنيع الصواريخ أو حتى في تنفيذ المهام الأخرى كالعمليات الإستشهادية".

وتابع "كان المقاومون يعتمدون في بداية عمليات إطلاق الصواريخ على الأسلاك الكهربائية لإطلاقها، فيما بدأ الاعتماد على الجوال، حيث يتم إطلاق الصواريخ عن بعد".

وزاد قائلاً:" أن المقاومة تعتمد على خرائط وبوصلات في عمليات إطلاق الصواريخ لتحديد الأهداف الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة".

وأكد "أبو سيف الدين" في ختام حديثه على أن لدى المقاومة الفلسطينية الكثير من الأساليب لاعتمادها في مواجهة الاحتلال، مشيراً إلى أن الصواريخ أثرت بشكل واضح على العدو الإسرائيلي، مستدلاً على ذلك ما شهدته بلدة سديروت من رحيل المستوطنين هرباً تحت الصواريخ ومطالبة قادة العدو الصهيوني مجلس الأمن الدولي بالتدخل لوقف إطلاق الصواريخ ومطالب بعض القيادات الإسرائيلية بمسح غزة عن الوجود.

الثمن الباهض:

وأوضح أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين "القسام"، أن الكتائب استفادت من الدروس والعبر، منذ بداية تصنيعها لصواريخ القسام، من خلال الرحلة الطويلة والشاقة التي بدأتها مع صناعة الصواريخ حتى وصلت صواريخ القسام إلى هذا المستوى وهذه المسافة التي تصل بها إلى أهداف العدو داخل فلسطين المحتلة.

ويضيف لقد بدأنا رحلة شاقة ومتعبة كلفتنا ثمن "باهض" في سبيل الوصول إلى القدرة الحالية ونحن في تطور مستمر حتى نستطيع من الدفاع ان انفسنا ومدننا ومخيماتنا.

وأكد أبو عبيدة أنة الان يمكن للمقاومين والمجاهدين ان يحددوا أهدافهم، بصورة أكثر دقة عن ذي قبل، و هذا واضح بفضل الله تعالى، وكما يقول الله عز و جل" وما رميت إذ رميت و لكن الله رمى".

وأكد ابو عبيدة أن "القسام" تقوم بتطوير سلاحها باستمرار، لجعله أكثر فعالية، ضد العدو. ويأتي تطوير صواريخ القسام، بعد رحلة طويلة، خاضتها الكتائب وقدمت خلالها التضحيات، أثناء إطلاقها على المستوطنات الاسرائيلية.