"رصاصة الرحمة"... ثورة فنية ضد انتهاكات حقوق الانسان بفلسطين
نشر بتاريخ: 02/12/2012 ( آخر تحديث: 02/12/2012 الساعة: 11:31 )
غزة- معا - رغم الهموم السياسية التي يعيشها سكان قطاع غزة الا ان مجموعة من الشبان وجدوا في المسرح فرصة للثورة الفنية على انتهاكات حقوق الانسان الناجمة عن الاحتلال والحصار وايضا عن المشاكل الداخلية التي يعيشها قطاع غزة فانتجوا رصاصة الرحمة في فواصل تمثيلية تشابكت خيوطها لتنسج عملا مسرحيا يحاكي الواقع المرير التي تعيشه مكونات الاسرة بفلسطين بتناقضاتها، فانتقلت بسلاسة من الزوج وإهماله لزوجته واستغلاله لراتبها وتهميشها وضياعه وبحثه عن لقمة العيش والضغط الذى يعيشه في ظل حصار اجتماعي واقتصادي واحتلالي لتنتقل لمعاناة كبار السن وإهمالهم وشعورهم بالضعف والوهن والمنة من قبل افراد الاسرة للزوجة التى تحارب على جميع الجبهات.
المسرحية التي تفاعل معها الجمهور وصفق كثيرا اعجابا بنصها وبقدرة الممثلين على تجسيد واقع الامتهان التي تعيشه الاسرة الفلسطينية عرضت على مسرح مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في عرضها الاول امام جمهور غفير, ضمن مشروع الكرامة الانسانية والحق في التنمية في مجال التطبيق "العدالة الان " الممول من برنامج الامم المتحدة الانمائي.
وقال نعيم نصر مخرج العمل المسرحي:" هذا عمل مسرحي يتناول وضع حقوق الانسان بفلسطين وانتهاك الكرامة الانسانية من خلال تسليط الضوء على نموذج مصغر من المجتمع وهى الاسرة من خلال فواصل تمثيلية منفصلة متصلة رصدت بواقعية الانتهاكات التي يتعرض لها كل فرد فى الاسرة (الرجل والمرأة والمسن) سواء كانت هذه الانتهاكات نابعة من الوضع السياسي من احتلال وانقسام او اقتصادي متمثل بالحصار وقلة فرص العمل وانعدام المساواة وتكافؤ الفرص الى الانتهاكات المجتمعية التى تفرضها بعض العادات والتقاليد التي انتجت بدورها اثار نفسية وشعور بالظلم والقهر الاجتماعي والغربة الداخلية لدى كل فرد من افراد الاسرة".
ومن ناحيتها قالت الممثلة فايقة النجار:" رصدت من خلال دورى عدد من الانتهاكات التى تتعرض لها المرأة بمجتمعنا بداية من تحميلها المسؤولية عن الانجاب والنظرة لها بدونية فى حال عدم انجابها، الى المرأة الموظفة المسؤولة عن توفير احتياجات البيت مع رجل عاطل لا يتحمل اي مسؤولية واعتبار الراتب حق من حقوقه، اضافة الى التعامل اللانساني باعتبارها خادمة، الى الاهل الذي يعاملونها على انها مكينة فلوس ولهم الحق بجزء من الراتب دون النظر لإنسانيها وكرامتها وطموحها فى اكمال دراستها العليا، وتدخل الاخرين بتقرير مصيرها، وفرض ما عليها أن تفعله في إطار العادات والتقاليد الفلسطينية البالية.
المحامي شحدة شراب من العيادة القانونية الثامنة اوضح ان الهدف من انتاج العمل المسرحي هو تسليط الضوء على كم الانتهاكات التي تتعرض لها الاسرة الفلسطينية من انتقاص لحقوقها الاساسية الملزمة التى لايجوز انتقاصها باي شكل من الاشكال وبضمانة القانون الفلسطيني وكافة القوانين والشرائع السماوية التي تحفظ حقوق والتزامات كل فرد بالمجتمع بما يتضمن لهم الحياة الكريمة ومشاركتهم الفاعلة في المجتمع.
المحامي محمود وافي اوضح ان اختيار العمل المسرحي جاء في اطار تكامل الادوات التي تنتهجها العيادة القانونية الثامنة من ورش توعوية وحلقات اذاعية وجداريات فنية لتعزيز مفهوم الكرامة الانسانية، مؤكدا على دور الفن عموما في تغيير الواقع.
|196664|