الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما وراء زيارة ملك الاردن الى رام الله ؟

نشر بتاريخ: 06/12/2012 ( آخر تحديث: 07/12/2012 الساعة: 08:14 )
بيت لحم - تقرير معا - أكد محللون سياسيون ومسؤولون اردنيون وفلسطينيون على اهمية زيارة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى مدينة رام الله، معتبرين ذلك تأكيدا على التعاون الاستراتيجي الاردني -الفلسطيني الذي انطلق اواسط الثمانينات.

وكان ملك الاردن قد زار ظهر اليوم الخميس مدينة رام الله في زيارة استمرت ثلاث ساعات التقى خلالها الرئيس محمود عباس بحثا التعاون المشترك، في أول زيارة لزعيم عربي بعد حصول فلسطين على صفة دولة "مراقب" في الامم المتحدة.

واجمع المحللون على ان الزيارة تأتي في مجال التعامل الاردني مع الدولة الفلسطينية التي حصلت على اعتراف بصفة مراقب يوم التاسع والعشرين من الشهر الماضي.

وقال د.صالح القلاب وزير الاعلام الأردني السابق ان زيارة الملك عبد الله فلسطين يعتبر بحد ذاته رسالة الى الشعب الفلسطيني ان الشعب الاردني يقف معه الى حين حصوله على دولته المستقلة العضو في الجمعية العامة في الامم المتحدة والتي لها وجودها بين دول العالم على قدم المساواة.

وأضاف القلاب الذي كان يتحدث الى غرفة تحرير معا عبر الهاتف من عمان "ان الملك ذهب الى رام الله كموقف للملك نفسه وموقف الشعب الاردني، وبالنسبة للأردن هذا هو فهم جلالته ان الاقرب للأردن هو الشعب الفلسطيني ونحن الاقرب اليه وان القدس وعمان في دائرة واحدة".

وأشار القلاب الى ان هذه الزيارة ليست الاولى التي يقوم بها العاهل الاردني حيث سبقها زيارات وهي تأتي تأكيدا على ان الشعب الفلسطيني العظيم بكفاحه ونضاله ايضا يجسد ارادة الامة العربية، وان الانتصار الذي تحقق في الامم المتحدة يعتبر انتصارا للأمة العربية.

وقال القلاب "ان الملك ذهب الى رام الله ليقول للشعب الفلسطيني اننا في الاردن الى جانبه وسنواصل دعمه وهذا واجب علينا الى ان يصل الى حقوقه الثابتة بإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف".

وشدد القلاب لـ معا على ان الشعب الفلسطيني أكد انه يتمسك بوطنه وان لا وطن له إلا هذا الوطن -فلسطين، مؤكدا ان ما يسمى بـ الوطن البديل ليس إلا اختراع المفلسين وهو اكذوبة اخترعتها مجموعة هامشية مفلسة تريد من هذا الطرح الاساءة الى العلاقات بين الاشقاء الفلسطينيين والأردنيين.

وأكد القلاب على ان هذه الزيارة ليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بما يسمى بالوطن البديل، مشددا في الوقت ذاته ان الزيارة لم تتطرق بتاتا لما اثير حول عودة الضفة الغربية الى الضفة الشرقية مؤكدا ان هذا الطرح لم نسمعه الا من بعض الناس الخارجين عن دائرة المسؤولية.

وأكد ان اعتراف الامم المتحدة بصفة مراقب تأكيدا على احقية الشعب الفلسطيني بأرضه، والملك ذهب الى رام الله ليقول لفلسطين ان الاردن معكم والى جانبكم في استكمال هذا الانتصار بانتزاع دولتكم المستقلة التي هي ليست منًة من أي احد بل هي نتيجة كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله وشهدائه.

من جانبه رأى د. عبد الله عبد الله رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي أن زيارة العاهل الاردني لفلسطين هي تكريس للإستراتيجية التي خطها الملك الراحل حسين بن طلال منذ اواسط الثمانينات بالتنسيق الاستراتيجي والتشاور المشترك في شأن تقدم القضية الفلسطينية القائم على اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 نظرا للعلاقة المميزة بين الاردن وفلسطين تراثيا واجتماعيا وتاريخيا واقتصاديا ووطنيا.

وأكد عبد الله الذي كان يتحدث لـ معا من رام الله، ان التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة وانتصار فلسطين وضع حدا والى الابد لكل ما كانت تروج له الجهات الاسرائيلية بما يسمى بـ "الوطن البديل".

وقال ان هذا القرار أكد على حق الشعب الفلسطيني بدولة فلسطينية بالرغم من ان الشعبين الشقيقين الفلسطيني والأردني مترابطين الا انهما متمايزين كل في جغرافيته.

وأضاف عبد الله انه بعد حسم الامر في الامم المتحدة جاءت زيارة العاهل الاردني لوضع ملامح المرحلة المقبلة في نفس خط التنسيق الاستراتيجي والتشاور المشترك المستمر بما فيه مصلحة البلدين.

وقال عبد الله: الان نحن بحاجة الى الاتفاق على استراتيجية جديدة على ضوء المتغير الجديد للواقع الفلسطيني في المرحلة القادمة.

من جانبه اكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل ان الزيارة التي جاءت بعد قرار الامم المتحدة لتؤكد على استعداد الاردن للتعامل مع قرار الامم المتحدة باعتبار ان فلسطين دولة الى حين قيامها فعليا.

وأشار عوكل الذي كان يتحدث لـ معا من قطاع غزة ان قرار الامم المتحدة يريح الاردن كثيرا خصوصا ان اسرائيل كانت طوال الوقت تعمل على مخططات ما يسمى بـ الوطن البديل للفلسطينيين.

ولفت عوكل الى ان الاردن له مصلحة حقيقية بقيام دولة فلسطينية، والزيارة تعتبر شكل من اشكال التعبير عن الفرح والتأييد والدعم الاردني للسلطة الفلسطينية باعتبارها دولة.