غزة- أكثر من 10 آلاف خرّيج محتجزة شهاداتهم حتى تسديد الرسوم الجامعية
نشر بتاريخ: 05/12/2012 ( آخر تحديث: 05/12/2012 الساعة: 20:51 )
غزة - تقرير معا - سنوات كثيرة مضت منذ طفولتهم وهو يجتهدون في مركب أرهقهم بطول المسافات التي قطعوها.. أملا منهم في الوصول إلى بر أمان يحميهم ويأمن لهم مستقبلا زاهرا ويوفر لهم حياة كريمة ويساعدهم على مواجهة الحياة بمتطلباتها الصعبة.
أكثر من 10 آلاف خريج وخريجة من قطاع غزة مستقبلهم عالق في شهادات تخرج رفضت جامعاتهم منحهم إياها، لتوصل لهم جملة واحدة:" ادفعوا ما هو متراكم عليكم من رسوم ومستحقات لتحصلوا على شهادتكم"، ولكن أوضاعهم الاقتصادية والمالية الصعبة تمنعهم من ذلك ليبقى سوق العمل أمامهم مغلق.
دعاء الرملاوي خريجة من الجامعة الإسلامية بغزة رغم أنها كانت طالبة متميزة وتخرجت بتقدير امتياز وبمعدل 90 % من تخصص تربية لغة انجليزية، كانت تأمل في الحصول على وظيفة فور تخرجها حتى تستطيع مساعدة أسرتها في متطلباتهم الاقتصادية لكن المعاناة بدأت فور التخرج.
الرملاوي أوضحت لمراسلة معا أن فرص عمل كثيرة ضاعت عليها لأن الجامعة ترفض إعطائها شهادة التخرج والتي من خلالها تستطيع التقدم لوظيفة، لأنها كحال الأسر الفلسطينية الأخرى لا تستطيع دفع المبالغ المتبقية عليها من الرسوم، مبينة أن لديها إخوة آخرين يدرسون في الجامعة وبالتالي العبء كبير على أسرتها.
|196894|
وبينت الرملاوي أنه نظراً لأنها متفوقة في دراستها كانت تحصل على منحة تعفيها من دفع نصف الرسوم لتكمل النصف المتبقي بقرض تُقرضه الجامعة أو وزارة التربية والتعليم العالي لها، مبينة أن المطلوب منها الآن تسديد هذه القروض والتي تصل لأكثر من 650 دينار حتى تنال شهادتها وتتوجه لسوق العمل.
وأضافت:" حاولت العمل في العديد من المؤسسات والمراكز التعليمية ولكن لا أحد يقبل ذلك في ظل عدم توفر ما يثبت تخرجي من الجامعة".
وأكدت الرملاوي على ضرورة أن تجد وزارة التربية والتعليم والجامعات بغزة حلول تمكن الطلبة من الحصول على شهاداتهم, داعية إلى تخفيض الرسوم الجامعية حتى يتمكن الطلبة من دفعها وحتى لا تتراكم عليهم الرسوم ويصلون إلى حالها الذي وصلت إليه.
آلاء طه خريجة من جامعة الأزهر بغزة بينت لـ معا حاجتها للعمل حتى تستطيع مساعدة أسرتها المكونة من 9 أشخاص لا أحد يعمل فيهم.
وقالت :" أنا درست آداب لغة انجليزية وهذا تخصص مطلوب في قطاع غزة، ولكن حتى هذه اللحظة كثير من الفرص ضاعت ولم استطع الحصول عليها بسبب حجز شهادتي الجامعية من قبل جامعتي إلى أن أقوم بتسديد كل الرسوم السابقة بالإضافة إلى رسوم التخرج".
وطالبت طه الجامعات بضرورة تخفيض الرسوم الجامعية بشكل عام وتخفيض المبالغ المالية المستحقة على الخريجين أو إعفائهم بشكل كامل حتى يحصلوا على شهاداتهم، مطالبة بضرورة تفعيل دور البحث الاجتماعي الميداني للاطلاع على أحوال الأسر وإعفاء الطلبة الذين تتطلب ظروفهم ذلك.
سميح مليحة رئيس قسم الخدمات الطلابية في وزارة التربية والتعليم العالي بالحكومة المقالة أكد لـ معا أن الوزارة طالبت الجامعات بعدم رفع الرسوم الجامعية والذي يشكل عبء على الطلبة وأسرهم، مشيراً إلى ضرورة أن تعمل الجامعة على مراعاة الحالات الاجتماعية والتي تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة.
|196895|
ودعا مليحة الطلبة الذين يعانون من تلك المشكلة التوجه لشؤون الطلبة في الوزارة لإمكانية مساعدتهم أو إيجاد حلول تمكنهم من الحصول على شهادتهم.
وفيما يخص قرض التربية والتعليم العالي، أشار إلى إمكانية وضع حل ليتمكن الطالب من اخذ شهادته، وذلك بأن يأتي بكفيل يكفله لتقسيط القرض لمدة سنة، مبيناً أن الطالب يكون قد حصل على عمل خلال تلك الفترة ما يعني قدرته على التسديد.
وقال:" يجب على الطلبة التوجه للمؤسسات والشركات لمساعدتهم في الحصول على فرصة عمل، مبيناً أن أعداد الخريجين في تزايد مستمر في ظل عدم وجود فرص، وأن الوزارة تقوم حالياً بالتواصل مع الدول الخارجية من أجل استيعاب الخريجين الفلسطينيين وتشغيلهم.
نبيل دياب ممثل عن القطاع الشبابي في شبكة المنظمات الأهلية أكد خلال ورشة عمل عقدتها الشبكة بغزة للدعوة لفك شهادات الخريجين الجامعيين المحجوزة شهاداتهم لعدم تمكنهم من دفع الرسوم على ضرورة أن يكون هناك اجتماع موحد لمجلس تشريعي موحد حتى يتم من خلاله سن قوانين ومنها قانون متعلق بدعم الطالب الجامعي مطالباً بتفعيل صندوق دعم الطالب الجامعي في قطاع غزة.
يذكر أنه في إحصائية لعام 2012 أظهرت أن 5051 خريج وخريجة من جامعة الأقصى , و 3794 من جامعة الأزهر, و1938 من الجامعة الإسلامية , و1110 من جامعة الأقصى محجوزة شهاداتهم لعدم دفعهم الرسوم والمستحقات المتبقية عليهم للجامعة.