الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

36 أسيرا معاقاً نفسياً وجسدياً في سجون الاحتلال

نشر بتاريخ: 04/12/2012 ( آخر تحديث: 04/12/2012 الساعة: 09:57 )
غزة-معا - أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن الاحتلال يحتجز في سجونه 36 أسيراً فلسطينياً يعانون من الإعاقة بأشكالها المتعددة في سجون الاحتلال سواء كانت هذه الإعاقات جسدية أو نفسية، ولا يقدم لهم أي علاج يناسب حالتهم المرضية أو يوفر لهم أجهزة مساعدة كالكراسي المتحركة أو العكاكيز وغيرها من الأدوات التي تساعدهم على الحركة ، مما يعرضهم للموت البطئ في سجون الاحتلال نظراً لإهمال علاجهم بشكل مستمر .

وأوضح مدير المركز الباحث رياض الأشقر في تقرير أصدره المركز بمناسبة اليوم العالمي للمعاق أن الاحتلال لم يتورع عن اختطاف المعاقين من بيوتهم أو من الشوارع، ومن أماكن العمل، ويزج بهم في ظروف التحقيق القاسية دون مراعاة لظروفهم الخاصة ، الأمر الذي يفاقم معاناتهم ويضاعف إصابتهم بالأمراض .

وأشار الأشقر إلى أن هناك من الأسرى من أصيبوا بإعاقات نتيجة ممارسة الاحتلال لوسائل التعذيب القاسية والمحرمة.

وأفاد الأشقر أن مئات الأسرى الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظراً لتردى ظروف احتجازهم في السجون الإسرائيلية، مبيناً أنه خلال فترة التحقيق يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة،و يتعرضون لسوء المعاملة ، والضرب والتعذيب، والإرهاق النفسي والعصبي ، كذلك تعانى السجون من افتقارها إلى الطواقم الطبية المتخصصة، وهناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب، لذا ينتظر الأسرى فترات طويلة ليتم عرضهم على طبيب متخصص.

وأشار إلى أن العشرات من المعتقلين الذين أجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية ، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة ترفض إدارة السجون نقلهم للعيادات أو المستشفيات ، ولا زالت تعالجهم بحبة الأكامول التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها.

وبين أن تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض العمليات للمرضى أدى إلى بتر أطراف من أجساد معتقلين، فيما أدى التأخير في إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية وصور الأشعة والتي تكتشف المرض في مراحله الأولى إلى استفحال الأمراض في أجساد الأسرى، مبيناً أن الأسير المريض ينتظر لشهور طويلة ولسنوات لكي تسمح له إدارة السجن بإجراء تحليل أو صورة أشعة، كذلك أدى التأخر المتعمد في إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة إلى انعدام الأمل في الشفاء وتعرض الأسرى إلى خطر حقيقي على حياتهم.

وأكد الأشقر أن سجون الاحتلال تخلو من الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأيدي والأرجل، والنظارات الطبية، أو أجهزة خاصة بالأسرى الذين لا يستطيعون السير، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة، وهذا يزيد من معاناة الأسرى المعاقين في السجون، حتى أن الاحتلال يرفض ادخل تلك الأجهزة الطبية عن طريق مؤسسات خاصة أو منظمات حقوقية.

وبين أن الأسرى المعاقين لا يحظون بمعاملة إنسانية خاصة نظراً للظروف الصعبة التي يعانون منها ،ويتعرضون لكافة الانتهاكات والممارسات التي يعانى منها بقية الأسرى، ويحرمون من احتياجاتهم الخاصة، ولا تتوفر لهم الرعاية والمتابعة الطبية اللازمة، مبيناً أنهم يتعرضون للضرب والاهانة خلال علميات التفتيش والقمع التي تمارسها سلطات السجون بشكل كثيف، كذلك لا تراعى إدارة السجون ظروفهم في عمليات النقل للمحاكم أو العيادات أو التنقلات بين السجون، و يخضعون للركوب في سيارة البوسطة التي لا تناسب الأصحاء فلا يوجد بها مكان للجلوس، وقد تستمر عملية النقل لعشر ساعات أو أكثر دون أن يسمح لهم بقضاء الحاجة أو الأكل أو الشرب.

وأشار الأشقر إلى أن الأسرى المعاقين يعانون معاناة مزدوجة ، و مضاعفة عن الأسرى الآخرين ، لأنهم يجمعون ما بين معاناة الأسر وانتهاكات الاحتلال وممارساته الإجرامية بحق الأسرى ، وبين معاناة الإعاقة وعدم قدرتهم على الحركة، والحاجة لغيرهم في التنقل وممارسة أنشطة الحياة داخل السجن، مبيناً أن العديد من الأسرى أصيبوا بإعاقات نفسية نتيجة العزل الانفرادي لسنوات طويلة.

وطالب المركز المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعاون من إعاقات مختلفة ، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم و وعلاجهم في الخارج.