الخميس: 07/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا يعني الاعتراف بالدولة الفلسطينية للاسرائيليين ؟

نشر بتاريخ: 28/11/2012 ( آخر تحديث: 28/11/2012 الساعة: 16:48 )
بيت لحم - معا - أصبح الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب في الامم المتحدة تحصيل حاصل خاصة بعد فشل الجهود الاسرائيلية على المسارين، الاول الجهود التي بذلتها اسرائيل طوال العام الماضي لمنع الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والثاني جهود اللحظات الاخيرة "بتليين" صيغة قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد أقرت الخارجية الاسرائيلية بهذا الفشل خاصة بعد اعلان عديد الدول الاوربية عن دعم الطلب الفلسطيني.

صحيفة "يديعوت احرونوت" تناولت اليوم الاربعاء موضوع الدولة ما بعد التصويت والذي سيؤيد الطلب الفلسطيني ويلقى دعم ما يقارب من 150 دولة من ضمنها دول عديدة من الاتحاد الاوروبي، لتبحث مع بعض المسؤولين السابقين في الخارجية الاسرائيلي معنى هذا الاعتراف والمخاطر التي تتهدد اسرائيل جراء هذا الاعتراف.

مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية السابق الون ليال يرى ان هذا الاعتراف سوف يثير المشاكل لاسرائيل في جانبين: الاول حصول الجانب الفلسطيني على الدولة من دون أي تنازل، وسوف يعطي الجانب الفلسطيني دولة في المنظمات الدولية المختلفة، وسيكون لذلك عواقب مختلفة على اسرائيل بما فيها قضايا قانونية، وكذلك فان الجانب الفلسطيني سيحصل على الدولة دون مفاوضات مع اسرائيل وهذه بحد ذاتها ضربة قوية لاسرائيل.

المشكلة الثانية التي تنتظر اسرائيل تتعلق بطبيعة الدول التي سوف تصوت لصالح الطلب الفلسطيني، ومن المعروف انه يوجد تأيد كبير لهذا الطلب ولكن الاهم موقف الدول التي لها تأثير على السياسية العالمية، والحديث يدور عن موقف دول الاتحاد الاوروبي، ففي حال صوتت أغلب هذه الدول لصالح الطلب الفلسطيني حتى لو امتنعت المانيا وكذلك بريطانيا فانها ستكون ضربة قوية لاسرائيل، وسوف يتضاعف الضرر أكثر حال صوتت بريطانيا لصالح الطلب الفلسطيني خاصة ان فرنسا أعلنت انها ستصوت للطلب الفلسطيني، وفي هذه الحالة ماذا سيتبقى للحكومة الاسرائيلية من اصدقاء في دول الاتحاد الاوروبي.

وتخوض الصحيفة بالتفاصيل في الخطر الاول خاصة المتعلق بمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وهل سيتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد الاعتراف بالدولة لملاحقة اسرائيل قانونيا في هذه المحكمة ؟، وماذا سيكون الرد الاسرائيلي ؟، قد يجد الجانب الفلسطيني نفسه مضطرا اللجوء لهذا الخيار وفقا لمدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلي السابق، ولكن اذا أعلنت بعض الدول الاوروبية موقفا مثل الموقف البريطاني الذي ربط بين الاعتراف بالدولة وعدم التوجه الى محكمة لاهاي، سيكون له تأثيرا على موقف الرئيس عباس وعدم اللجوء لهذا الخيار، خاصة اذا كانت هذه الدول لها الدور البارز والاساسي في السياسة العالمية.

وتوقع ان تدفع عناصر اليمين الاكثر تطرفا والتي فازت في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو لاتخاذ خطوات عقابية شديدة ضد السلطة ردا على التوجه الى محكمة لاهاي، خاصة انهم سبق واعلنوا موقفهم من عديد القضايا مثل "زيادة عمليات الاستيطان، تقويض السلطة، الغاء اوسلو" .