وفد من "حسام" وأهالي الأسرى يلتقون المقرر الخاص للأمم المتحدة
نشر بتاريخ: 02/12/2012 ( آخر تحديث: 02/12/2012 الساعة: 09:22 )
غزة-معا- التقى وفد يضم عددا من مسئولي جمعية الأسرى والمحررين "حسام" ونخبة من أهالي أسرى قطاع غزة مع ريتشالد فولك المقرر الخاص في الأمم المتحدة لحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
واستمع فولك خلال اللقاء إلى شرح مفصل لمعاناة الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات التي يتعرضون لها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي .
وبدأ رفيق حمدونة مدير عام جمعية حسام اللقاء بإبداء الترحيب بزيارة فولك إلى غزة, مثمنا حرصه على متابعة ورصد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأسرى الفلسطينيين والاطلاع على معاناتهم المستمرة داخل سجون الاحتلال .
وأكد حمدونة بأن دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة التي شرعت التعذيب عبر سن جملة من القوانين التي تجيز استخدام العنف ضد الأسرى الفلسطينيين في دليل واضح علي استمرارها في التعامل مع نفسها باعتبارها دولة فوق القانون ، مطالبا فولك بالعمل على تحديد الصفة القانونية التي يجب أن يحظى بها الأسرى الفلسطينيين لتتضح آلية التعاطي القانوني مع قضيتهم العادلة.
وقدم موفق حميد مدير العلاقات العامة في الجمعية عرضا سريعا لبعض السياسات العقابية التي يتعرض لها الأسرى كالإهمال الطبي والحرمان من الزيارة والعزل الانفرادي وما تتركه هذه السياسات من انعكاسات سلبية توقع ضررا واضحا على حالة الأسير العضوية والنفسية لفترت طويلة.
من جهتها تحدثت والدة الأسير رامي عنبر عن طبيعة المعاناة التي تعيشها الأسرة منذ اليوم الأول لاعتقال ابنها ، مشيرة إلى عدم تمكن "حفيدتها" ابنة الأسير رامي من زيارة والدها بعد سماح الاحتلال مؤخرا بالاستئناف المؤقت والاستثنائي لزيارة أهالي أسرى قطاع غزة بعد حرمان دام لأكثر من ست سنوات وما تسبب به ذلك من صدمة وحزن شديدين لهذه الطفلة البريئة ، ذلك بسبب المعايير المجحفة التي يفرضها الاحتلال على هذه الزيارات المنقوصة والتي عمد بالرغم من ذلك إلى وقفها مؤخرا بدون أسباب .
وأكدت عنبر بأن كل ما تتمناه في هذه اللحظات هو أن يخرج لها ولدها حيا من داخل سجون الاحتلال وأن يعيش حرا بين أحضان أسرته قبل أن تفارق هي الحياة ، مطالبة فولك بالعمل على تحقيق هذا الحلم الذي يراود أمهات وزوجات وأبناء الأسرى بدون استثناء.
وتطرقت والدة الأسيرين فهمي وصلاح صلاح إلى ما أحدثه اعتقال ابنيها من جرح تعاني منه العائلة بسبب الفراغ الذي تركه غياب الأسيرين بعد أن كانت تعتمد عليهما في تحمل أعباء أسرتها المكونة من خمسة عشر فردا ، كما تحدثت عن حجم الألم والمعاناة التي يتسبب بها حرمان الاحتلال للأطفال من زيارة آبائهم في السجون لهذه المدة الطويلة التي تجاوزت الست سنوات ، مشيرة إلي قسوة الأحكام الانتقامية الظالمة والمبالغ فيها التي حوكم بها ابنيها بالمقارنة مع التهم التي وجهت إليهم .
ولفتت زوجة الأسير المريض ناهض الأقرع إلى الخطر الذي يتهدد حياة زوجها الذي يمكث منذ اعتقاله في مستشفى سجن الرملة وما يمارس بحقه من إهمال طبي متعمد من خلال تأجيل إجراء عمليات جراحية كانت قد أقرت له قبل اعتقاله في كلتا قدميه ، موضحة بان هذه السياسة قد تسببت في بتر إحدى قدميه وأصبحت الأخرى مهددة بالبتر قريبا إذا لم يتم التسريع في إجراء العمليات الجراحية مؤكدة بأن زوجها يعاني في هذه اللحظات من آلام مبرحة وأنه أصبح لا يستجيب مطلقا للمسكنات التي يتناولها باستمرار للتخفيف من آلامه ، مما يضاعف من حجم القلق والتوتر الذي تعيشه أسرة الأسير خشية علي حياته .
و استمع فولك لشهادة الأسيرة المحررة والمبعدة إلي قطاع غزة هناء شلبي التي تحدثت عن ممارسات الاحتلال وسياساته ضد الأسرى خاصة في ما يتعلق بسياسة الاعتقال الإداري حيث شرحت تفاصيل إعادة اعتقالها وتعرضها للضرب المبرح والتعذيب الوحشي, إضافة إلى التفتيش العاري الذي تعرضت له بالشكل الذي وصفته بأنه يتنافي مع كافة معايير حقوق الإنسان ويخلو بالمطلق من احترام الخصوصية التي يجب مراعاتها في التعامل مع المرأة في كافة الظروف والأحوال .
وتحدثت شلبي عن الآثار النفسية التي تسببت بها تجربة اعتقالها المريرة, مؤكدة بأن إمكانية إعادة اعتقالها قد تحولت إلى كابوس دائم يطاردها في كل لحظة من لحظات حياتها .
و عبّر فولك عن حزنه الشديد لما سمعه من قصص مؤثرة ونماذج مؤلمة لما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين ، مبديا أسفه الشديد لهذا الواقع الأليم الذي تشهده سجون الاحتلال ,ومؤكدا على أن ما سمعه من مآسي وتجارب قاسية سيجعله أكثر تصميما على نقل معاناة الأسرى ومطالب ذويهم إلى المجتمع الدولي ، مؤكداً أنه شخصيا سيواصل النضال من أجل إلزام إسرائيل بالانصياع إلي ما يمليه عليها القانون الدولي الإنساني والقيم الأخلاقية وصولا إلى حملها علي رفع المعاناة عن الأسرى الفلسطينيين.
وشدد فولك على أنه لا يمكن لدولة إسرائيل أن تتورط في هذا السلوك المسيء والمنافي لمبادئ حقوق الإنسان تحت ذرائع حماية أمنها أو خدمة لمشروعها القومي على الوجه الذي يفضي إلى حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الأصيل في تقرير مصيره .
و عبر السيد فولك عن تمنياته بمستقبل أفضل خاليا من المآسي والأحزان لعموم الشعب الفلسطيني ولأهالي الأسرى والشهداء علي وجه الخصوص.