الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الاسرى: تزايد الاصابات بامراض مختلفة في صفوف الاسرى

نشر بتاريخ: 24/11/2012 ( آخر تحديث: 24/11/2012 الساعة: 12:33 )
بيت لحم- معا - تسلط وزارة شؤون الأسرى والمحررين الضوء على الوضع الصحي للأسرى المرضى في سجون الاحتلال على ضوء تزايد الإصابات بأمراض مختلفة في صفوف الأسرى في السنوات الأخيرة، في ظل سياسة إهمال طبي متعمد وعدم اهتمام من قبل إدارة السجون بتقديم العلاجات اللازمة للأسرى المرضى.

تقرير الوزارة دعا إلى تكثيف الحملة الدولية والقانونية لإنقاذ حياة الأسرى المرضى وإلزام إسرائيل باحترام العهود الدولية والإنسانية التي تلزمها بتقديم العلاجات والفحوصات اللازمة للمرضى، وتوفير العناية الصحية الملائمة لهم.

واعتبر التقرير أن استشهاد 54% من الأسرى بسبب الإهمال الطبي من مجموع شهداء الحركة الأسيرة البالغ عددهم 203 شهيدا يشعل الضوء الأحمر لدى مؤسسات حقوق الإنسان للوقوف على أسباب هذه الجرائم الطبية والاستهتار بحياة الأسرى المرضى.

ودعا التقرير إلى تشكيل لجنة دولية تحت رعاية الأمم المتحدة لتقصي الحقائق حول الظروف الصحية والنفسية للأسرى المرضى وأسباب تزايد نسبة الإصابة بالأمراض في صفوفهم.

وكشف تقرير وزارة الأسرى أن ما يقارب 1500 حالة مرضية تقبع في سجون الاحتلال مصابة بأمراض مختلفة، وأن هذه الأمراض تتفاقم في ظل عدم تقديم العلاج اللازم لها.

وأظهر التقرير أن 85 أسيرا يعانون من إعاقات مختلفة والشلل التام والجزئي وان كثير من الإعاقات حدثت بسبب الاعتقال وعدم تقديم العلاج اللازم، وأن 25 أسيرا يعانون من أمراض نفسية وعصبية في ظل عدم وجود أطباء نفسيين مختصين وأماكن احتجاز خاصة لهذه الحالات.

وبين تقرير الوزارة أن 18 أسيرا يعانون من أمراض خبيثة ومنها السرطان وأمراض الفشل الكلوي والقلب، إضافة إلى العديد من الأمراض المتفشية كالسكري وأوجاع الأسنان والعمود الفقري وأوجاع المعدة والصدر.

وزارة الأسرى دعت إلى إغلاق ما يسمى مستشفى الرملة وهو المستشفى الوحيد التابع لإدارة السجون والذي يعالج فيه الأسرى المرضى ، وهو مستشفى أسوأ من السجن حسب وصف الأسرى، عبارة عن قسم ضيق يشبه قسم الزنازين، ومعاملة لا تختلف عن معاملتها للأسرى غير المرضى في كافة السجون من حيث التفتيشات والاستفزازات وعدم وجود أطباء بشكل يومي وتوفير المتطلبات الغذائية اللازمة للمرضى إضافة إلى افتقاره للأجهزة والمعدات الطبية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

الاسير المحرر المعاق أشرف أبو ذريع وصف مستشفى الرملة بثلاجة الموتى حيث لا يشعر الاسير بأنه في مستشفى بل في قبر يعيش على المسكنات ويتعرض لمعاملة غير إنسانية وبحيث يتحول الأطباء إلى سجانين في طريقة تصرفهم مع الاسير المريض.

وقال الاسير أمير اسعد وهو أسير معاق أن الأسرى المرضى في مستشفى الرملة يعانون الويلات وخاصة ذوي الحالات الصعبة والتي هي بحاجة إلى علاج ومساعدة لتدبر شؤون حياتهم اليومية لا سيما المقعدين الذين يتألمون كل دقيقة نظرا لعدم تلقيهم العلاج في الوقت المناسب، إضافة إلى تدهور وضعهم النفسي بسبب تقييد حركتهم داخل القسم ، حيث كثير منهم سقطوا عن عرباتهم المتحركة .

الاسير المشلول منصور موقدة يقول في رسالته التي اعتبرها وصية لأولاده وعائلته بأن الموت يلاحق الأسرى المرضى كل لحظة، ليسوا أكثر من كتل لحمية معلقة بين الحياة والموت، ينتظرون رحمة الله في كل حين، يتعذبون نفسيا وجسديا أمام صراخ وآلام المرضى الذين لا يعرفون الليل من النهار.

وقال الموت أصبح أهون علينا من البقاء في هذا القبر، أجسادنا ممزقة بالرصاص، ولا نستطيع الاستحمام أو قضاء الحاجة، نسقط عن أسرتنا دائما، نكره الخروج لزيارة المحامين وذوينا بسبب وضعنا وعدم قدرتنا على التحرك .

وأشار موقدة إلى أن اغلبنا قد أغلقت ملفاتنا الطبية، وابلغنا الأطباء بأننا سنبقى على هذا الحال حتى رحمة الله، ولم تعد المسكنات تجدي بعد أن صارت أجسادنا مخدرة.

وأوضح أننا الأسرى المرضى الدائمين في المستشفى وعددنا 18 أسيرا نستقبل شهريا ما يقارب مائة أسير مريض من مختلف السجون، وهذا يزيد من تدهور وضعنا النفسي ، لا نشعر بالاستقرار، ولا نشعر أن هناك اهتمام بعلاجنا وحياتنا.

لقد صعقنا عندما استشهد بيننا الاسير زهير لبادة، مات ببطء وعلى مدار كافة الأشهر التي قضاها بالمستشفى كنا نراه يموت رويدا رويدا دون أن يتدخل أحد لإنقاذ حياته ، ويبدو أن هذا سيكون مصيرنا نحن الباقين.