غزة تقول: شكراً كانوتيه، ولكن !
نشر بتاريخ: 01/12/2012 ( آخر تحديث: 01/12/2012 الساعة: 17:24 )
بقلم: محمد النخالة
أطلق نجم كرة القدم المالي فريدرك عمر كانوتيه حملة واسعة لحشد الدعم والتأييد لمطالبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بسحب بطولة أمم أوروبا للشباب المزمع إقامتها في إسرائيل ما بين 5-18 من شهر يونيو العام القادم , وعزا سبب هذه الدعوة الى ما تتعرض له غزة على يد الاحتلال الاسرائيلي .
هذه البادرة ليست بجديدة على مهاجم نادي بيجين غوان الصيني حالياً و اشبيلية الأسباني سابقاً حيث سبق وأن كشف عام 2009 عن قميص مكتوب عليه "فلسطين" بعدة لغات من بينها الصينية والانجليزية والأسبانية على هامش مباراة خاضة مع فريقه في كأس اسبانيا أمام نادي ديبورتيفو لاكورونيا .
ويقول أفضل لاعب أفريقي عام 2007 أنه أطلق هذه الحملة الجديدة لنظهر تعاطفنا مع أهل غزة الذين يعيشون تحت الحصار واهمال لحريتهم و حقوقهم الانسانية الأساسية .
ويضيف كانوتيه أن القصف الاسرائيلي الأخير لغزة , خلّف العديد من القتلى في صفوف المدنيين وكان بمثابة "وصمة عار أخرى على جبين العالم" على حد وصفه .
ويذكر كانوتيه في عريضة نشرها على صدر موقعه الالكتروني أن العاشر من نوفمبر 2012 شهد قصف اسرائيل للمنشئات الرياضية والملاعب في غزة , وقتل أطفالاً يلعبون الكرة كـ محمد حرارة (16) عاماً وشقيقه أحمد (17) عاماً , بالاضافة الى مطر رحمان و أحمد الدردساوي (18) عاماً .
ويظهر كانوتيه بشكل أكبر إلمامه بالقضية الفلسطينية ويذكر بقضية لاعبي نادي الأمعري المعتقلين لدى الاحتلال بدون تهمة وهما الحاري عمر ابو رويس و اللاعب محمد نمر .
وبناءاً على ما سبق من شواهد استعرضها اللاعب المالي الدولي قال : "انه من غير المقبول أن يقتل الأطفال بينما تلعب كرة القدم هناك , حيث تستضيف إسرائيل بطولة أوروبا تحت سن 21 عاماً , وبناءاً على هذه الظروف سيكون منحهم التنظيم مكافأة لأفعالهم التي تعارض القيم الرياضية" .
و أضاف اللاعب : "على الرغم من وقف إطلاق النار الأخير , لا يزال الفلسطينيون يجبرون على تحمل حياة بائسة تحت الاحتلال , فيجب حمايتهم من المجتمع الدولي , لأن كل الناس لهم الحق في الحياة بكرامة وأمن وحرية , ونأمل بالوصول الى تسوية عادلة قريباً " .
حملة كانوتيه هذه لم يطلقها منفرداً بل حصل على دعم ومساندة 60 لاعب ناشط في الدوريات الأوروبية وكان من أبرزهم : ( النجم فريديك عمر كانوتيه (بيجين غوان الصيني) - النجم ديديه دروغبا (شانغهاي شينخوا الصيني) – ايدين هازارد (تشلسي الانجليزي) - أبو ديابي (آرسنال الانجليزي) – جيريمي مينيز و مومو سيكوكو (باريس سان جيرمان الفرنسي) – ممادو نيانغ (السد القطري) – موسى سو (فنرباخشة التركي) - سامبا دياكيه (كوين بارك رينجرز الانجليزي) - رياض بودبوز (سوشو الفرنسي) – سوليمان دياوارا و ألو ديارا و أندريه و جوردان أيو وبلال عمراني والحارس ستيف مانداندا (مرسيليا الفرنسي) – ديمبابا (نيوكاسل الانجليزي) – الحسن يبدا (غرناطة الأسباني) – هلال العربي (فيتورياغيماريش البرتغالي) – ايت فانا (مونبيلييه الفرنسي) - شهير بلغزواني (اجاكسيو الفرنسي) - عطيف شحشوش (سيفاس سبور التركي) .. وآخرين ) .
هذه الحملة حتى لو لم تلقى صدى لدى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "اليويفا" فأنها تركت أثراً كبيراً في نفوس الفلسطينيين عموماً وأهل غزة خصوصاً , حيث تم تناقل هذا الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر بشكل واسع , ولقيت هذه اللفتة مباركة وثناء كبيرين .
اللواء جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية و رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني كان قد وجه قبل شهرين رسالة عاجلة إلى السيد ميشيل بلاتيني رئيس اليويفا طالبه فيها بنفس ما قاله كانوتيه .
وقال اللواء الرجوب في رسالته التي وجهها في شهر يونيو الماضي ان إسرائيل لا تحترم ولا تلتزم بالمواثيق الأولمبية في حق الأسرة الرياضية الفلسطينية بأن تمارس حريتها الرياضية الكاملة كما ينص عليه الميثاق الأولمبي دون أي تدخلات , ولم يتلق الرجوب أي رد على تلك الرسالة !
الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي لكرة القدم من صلاحياتهم معاقبة الاتحادات و الدول على تجاوزاتهم بحق الرياضة والرياضيين , لكنهم بحاجة الى مستندات ووقائع مثبتة , وبحاجة الى تضافر للجهود والأصوات لتحقيق تلك المطالب المشروعة التي من شأنها أن تردع الاحتلال ولو قليلاً عن تجاوزاته بحق الفلسطينيين لا سيما رياضتهم .
ومن هنا تظهر الحاجة الى الصوت الرياضي العربي , وأن يضغط الاتحاد العربي بكل قوة ويدعم تلك الدعوات والمبادرات , فسبق للاتحاد أن اتخذ موقفاً مشرفاً ازاء قضية شركة اديداس ورعايتها لماراثون القدس على أنها عاصمة لإسرائيل , لكن تلك الجهود بحاجة الاستمرارية و المواظبة فلن يضيع حق وراؤه مطالب والفلسطينيون جزء من المنظومة الرياضية العربية وواجب على العرب دعمهم ولو معنوياً .
إسرائيل قامت في الحرب الأخيرة بتدمير ملعب فلسطين الدولي الذي أسس عام 1995 بشكل كامل , و دمرت جزءاً من ملعب اليرموك الذي يعتبر من أقدم 3 ملاعب في الوطن العربي وتم إنشاؤه قبل حتى أن تقوم دولة إسرائيل أساساً , فلا بد من وقفة عربية جادة إزاء ذلك ليس فقط من قبل الاتحادات ولكن أيضاً من قبل الإعلام الرياضي العربي الذي يتميز بالقوة والفعالية ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط بل على الصعيد العالمي أيضاً .
من الجميل أن يعرف أطفال غزة أن نجوماً كبار أمثال كانوتيه و دروغبا و هازارد يدعمون حقهم في العيش والحرية , لكن ما سيكون أجمل وأبلغ أن يحظى هؤلاء أيضاً بدعم ومساندة نجوم كرة القدم العرب , فهذا اقل القليل الذي يمكن تقديمه لرسم البسمة على شفاه أطفال غزة الذين لا يهمهم كثيراً سحب تنظيم بطولة ما من إسرائيل بقدر ما يهمهم حب العالم وتعاطفهم ووقفهم الى جانبه .