الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإحصاء الفلسطيني واليونيسف يعقدان ورشة عمل مشتركة

نشر بتاريخ: 06/12/2012 ( آخر تحديث: 06/12/2012 الساعة: 16:32 )
رام لله- معا - افتتحت علا عوض رئيس الإحصاء الفلسطيني، ورشة العمل للإعلان عن إطلاق تقرير المسح العنقودي متعدد المؤشرات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، "MICS4"، وذلك في قاعة فندق كروان بلازا بالعاصمة اللبنانية "بيروت" بحضور آنا ماريا ممثلة اليونيسيف في لبنان، واشرف دبور، سفير دولة فلسطين بالجمهورية اللبنانية، وممثلين عن اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية، وممثلين عن الجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان، وممثلين عن ومنظمات الامم المتحدة والمنظمات الدولية في بيروت وممثلي وسائل الاعلام المختلفة.

وأشارت عوض،أن الإعلان عن هذا التقرير يعتبر ثمرة تعاون وشراكة بين الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ومنظمة الامم المتحدة للطفولة واليونيسيف بلبنان، للوقوف على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات وتجمعات اللجوء في لبنان.

ونوهت عوض أن من صلب مهام الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ووفق قانون الإحصاءات العامة لعام 2000 جمع البيانات الإحصائية حول الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، وفي هذا الإطار يعمل الإحصاء الفلسطيني بأقصى طاقاته ومنذ نشأته على توفير البيانات الإحصائية الدقيقة والموثوقة حول الواقع السكاني والاجتماعي والاقتصادي والبيئي للفلسطينيين، وذلك وفق أحدث الطرق العلمية، بهدف إتاحتها لصانعي القرار وراسمي السياسات لتمكينهم من دراسة الواقع ورسم السياسات الملائمة للنهوض بالواقع الفلسطيني في شتى المجالات.

وأضاف رئيس الإحصاء الفلسطيني، أنه من هذا المنطلق، وبالتعاون والتنسيق مع اليونيسيف نفذ الإحصاء الفلسطيني في العام 2011 المسح العنقودي الرابع متعدد المؤشرات MICS-4، ويعتبر هذا المسح أول مسح إحصائي ينفذ في لبنان بإشراف فني مباشر من قبل الإحصاء الفلسطيني، وتحت مظلة التعاون والشراكة الحقيقية بين الاحصاء الفلسطيني وإدارة الاحصاء المركزي اللبناني، وقد نفذ المسح على عينة بلغت 5200 أسرة تمثل السكان الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات في لبنان، وموزعة جغرافياً على خمس مناطق جغرافية هي بيروت وصيدا وصور والبقاع وطرابلس، كما تم تنفيذ جميع مراحل هذا المسح حسب المعايير التي وضعتها اليونيسيف، وقد استطعنا بجهود وتعاون الطواقم الفنية والإدارية في كل من الجهاز واليونيسيف من تنفيذه بنجاح.

وأكدت عوض أن هذا المسح يعتبر من المسوح النوعية والهامة التي ينفذها الإحصاء الفلسطيني، وقد هدف إلى تحديث قواعد البيانات المتوفرة، بما يُمكن من متابعة ومراقبة التقدم الحاصل على مؤشرات التنمية الألفية .MDG's وتنبع أهمية هذا المسح من كونه وفر أطراً حديثة للسكان والمنشآت تمكن من تنفيذ مسوح متخصصة خلال السنوات القادمة، إضافة الى توفيره مؤشرات إحصائية حول الواقع الديمغرافي والاجتماعي والاقتصادي والبيئي الذي يعيشه الفلسطينيون في المخيمات والتجمعات في لبنان.

كما وفر هذا المسح عددا من البيانات الاحصائية حول الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية والتي من أهمها، التوزيع الجغرافي للفلسطينيين في المخيمات، والجنس وفئات العمر، ونسبة من هم غير مسجلين بالأنروا وإدارة شؤون اللاجئين اللبنانية، ومستويات الخصوبة للمرأة الفلسطينية وأنماطها، مستويات الوفيات، ووفيات الأطفال والأطفال الرضع، الأوضاع الزواجية، والأوضاع التعليمية من حيث نسب التسرب والأمية والانتظام بالدراسة والحالة التعليمة للسكان، والتركيب المهني والاقتصادي لقوة العمل، ظروف السكن والإسكان، وكذلك الظروف البيئية في المخيمات والتجمعات من حيث مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء، والخصائص الديمغرافية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان.

وتقدم رئيس الإحصاء الفلسطيني، بالشكر والتقدير الى كافة الجهات التي اسهمت في نجاح هذا المشروع، ولا سيما مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في لبنان، على الدعم الفني والمادي الذي قدمته لتنفيذ هذا المسح، و سفارة دولة فلسطين في لبنان ولكافة اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية وللمؤسسات الأهلية على مساهمتها بإمكانياتها اللوجستية المتوفرة في إنجاح هذا المسح، وكذلك إدارة الاحصاء المركزي اللبناني على دعمهم وتعاونهم ومساندتهم، ولكافة الاسر الفلسطينية في المخيمات الفلسطينية على تجاوبها وتعاونها مع الباحثين الميدانيين والمشرفين مما كان له الاثر الكبير في إنجاح هذا المسح.

وكذلك لطواقم العمل من باحثين ومشرفين ومدققين ومدراء مناطق ومدخلي بيانات على جهودهم وتفانيهم في العمل، والطواقم الفنية والإدارية في كل من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني واليونيسف، ومركز الإحصاء والمصادر الطبيعية في دمشق على جهودهم الكبيرة في تنفيذ هذا المسح.

وبدورها أكدت السيدة آنا ماريا ممثلة اليونيسف في لبنان أنه لم يكن ممكنا هذا الجهد الضخم أن يتبلور في وقت قياسي من دون التزام شريكنا الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ومن دون عمل موظفيه الدؤوب. إن هذا المسح العنقودي متعددة المؤشرات يرسم صورة واضحة لواقع الأطفال الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات في لبنان. وأضافت، نحن نجتمع هنا اليوم على يقين أن نتائج هذا المسح يمثل تحديات المستقبل العديدة، واختتمت السيدة ماريا كلمتها بالقول "إن أمثلة كثيرة تؤكد لنا من جديد أنه من الواجب تقديم كل جهد ممكن، وكل السبل والموارد الممكنة لتخفيف بعض الأعباء الحقيقية التي تواجه الأطفال الفلسطينيين في لبنان حتى يتمكنوا التطلع إلى المستقبل بكل عزم وتفاؤل.

وجاءت ابرز النتائج الرئيسية لتقرير المسح العنقودي متعدد المؤشرات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، MICS4، على النحو الاتي، المجتمع الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية عام 2011 مجتمعا فتيا، فقد بلغت نسبة الأفراد دون سن الثامنة عشرة 38%، وبلغت نسبة كبار السن 6%، كما بلغ حجم الأسرة حوالي 4.4 فردا، تتوزع الاسر الفلسطينية حسب جنس رب الأسرة إلى 82% رب الأسرة ذكراً، مقابل 18% رب الأسرة أنثى.

وقد بينت النتائج ان نسبة الأطفال دون الخامسة والذين يعانون من قصر القامة المعتدل قد بلغت 13%، وبلغت نسبة قصر القامة الشديد 5%، أي أن طولهم بالنسبة لعمرهم يعتبر قليلا وعادة يعبر هذا المؤشر عن حدوث نقص تغذوي في الآونة الاخيرة، وتشير النتائج ان طفلا من بين كل 20 طفلا يعاني من الهزال/النحافة حوالي 5% ويعبر أيضا عن سوء التغذية المزمن، بينما يعاني 5% من نقص الوزن والذي يعبر عن سوء التغذية الحاد. يتضح من النتائج أن أطفال منطقة صور يعانون أكثر من نظرائهم في باقي المناطق من سوء التغذية، فنجد أن 22% منهم يعانون من قصر القامة المعتدل، 10% يعانون من قصر القامة الشديد، ويعاني أيضا 9% من أطفال مخيمات وتجمعات صور من نقص الوزن المعتدل، و7% من نقص الوزن الشديد.

وأظهرت النتائج أن 6% من الأطفال دون الخامسة يشتبه إصابتهم بالتهاب الرئة خلال الأسبوعين السابقين للمسح. 70% من الأطفال المشتبه إصابتهم بالتهاب الرئة قد تلقوا العلاج بالمضادات الحيوية.

وتشير النتائج أن مصدر المياه المحسن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان قد بلغ نسبته 72%، وهذه النسبة لا تعني بالضرورة انه مصدر مياه آمنة. تشير النتائج أن 90% من الأسر التي تستخدم مصدرا غير محسن لا تقوم بأي طريقة لمعالجة المياه، بينما تلجأ 7% من الأسر إلى استخدام الفلتر، ونسبة 1% إضافة الكلور للمياه. توضح النتائج أن غالبية الأسر في المخيمات والتجمعات الفلسطينية تستخدم مرافق صرف صحي محسنة.

وتبين النتائج أنّ مؤشر تكافؤ فرص التعليم بين الفتيات والفتيان بالنسبة إلى المدارس الابتدائية (تساوي فرص التعليم بين الذكور والأناث ) قد بلغ 1.02، ممّا يُشير إلى عدم وجود فرق في انتظام الفتيات عن انتظام الفتيان في المدارس الابتدائية. بَيْدَ أنّ المؤشر يرتفع إلى رقم .381 بالنسبة إلى التعليم الثانوي لصالح الاناث.

وتشير بيانات عمالة الأطفال أن 7% من الأطفال في الفئة العمرية 5- 14 سنة يصنفون أنهم منخرطون بعمالة الأطفال، وتشير البيانات إلى وجود فروق في انخراط الأطفال بالعمالة تبعا للخصائص الخلفية، فنجد أن 9% من الأطفال الذكور مصنفين ضمن عمالة الأطفال مقارنة مع 6% للأطفال الإناث.

أما بخصوص الرضا عن مجالات الحياة المختلفة، لوحظ أن أدنى نسبة رضا، كان الرضا عن البيئة ومحيط السكن، فقد عبرت 73% من النساء عن رضاهن عن بيئة السكن ومحيطه، بينت النتائج أن 47% من النساء 15- 24 سنة قد اجبن أن حياتهن قد تحسنت بشكل أفضل خلال السنة الماضية، بينما عبرت 74% أنهن يتوقعن تحسن حياتهن في العام القادم مقارنة بالوضع الحالي.

وتشير البيانات أن نسبة 35% من النساء في الفئة العمرية من 15 - 49 سنة تمارس التدخين حاليا أو سبق لهن التدخين لأي نوع من انواع التبغ.

وتخلل الورشة عدة فعاليات ولا سيما عرض فيلم وثائقي حول تنفيذ المسح، وكذلك التعقيب على نتائج التقرير من طرف د. مروان خواجا، الخبير الديموغرافي الفلسطيني الذي يعمل في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا "الاسكوا"، حيث اشاد بإنجاز التقرير وبالجودة العالية التي تتصف بها بيانات ونتائج التقرير، كما اشاد بهذا الانجاز للاحصاء الفلسطيني، لتنفيذه مثل هذا النوع من المسوح في المخيمات الفلسطينية في لبنان وهذا ان دل على شيء يدل على الخبره العالية التي يتميز بها الاحصاء الفلسطيني وكوادره المختلفة.