الإثنين: 06/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

محافظة سلفيت تؤكد اهمية دور الاعلام الفلسطيني في تعزيز الصمود

نشر بتاريخ: 03/12/2012 ( آخر تحديث: 03/12/2012 الساعة: 20:38 )
سلفيت - معا - اكدت محافظة سلفيت ان هناك حاجة ملحة لاعلام فلسطيني فاعل في نقل وايصال رسالة المحافظة والتحديات التي تواجها نتيجة الاحتلال الى الجهات المعنية محليا ودوليا، داعية من خلال دائرتها الاعلامية لضرورة واهمية وجود دور اكثر فاعلية وتاثيرا لوسائل الاعلام المختلفة في فضح ممارسات الاحتلال العدوانية بحق ابناء شعبنا وخاصة في محافظة سلفيت البالغة مساحتها الكلية حوالي 202 كم مربع وعدد سكانها يقارب 60 الف نسمة، موزعين على 19 تجمعاً سكانياً، مضيفة انه بات من الاهمية والضرورة القصوى النظر بجدية ومسؤولية اكبر الى الواقع الاعلامي لمحافظة سلفيت، والى اين يتجه ؟؟

وفي مقابلة مع مدير عام اذاعة صوت الغد، الاعلامي مجدي طه، لمعرفة التحديات التي تواجه الاعلام المسموع في المحافظة والاستراتيجية التي يتم العمل بها ، قال: " انطلقت اذاعة "صوت الغد" في محافظة سلفيت من مدينة بديا عام 2004، ولم يكن هناك اي دراسة او خطة عمل واضحة لعمل هذه الاذاعة، وكان الهدف من ايجادها نقل تجربة الاذاعات في المحافظات الاخرى الى محافظة سلفيت التي كانت تفتقر لوجود محطة اذاعة او تلفزيون محلي فيها، والعمل على ايصال رسالة وصوت سكانها الى ابعد مدى ممكن" .

واشار طه الى مشكلة التشويش الاسرائيلي على التردد الخاص بالاذاعة منذ 2006 ولغاية الان دون انقطاع، مؤكدا انه تم التواصل مع وزارة الاعلام بهذا الخصوص للتدخل لايجاد حل لهذه المشكلة، لكن دون جدوى، وتحدٍ اخر لفت اليه طه الا وهو انعدام الثقافة الاعلامية والوعي الاعلامي الكافي لدى الشركات والمصانع والمؤسسات العاملة بالمحافظة الامر الذي شكل عائقا في تطور اداء وعمل الاذاعة لنقص الموارد المالية اللازمة لتغطية التزامات الاذاعة المختلفة، والتي تشكل الاعلانات التجارية والدعائية المصدر الاساسي لها ، مبينا ان هناك تجاوب كبير وملحوظ مع الاذاعة واقبال من قبل اهالي محافظة سلفيت ومحافظات اخرى على سماع برامجها على الموجه 105 اف ام، حيث باتت مصدر اهتمام وثقة كبيرة لدى الجمهور، ولعبت دورا مهما في توعية المواطنين وتواصلهم اجتماعيا مع بعضهم البعض من خلال برامجها المتنوعة، وكذلك على الصعيد التجاري فقد ساهمت الاذاعة في استقطاب العديد من المؤسسات والشركات والمحال التجارية من محافظات اخرى الى محافظة سلفيت، حسب قوله.

في حين يرى الصحفي نادر زهد، ان واقع الاعلام في محافظة سلفيت واقع صعب نتيجة للمعيقات والصعوبات التي يواجهها الاعلاميون في الاراضي الفلسطينية وفي المحافظة على وجه الخصوص لطبيعتها الجغرافية المنعزلة عن باقي محافظات الوطن، وكونها محافظة ناشئة، لا يوجد فيها مكاتب صحفية او اعلامية مؤهلة وفعالة كما يجب.

واشار زهد انه لا يوجد في محافظة سلفيت مكاتب ومراسلين معتمدين للصحف المحلية الرسمية، باستثناء صحيفة الحياة الجديدة التي يعمل مراسل لها في سلفيت، مبينا ان ذلك انعكس سلبا على الواقع الاعلامي للمحافظة واضعف صدى الاحداث والنشاطات التي تنفذ من قبل المؤسسات والفعاليات والقوى الوطنية ، مؤكدا ان بعد المحافظة عن مراكز وسائل الاعلام الرئيسية اثر بشكل محلوظ في عدم تواجد الاعلاميين بشكل دائم في محافظة سلفيت، وساهم في زيادة وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية والاستيطان.

وقال:" نتطلع الى مزيد من الحريات للعاملين في الصحافة والاعلام او للمؤسسات التي يعملون فيها، وتذليل العقبات التي تواجههم في الوصول الى المعلومة الصحيحة او الحصول عليها"، مؤكدا ضرورة اعتماد مراسلين دائمين في المحافظة وتشجيع فتح مكاتب اعلامية ، وان يكون هناك مكتب ومقر دائم لوزارة الاعلام بالمحافظة. ونوه زهد الى مسألة تفعيل دور نقابة الصحفيين بالمحافظة، وابدى استيائه من غياب ممثلا لصحفيي واعلاميي سلفيت في النقابة، وايضا التهميش الذي تتعرض له المحافظة رغم زخم الاحداث والممارسات الاحتلالية العدوانية التي تحدث على الارض بشكل شبه يومي.

وكيل وزارة الاعلام د. محمود خليفة بدوره اجاب عن معظم التساؤلات التي اثيرت حول دور وزارة الاعلام في هذا الخصوص، مشيرا ان محافظة سلفيت تحظى باهتمام كبير ليس من قبل وزارة الاعلام فقط، بل من جميع المؤسسات وذلك كونها احدى المحافظات التي تتعرض للتهويد والمصادرة من الاحتلال، موضحا ان عدم وجود مكتب للوزارة في سلفيت لا يعني عدم الاهتمام بالمحافظة.

واكد خليفة ان الوزارة ستأخذ بعين الاعتبار افتتاح مكتب لها في محافظة سلفيت اسوة بالمحافظات الاخرى، مبينا ان الامكانيات المادية المحدودة وعدم توفر شواغر كافية لدى وزارة الاعلام حال دون ذلك طوال الفترة الماضية، مضيفا، انه يجري العمل حاليا على تحسين الوضع الاعلامي والمتابعة الجدية بهذا الخصوص، وسيكون هناك برامج تلفزيونية خاصة بـ" تلفزيون فلسطين " تبث من محافظة سلفيت تتناول كافة الجوانب المتعلقة بالاثار، والاماكن السياحية، والدينية، والاستيطان، والاقتصاد، والتعليم، والصحة .. وغيرها، لافتا الى افتتاح مقر وستوديو تلفزيون فلسطين في سلفيت بالتعاون مع المحافظة، مؤكدا اهتمام الوزارة بمتابعة عمل الاستوديو وايجاد كادر من الاعلاميين للعمل فيه بما فيهم مراسل محافظة سلفيت.

وعبر وكيل وزارة الاعلام عن مدى اهتمام الوزارة بتنمية الجانب الاعلامي في جميع محافظات الوطن دون استثناء، حسب الحاجة والامكانيات المتوفرة، مشيرا الى وضع سلفيت الخاص المتمثل بقلة عدد الاذاعات وعدم وجود مراكز ومكاتب اعلامية متخصصة او تلفزيون محلي، قائلا :"ان هذا الامر يدفعنا جميعا وزارة ومحافظة باتجاه ايجاد هذه المؤسسات وكذلك الامر بالنسبة للعاملين في حقل الصحافة والاعلام والعمل على استقطابهم للعمل في محافظة سلفيت، ومن ثم التوجه الى التدريب والتاهيل لكادر الاعلاميين والعاملين في مجال الصحافة والاعلام ." مؤكدا تعاون الوزارة في هذا الجانب من خلال منح التراخيص وتقديم التسهيلات اللازمة.

ووجه خليفة التحية لابناء محافظة سلفيت الباسلة والصامدة في وجه الاحتلال والاستيطان، داعيا اعلامييها والميسورين منهم لايلاء الجانب الاعلامي مزيدا من الاهتمام من اجل ايصال رسالة المحافظة السامية لكافة المستويات، مؤكدا ان التحرك الاعلامي وقوته رديف لاي تحرك سياسي في فلسطين .

من جانب اخر عمر موقدي مدير العلاقات العامة والاعلام في محافظة سلفيت فاكد ان الواقع الاعلامي في المحافظة واقع مؤلم ولا يجب ان يستمر على هذا الحال في ظل تواصل الاعتداءات المتكررة على المحافظة من قبل الاحتلال ومستوطنيه، مشيرا لوجود اذاعتين محليتين فقط هما " صوت الغد" في مدينة بديا و "راديو الشمال" في سلفيت وانهما يعملان بامكانيات متواضعة جدا، موضحا ان واقع سلفيت الاعلامي بحاجة الى وقفة جادة ودعم من كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للنهوض به وجعله كما يجب لتلبية احتياجات المحافظة ونقل رسالتها ، في اشارة منه الى ان هناك توجيهات من عطوفة محافظ سلفيت للعمل على النهوض باعلام محافظة سلفيت وتفعيله على كافة المستويات بالشكل الذي يليق بالمحافظة وتطلعاتها .

استنادا الى المعطيات وما نلمسه على الارض نجد ان محافظة سلفيت تعد الاكثر استهدافا للاستيطان بعد القدس، حيث يلتهم الجدار معظم اراضيها، والعديد من المنازل تهدم تحت حجة عدم الترخيص،مصادرة الاراضي، تتعرض لكارثة بيئية ناتجة عن مخلفات المصانع ومجاري المستوطنات، بالاضافة الى ان شوارع رئيسية تاريخيه يحرم مواطنو المحافظة من استخدامها لتكشف السياسة الاسرائيلية بذلك عن ابشع صور العنصرية.