الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غسان نقل يقدم محاضرة حول الشركات العائلية

نشر بتاريخ: 26/11/2012 ( آخر تحديث: 26/11/2012 الساعة: 18:14 )
رام الله- معا - ضمن سلسلة محاضرات جامعة بيرزيت "الريادة والرواد" قدم غسان نقل محاضرة حول الشركات العائلية.

" لا شيء مستحيل عندما تتوفر الإرادة الصلبة والإدارة السليمة" بهذه العبارة اختتم نائب رئيس هيئة مديري مجموعة نقل التجارية السيد غسان نقل، محاضرته التي قدمها، اليوم الاثنين في قاعة كمال ناصر في جامعة بيرزيت، بعنوان: "الشركات العائلية... نحو عمل مؤسسي"، وذلك ضمن سلسلة محاضرات جامعة بيرزيت "الريادة والرواد".

وتحدث نقل عن الشركات العائلية وأهمية وضعها في إطار مؤسساتي قائلاً: "إن الشركات العائلية هي عبارة عن مجموعة من العلاقات العائلية والاجتماعية قبل أن تكون علاقات تجارية، ولهذا فإنه من المهم أن تنظم هذه العلاقات بصورة جيدة وصحيحة لكي تمهد الطريق لتماسكها و تطورها ونموها".

وأضاف: "تساهم مأسسة الشركات العائلية ووضع ميثاق للشركات العائلية، إلى ضمان انتقال هذه الشركات للأجيال المتعاقبة من تلك العائلات بصورة سلسة بعد وفاة المؤسسين الأوائل لها، خصوصاً أن 30% فقط من الشركات العائلية تستمر للجيل الثاني، و3% فقط للجيل الرابع، حيث تساهم المأسسة في الحفاظ على هذه الكيانات وضمان استمراريتها واستقرارها في ممارسة أعمالها".

وأكد نقل على ضرورة مأسسة العلاقة بين مجلس إدارة العائلة ومجلس إدارة الشركة وتطوير الموارد البشرية والإعداد الجيد للقيادات الشابة والأجيال التالية لتولي إدارة الشركة على النحو المطلوب، بالإضافة إلى أهمية تطبيق مبادئ الحوكمة والشفافية في إدارة الشركات العائلية، وأن تعتمد أسس التوظيف والوصول إلى المراتب العليا في الشركة على الكفاءة لا على الأسس العائلية، حيث سيساهم ذلك في تعظيم قيمة الشركة وتوفير مصادر تمويل لها وتدعيم المنافسة في الأسواق العالمية.

واستعرض نقل أمام حشد الطلبة تجربته في العمل بالشركات العائلية قائلاً: في اليوم الأول من العمل لبست زي المصنع، وساعدت العمال على تحميل البضائع وتسويقها، لا سيما أن والدي لم يميزني بمنصب عند بداية العمل معه".

وقام غسان بتلخيص سيرة والده إيليا نقل، الذي ولد عام 1928 في مدينة الرملة، وكان مبدعا في المدرسة، وحالت الظروف المالية والسياسية أمام اكمال دراسته الجامعية رغم حصوله على بعثتين دراسيتين، ومن ثم عاد إلى الأردن، وعمل والده محاسباً قبل بدء عمله الخاص سنة 1952، وتعرض لعدة نكسات، ولكنه بالعزيمة والإدارة استطاع النهوض بالنكسات وتحويلها إلى نجاح كبير، حيث تعد شركة "فاين" الآن هي الشركة الأولى في صناعة الورق الصحي في الوطن العربي.

وبين غسان المولود عام 1962، والحاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الصناعية والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بوردو في الولايات المتحدة، أنه وعلى الرغم من حبه لأن يكون كوالده بالكفاح والنجاح، إلا أنه يختلف عنه بطريقة العمل، وذلك لاختلاف الرؤى والأفكار بين الاجيال، حيث أن الجيل الأحدث يعتمد على التطور التكنولوجي بشكل أكبر، ولديه آمالاً أكبر لتطوير هذه الشركات والمؤسسات، وقال: "ينبغي الاستماع للجيل الشاب في الشركات العائلية والوصول معهم إلى خطوط عريضة ومشتركة لما فيه مصلحة هذه المؤسسات والقطاعات التجارية والاستثمارية"، ودعا في ذات الوقت الشباب والأجيال الصاعدة في الشركات العائلية الاستفادة من الحكمة والخبرة التي أكتسبها آباؤهم وأسلافهم بالعمل الشاق والصبر والمثابرة".

وقال نقل أن مجموعة نقل الآن تضم ما يزيد عن 5000 موظف، وتقوم الشركة بوضع الأنظمة والقوانين، وفي الوقت نفسه تضع نظاما للحوافز لمن يستحق ذلك، ودعا الطلبة إلى تطوير مهاراتهم العملية وعدم الاعتماد فقط على الشهادة الجامعية للوصول لأعلى المراتب.

من جهته رحب رئيس جامعة بيرزيت بالسيد غسان نقل، وأثنى على تجربة شركة النقل الرائد في مجال صناعة الورق الصحي والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، وقال أن السيد نقل هو عضو في عدد من الهيئات والمبادرات الاقتصادية والاجتماعية من ضمنها: المجلس الوطني للتنافسية والابتكار، المجلس الاستشاري لتفعيل الشراكة بين القطاع العام والخاص، مجلس أمناء الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية، مجلس المركز الوطني للثقافة والفنون الأدائية / مؤسسة الملك حسين، مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، ومؤسسة الرؤساء الشباب العالمية. كما شارك السيد نقل في المجلس الاقتصادي الاستشاري للملك عبدالله الثاني وساهم في الأجندة الوطنية كرئيس محور دعم التشغيل والتدريب المهني، كما ويشارك السيد نقل في عدد من مجالس الإدارة منها الشركة الكويتية الأردنية القابضة، الشركة المتكاملة لمنتجات الزيتون وشركة دلتا للتامين والشركة العالمية الحديثة لصناعة الزيوت النباتية.

يذكر أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة محاضرات جامعة بيرزيت "الرياد والرواد"، وهي فضاء للتفكير واكتشاف مزيد من الخبرات والتوجهات المتنوعة، من خلال استضافة قادة الشركات القطاعات والمهن المختلفة، لتقديم وتبادل خبراتهم ونجاحاتهم، وعرض تجارب حياتهم المختلفة، ومناقشة فلسفتهم وأساليبهم وأرائهم.