الأسير أسامة شاهين حكاية حر لا يعرف الاستكانة
نشر بتاريخ: 29/11/2012 ( آخر تحديث: 29/11/2012 الساعة: 09:56 )
بقلم: فؤاد الخفش كاتب وباحث مختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين
أجمل ما يميز رجال هذا الوطن إيمانهم بعدالة قضيتهم وتفانيهم في خدمتها والعمل من أجل قضاياها الجوهرية وتقديم الغالي والنفيس في سبيل الوصول وإيصال صوت فلسطين للعالم .
لا حدّ للتضحية والعطاء عند شبابها ولا قوة في الكون تستطيع أن تنتزع من قلب رجل انتمى لفلسطين حب هذا التراب من قلبه حتى لو اكتوى بنار السجن مرات ومرات .
أكتب هذه الكلمات وصورة أخي وصديقي أسامة شاهين الناشط في الحراك الشبابي وفي مجال الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والذي كرّس وقته وكل وقته من أجل خدمة قضية فلسطين واضحة جلية أمام سطور هذا المقال .
لم يدع هذا الرجل مجالاً أو مكاناً أو موقعاً للتواصل الاجتماعي إلا وله به بصمة مميزة وصفحات التواصل الاجتماعي العاملة من أجل خدمة الأسرى شاهدة له وعليه بإخلاصه وتفانيه وعمله المتقن .
اعتقل مرات ومرات وسجن سنوات طويلة واستدعي مئات المرات وكان في كل مرة يخرج وكله إصرار وعزيمة للمضيّ قدماً نحو فلسطين ، ليس هذا فحسب بل كان يبتدع وسائل جديدة من أجل خدمة فلسطين وعلى رأسها قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال .
حدثني ذات عن أنه يعكف على مساعدة أسير محكوم مدى الحياة لإخراج كتاب من الأسر ، حيث يقوم الأسير بقراءة الكتاب وأسامة يسجل ذلك عبر مسجل بسيط ليقوم بعد ذلك بتفريغ المادة بعد سماعها ، آه ما أصعبها من طريقة وكم تأخذ من الوقت لكنه حبّ الأسرى وإيمانهم بعدالة قضيتهم هو الذي دفعهم للقيام بمثل هذا العمل .
رأيت له مئات التقارير التي كان قد كتبها عن الأسرى من الشمال للجنوب ومن جميع الاتجاهات فكان له في كل موضوع بصمة مميزة ولفتة خاصة تستطيع مع الوقت أن تدرك أنها بصمة الأسير المحرر أسامة شاهين .
أسامة الذي أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى وحوله للاعتقال الإداري ولمدة ستة شهور بهدف إخراس صوته وإبعاده عن الساحة حاضر في قلوبنا وعقولنا وكلماتنا ومقالاتنا بل أكثر من ذلك إنه حاضر في قلوب وعقول مئات العائلات من ذوي الأسرى الذين كان يتواصل معهم أسامة ويكتب عنهم .
لن يستطيع الاحتلال أن يسكت أسامة وسيخرج الرجل من زنزانته ومن اعتقاله بعون الله أكثر عزيمة وأكثر مضاءً وأشد إيماناً بعدالة قضيته وسيعود ليمتشق قلمه يكتب عن فلسطين وأسراها ولكن هذه المرة بصورة أكثر جمالاً وإبداعاً .
لمن أحب أسامة أخط هذه السطور وعنه أفتخر بالكتابة لأني أحب هذه الروح التي سكنت جسد أسامة والتي دفعته للعمل من أجل فلسطين وأسراها بتفاني قل نظيره .
لك عزيزي وصديقي مني ومن أحرار كل الحب ونعدك بأن لا ندع مجالاً أو مكاناً إلا وتحدثنا به عنك وعن بطولاتك وتضحياتك ولك منا كل الحب .