الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد نفي عشراوي وتأكيد فياض: غموض يكتنف مصير " الطريق الثالث" اثر قبول فياض "المالية" كمرشح مستقل

نشر بتاريخ: 25/02/2007 ( آخر تحديث: 25/02/2007 الساعة: 11:46 )
القدس- معا- محمد عبد ربه- أكد د. اسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة حماس في قطاع غزة أن الرئيس محمود عباس "ابو مازن" هو من طرح د. سلام فياض وزيرا للمالية كمستقل، وقد تم التوافق على هذا الترشيح وقبوله من قبل حركتي فتح وحماس.

ونقل مراسلنا في القدس عن د. رضوان تأكيد قبول فياض لهذا المنصب بعد عرضه عليه ، وهو ما أكده فياض أيضا في بيان أصدره الليلة الماضية.

وكانت د. حنان عشراوي نفت أمس لـ "معا" تقارير اعلامية تحدثت عن قبول د. سلام فياض لحقيبة وزارة المالية مشيرة الى أن المشاورات بينهما لا تزال مستمرة بهذا الخصوص. وأن د. فياض لم يقل نعم أو لا بشأن قبول هذا المنصب.

عشراوي: نحترم استقلالية فياض طالما المصلحة الوطنية اقتضت ذلك:

وفي تعقيب أولي على اعلان د. فياض قبول منصب وزير المالية كمرشح مستقل قالت د. عشراوي:" طالما أن د. فياض رشح نفسه كمستقل فهذا موقفه ونحن نحترمه كونه اتخذ قرارا يتعلق به وبالتزاماته الوطنية، وبالتالي ليس لدى الكتلة أي شيء فيما يتعلق بهذا الموقف".

وجددت د. عشراوي ما أكدته بالأمس لـ "معا" من أن المشاورات بينها وبين فياض كانت قائمة بخصوص الانضمام الى حكومة الوحدة قبل أن يعلن فياض موقفه الجديد ويؤكده.

وترى عشراوي أن أي مشاركة يجب أن تكون حقيقية وقائمة على برنامج وخطة عمل واضحة للحكومة القادمة بما يكفل رفع الحصار.

ويفيد مراسلنا في القدس أن نفي د. عشراوي وتأكيد د. فياض قبول منصب وزير المالية في الحكومة القادمة يؤكد صحة بعض التقارير التي تحدثت في وقت سابق عن خلافات عميقة بين الاثنين بعد قبول فياض هذا المنصب كمرشح مستقل.

ونقل مراسلنا عن مصادر مطلعة قولها إن الخلاف بين فياض وعشراوي بهذا الخصوص نشب بعد اتفاق مكة والاعلان عن فياض مرشحا للمالية حيث طلبت د. عشراوي منه نفي الأنباء المتعلقة بقبوله المنصب لكنه رفض ذلك.

فيما نقل عن مقربين من د. عشراوي أن فياض كان أبلغ عشراوي بعد تسريب الأنباء بخصوص اتفاق مكة " أنه لم يعط جوابا بعد بقبوله منصب وزير المالية" ما يفسر أقوال د. عشراوي أمس لـ" معا " أن المشاورات بينها وبين فياض لاتزال مستمرة.

كما ينقل مراسلنا عن مصادر مقربة من عشراوي وفياض قولهم:" إن التطورات الأخيرة داخل كتلة (الطريق الثالث) قد تفضي الى تفكك هذه الكتلة كما حدث مع كتلة "فلسطين المستقلة" برئاسة النائب مصطفى البرغوثي بعد انسحاب راوية الشوا منها، والاعلان عن نفسها كنائبة مستقلة.

لكن د. عشراوي تستبعد تفكك قائمة "الطريق الثالث" وتقول:" سنبقى كتلة قائمة، لكن طالما أن د. فياض حاز على حقيبة المالية كمرشح مستقل فمن الواضح أن التركيبة الجديدة للكتلة من حيث استقلالية أفرادها سنحترمها اذا تطلبت المصلحة الوطنية ذلك".

ويرى خضر خضر المحلل السياسي والاعلامي من مركز القدس للاعلام والاتصال أن احتمال انهيار "الطريق الثالث" فيما لوحدث سيكون نتيجة حتمية لاتفاق الكبار على الساحة الفلسطينية فيما عرف بـ " اتفاق مكة"، ما يؤكد عدم وجود "طريق ثالث" أو حزب ثالث غير فتح وحماس، في حين كان يفترض في جميع هذه القوى ان تتحد تحت راية الطريق الثالث خلال الانتخابات الأخيرة بسبب القواسم المشتركة الكثيرة بينها لكن ذلك لم يحصل بسبب مآرب وطموحات شخصية مما أوجد فراغا سياسيا يشعر به المواطن غير المنتمي لفتح أو لحماس وهو ما عبرت عنه الأحداث المؤسفة الأخيرة حيث بدا واضحا حالة الوهن والضعف وغياب التأثير لهذه القوى.

وعبر خضرعن أمله بأن تكون التطورات التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة درسا لهذه القوى في المرحلة القادمة لأن ما يجمع هذه القوى الديمقراطية واليسارية أكثر مما يفرقها.