سلطات الاحتلال تشرع بشق نفق في مدخل سلوان
نشر بتاريخ: 03/12/2012 ( آخر تحديث: 03/12/2012 الساعة: 13:21 )
القدس- معا - قال مركز معلومات وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب الأقصى المبارك بأن سلطات الاحتلال شرعت بشق وحفر نفق في مدخل البلدة من جهة حي وادي حلوة.
وأضاف المركز بأن ما تسمى شركة "تطوير القدس (موريا)" وزعت أمس الأحد نشرة بعنوان "ترتيبات في حركة السير" على أهالي حي وادي حلوة بسلوان، وحسب الخارطة المرفقة فالعمل سيكون بالتحديد في شارع وادي حلوة الرئيسي لبناء نفق أرضي مخصص للمشاة المستوطنين وللسياح فقط، يربط ما بين ما البؤرة الاستيطانية المسماة "مدينة داود" وساحة حي وادي حلوة المسمى "موقف جفعاتي".
وكان مركز معلومات وادي حلوة قد كشف في العشرين من شهر أيلول الماضي عن نية شركة "موريا" تنفيذ بناء "ممر للمشاة والسيارات" يربط بين مركز الزوار الاستيطاني "مدينة داود" المقام على مدخل بلدة سلوان، وادي حلوة "موقف جفعاتي"، وحينها توقف العمل بعد ساعتين من البدء فيه؛ بسبب احتجاج الأهالي على الأصوات التي تصدرها الآت الحفر المستخدمة، وتبين لاحقا ان العمل يتم دون اذن الشرطة، وسحبت كافة المعدات وتأجل التنفيذ حتى اليوم.
واوضح المركز انه حسب النشرة سيتم البدء بالعمل في الأيام القريبة، على مدار شهرين، وسيكون العمل في ساعات النهار من الساعة السابعة صباحاً حتى السابعة مساءً، وعليه سيغلق الشارع في المقطع المقرر العمل فيه من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثالثة عصرا، وسيتم اغلاقه ابتداء من يوم اليوم.
وسوف يتم العمل على بناء الممر بالتعاون بين شركة "موريا" وبلدية القدس والشرطة الإسرائيلية وسلطة الآثار الاسرائيلية، ويخدم بالدرجة الاولى جمعية "العاد" الاستيطانية.
واوضح المركز انه حسب المخطط سيتم تنفيذ 8 حفر عمودية عميقة، أربعة منها عند مدخل "مركز الزاور مدينة داوود" واربعة أخرى في الجهة المقابلة عند "موقف جفعاتي"، وذلك تمهيداً لتنفيذ أعمال تقوية لأطراف الشارع، وذلك كمقدمة لحفر نفق يربط طرفيه، لربط البؤرة الاستيطانية المسمى "مدينة داوود" بالمشروع المنوي إقامته في “موقف جفعاتي” تحت مسمى "مركز قيدم- الهيكل التوراتي".
وحذر مركز المعلومات ولجنة أهالي وادي حلوة من خطورة اقامة الممر الذي يخدم المستوطنين والسياح فقط، في حين يضيق على أهالي سلوان عموماً بسبب اغلاق الشارع لساعات طويلة وبالتالي التضييق على العمال وطلبة المدارس والموظفين واضطرارهم لسلك طرق التفافية بعيدة وغير مؤهلة، مما يؤدي الى خلق أزمات مرورية حادة.
واضاف المركز ان الآلات المستخدمة في المشروع هي آلات ضخمة يمنع استخدامها في أحياء سكنية، ويجب ان تبعد عنها عشرات الأمتار، وساعات العمل بها لا تتعدى الـ4 ساعات فقط، لكن العمل في النفق سيكون ملاصق لشقق سكنية، يعيش فيها كبار السن والمرضى وطلبة المدارس، والعمل بها سيمتد لمدة 12 ساعة يومياً، مشيراً ان العمل المتواصل فيها، اضافة الى الازعاج، فأنه قد يلحق الأضرار بالبنايات والشوارع خاصة واننا في فصل الشتاء المسمى في الحي”موسم الانهيارات” بسبب الأعمال المتواصلة للحفر أسفله.
ودحض المركز ادعاء شركة "موريا" بأنه هذا المشروع تطويري، مؤكدا انه مشروع تهويدي استيطاني بالدرجة الأولى، ففي الوقت الذي ستصرف ملايين الشواقل لتنفيذه تصدر أوامر هدم لبنايات وشقق في الحي ويمنع اصدار التراخيص اللازمة للتوسع والبناء.
وقال المركز ان شارع وادي حلوة هو شارع رئيسي وحيوي يرتبط بشكل مباشر بشوارع القدس، وهي طريق عامة للموظفين والعمال والأهالي، واغلاقه يسبب ازمات مرورية، معرباًَ عن استغرابه من استئناف العمل في الشارع بعد ايقافه قبل شهرين لعدم وجود ترخيص، وتساءل عن كيفية اصداره في حين لا يوجد خارطة هيكلية للمنطقة.
واوضح المركز انه من المقرر اقامة "مركز يهودي" في "موقف جفعاتي مؤلف من مبنى ضخم بمسطح يقارب 10626 مترا مربعاً، اضافة الى موقف كبير للسيارات، وهناك طابق كامل سيخصص لاستخدام علماء ودائرة الآثار الإسرائيلية، هذا بالإضافة إلى تخصيص مساحات للاستخدامات السياحية ومعارض للمكتشفات الأثرية الإسرائيلية وغرف استقبال للزوار وغرف تعليمية وإرشادية وقاعات ومحال تجارية ومعرض ومساحات لمكاتب إدارة “عير دافيد".
وقال المركز ان شركة "موريا" تدعي ان العمل سيكون لمدة شهرين فقط، لكن على أرض الواقع سيمتد العمل بشوارع البلدة لسنوات طويلة كمقدمة لجعله للمشاة فقط مما يؤثر سلبا على السكان.
من جهتها اكدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ان هذا المخطط والنفق الجديد سيخدم المستوطنين والسياح فقط، في حين يضيق على أهالي سلوان عموماً بسبب إغلاق الشارع واضطرارهم لسلوك طرق التفافية بعيدة، مشيرةً الى مساعي وخطط الاحتلال لتدمير حقب تاريخية إسلامية ومعالم أثرية في القدس المحتلة، مؤكدة على استمرارية الجرائم الاسرائيلية بحق مدينة القدس وتاريخها وحضارتها العريقة.
ومن جهته قال الامين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى: "أن "إسرائيل" في كل يوم تغير الكثير في تاريخ القدس وحضارتها، وتبتكر الوسائل والأساليب من أجل طمس معالمها العربية الاسلامية المسيحية وصبغها بطابع يهودي غريب عنها، لتبدو القدس يهودية بمعالمها وديانتها وتاريخها ومستقبلها، ونحن في الهيئة الاسلامية المسيحية نحذر من هذه الاعمال مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالحفاظ على مدينة القدس التاريخية ووضع حد لهذه الاجراءات والمخططات الرامية لتغييرها وتهويدها".