الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التلفزيون الاسرائيلي: الهجوم على نابلس قد يكون في بدايته وربما يجري ارسال المئات من الجنود الى هناك

نشر بتاريخ: 25/02/2007 ( آخر تحديث: 26/02/2007 الساعة: 00:54 )
بيت لحم- نابلس- كتب رئيس التحرير- بعد الفشل الذريع للهجوم العسكري الاسرائيلي على مدينة نابلس ، والذي بدأ صباح يوم الاحد، وعقب فشل الاحتلال في مباغتة نشطاء الانتفاضة ونجاحهم في الاختباء وادارة دفة المقاومة من الخفاء، واصابة اكثر من جندي من كتيبة جولاني العسكرية المهاجمة، حاول الجيش الاسرائيلي "تضليل" جمهوره والادعاء بأن عملية الاجتياح ناجحه وانه عثر على "مختبرات" للاسلحة في المدينة.

والحقيقة تبدو عكس ذلك، حيث فشل الاجتياح تماما، وثارت في شوارع نابلس هبة جماهيرية ظهر خلالها اطفال وفتية المدينة يسطرون بطولات جديدة، وهم يعتلون اسطح المنازل ويلقون الحجارة على جيش احتل مدينتهم.

الجيش الاسرائيلي استخدم كاميرا خاصة به لتصوير ما ادعى انه مختبر للاسلحة، وقام هو بتوزيع الصور على الصحافة، في حين اكدت اكثر من جهة ان الجيش عثر على عبوات انبوبية وقطع من الذخائر يبدو ان المقاومة كانت ترمي بها في احد المخازن العادية والمعروفة.

وقدرت اوساط عسكرية اسرائيلية ان قيادة الجيش الاسرائيلي قد تدفع بالمئات من الجنود الاخرين الى هناك، باعتبار ان ما يجري بداية لعملية الاجتياح وليس نهايتها.

وفي تقرير بثه التلفزيون الاسرائيلي- القناة الثانية- قال المحلل العسكري "إن حظر التجوال على المدينة قد يوفر الظروف الانسب لعمل الجنود هناك، ولكنه يشكل عقابا قاسيا لكل السكان المدنيين.

واضاف ، "ان الجيش يفكر في توسيع العملية للوصول الى البلدة القديمة وازقتها في حي القصبة، وهو ما سيلزم ارسال مئات الجنود الى هناك، والذريعة ان نابلس مدينة خطيرة، واذا لا تستطيع اسرائيل وقف الانتفاضة فيها، فعلى الاقل ستمنع تصدير العمليات منها "على حد قولهم.

وبطبيعة الحال، وفي لحظة قرر جيش الاحتلال ذلك، فإن النتيجة معروفة منذ الان، وهي اصابة اكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين والاطفال بالرصاص، ولربما اعتقال عدد من نشطاء الانتفاضة، ولكن هذا لا يبرر هجوما عسكريا على مدينة مكتظة بالسكان.

وفي الختام، يبدو ان رئيس اركان جيش الاحتلال الجديد جابي اشكنازي، والذي يلعب الان دور "المهرج" امام السياسيين الاسرائيليين اللذين يصفقون له استحسانا، لم يجد سوى نابلس ليبدأ حملاته العسكرية بها ، مع انه يعرف ان نابلس لن تخضع له، كما لم تخضع لاي جنرال احتلها، منذ موشيه ديان عام 1967 وحتى سلفه دان حلوتس الذي يكتب مذكراته الان.

والسبب الحقيقي لاجتياح نابلس يبدو انه افشال اتفاق مكة، فبعد ان فشلت اسرائيل في اقناع العرب وفرنسا وروسيا ودول اخرى في مقاطعة حكومة الوحدة القادمة، اوصت حكومة اولمرت "الولد المطيع" جابي اشكنازي في تحريك جيشه لاستفزاز المقاومة التي سترد بالعمليات فيقع الهجوم الاسرائلي على الحكومة القادمة.

والامر لا يبدو غريبا حتى على الصحافيين الاسرائيليين ، فقد بدأ مسؤول الديسك العربي في التلفزيون الاسرائيلي- القناة العاشرة- تقريره حول نابلس تحت عنوان " بين نابلس وموسكو"، وقد ربط بين الهجوم الاسرائيلي العسكري على مدينة نابلس وبين استقبال موسكو للسيد حالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.