الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس: سنكون الآن أكثر تصميما على تعديل بروتوكول باريس الاقتصادي

نشر بتاريخ: 07/12/2012 ( آخر تحديث: 07/12/2012 الساعة: 18:47 )
رام الله - معا - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إن القيادة ستكون الآن أكثر تصميما على تعديل بروتوكول باريس الاقتصادي، بما يعطينا حقوقنا المهدورة.

وأضاف الرئيس أن 'بروتوكول باريس من الاتفاقات الجانبية، ويمكن أن نرى فيه بعض البنود التي تحتاج إلى تبديل وتعديل، ودرس هذا الأمر وكدنا أن نذهب إلى المطالبة بالتعديل، ولكن الآن سنكون أكثر تصميما على تعديل هذا البروتوكول بما يعطينا الحقوق المهدورة'.

وحول الموقف من الدول التي صوتت ضد فلسطين في الأمم المتحدة، قال الرئيس في مقابلة أجراها مع تلفزيون فلسطين ونقلتها وكالة الانباء الرسمية، من صوت معنا هو صديقنا، ومن صوت ضدنا فهو صديقنا أيضا، وقلنا لهم ذلك، نحن لن نعلن الحرب على أحد، ونستطيع أن نجد مبررا أن سياستك وسيادتك تملي عليك أن تأخذ هذا القرار ولك مطلق الحرية، ومن اعترض لن نقاطعه بل سندخل في حوار معه، لأنه لم تنته طلباتنا ولا نضالنا، ويمكن أن يتغيروا غدا.

وفيما يتعلق بالإجراءات التي ستتخذ للوصول إلى محكمة الجنايات الدولية بخصوص الاستيطان الذي يعتبر وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني جريمة حرب، قال الرئيس إن كل شيء قابل للبحث، وإن القيادة ستتوجه في البداية لمجلس الأمن، وأنها في تشاور مع سفيرنا في الأمم المتحدة من أجل أن يلتقي أمين عام الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن.

وأضاف، 'سنرى ما هي الإجراءات التي يمكن أن تحصل، وعلى ضوء ذلك، إذا صدر قرار من مجلس الأمن وأدان الاستيطان وأوقفه فهذا جيد، وإذا استمرت إسرائيل بهذا المشروع ولم نجد حلا فأمامنا طرق، ولا نريد أن نستبق الأحداث'.

وجدد الرئيس رفضه للدولة ذات الحدود المؤقتة، وقال: 'نحن قبرنا هذا المشروع منذ عشر سنوات، عندما ظهر رفضناه، لأنه حل بكل المقاييس غير مقبول، وسنتصدى له بكل ما لدينا من قوة، هذا المشروع مرفوض، مرفوض، مرفوض'.

وفيما يلي نص المقابلة:
س: نريد أن نسألك محمود عباس المواطن الفلسطيني ابن فلسطين الذي يعشقها ويعشق ترابها، كيف عشت اللحظات الأولى عندما صدر القرار في الأمم المتحدة، وما هي المشاعر التي اختلجت صدركم وهم يعلنون القرار؟

ج: كنا متوترين للغاية لأننا لم نكن نعرف بالضبط ماذا ينتظرنا لأننا نعرف حجم الضغوط التي كانت على الآخرين من أجل أن لا يصوتوا أو يمتنعوا أو أن يتغيبوا، حساباتنا التقليدية التي أجريناها منذ أشهر طويلة من خلال الدبلوماسية الفلسطينية وزيارات القيادات الفلسطينية المكثفة التي حصلت مؤخرا لكل دول العالم متواضعة، 'لكن في الوقت نفسه تكون حسابات البيدر ما بتيجي على حسابات القصر'، حيث كنا متوترين ومرتعبين جدا وننتظر لحظة بلحظة ما هي النتيجة التي يمكن أن نحصل عليها، في نفس الوقت جاءت النتيجة أكثر بقليل مما تخيلنا، بمعنى إننا لم نكن نتوقع 138 صوتا، أقصى حد كان يمكن أن يصل إلى 125 أو130 صوتا، لم نكن نتوقع أن تكون المعارضة فقط 9 أصوات والباقي محايد.

كانت لحظات شعرنا إننا لأول مرة منذ فترة طويلة حققنا شيئا للشعب الفلسطيني، ما هو هذا الشيء؟، هو أنه أصبح له دولة لها حدود محددة، صحيح لا زلنا تحت الاحتلال، لكن هذه الأرض والحدود أصبحت معروفة لأننا كنا نعاني من قضية في منتهى الأهمية، وهي أن إسرائيل لا تنظر إلى الأراضي المحتلة عام 1967على أنها محتلة، بل تنظر إليها على أنها أرض مختلف عليها، أي أنها في سباق مع الزمن تستطيع أن تبني وتقضم ما تريد وأن تضم ما تريد وإذا وصل الأمر إلى المفاوضات، تفاوض على ما تبقى.

الآن أصبحت القضية واضحة حسب اتفاقية جنيف الرابعة، هذه أرض دولة محتلة لا يحق للمحتل أن يغير طابعها الجغرافي والديمغرافي، وأن يرسل مواطنيه ليعيشوا فيها، هذه البداية هي التي تدخل البهجة في قلب الشعب الفلسطيني، بلا شك هذا جهد ناس كثيرين، يعني لا نقول إن الرئيس هو الذي كان يروح ويجيء ويصمم، حقيقة كل القيادة شاركت في هذا العمل، ليس فقط بالتصويت والكلام، بل شاركت بالفعل حيث ذهبت البعثات وأجرينا اتصالات، فيما كان أداء السفارات الفلسطينية مميزا، بالذات سفارتنا في نيويورك كانت مبدعة، وبالتالي هذا الجهد جاء بحصيلة جيدة جدا، اعتقد أن علينا كلنا أن نفخر بها وهي جهد الشعب الفلسطيني من شهداء وجرحى وأسرى، والقيادات التي ضحت، كل هذا نستطيع أن نلخصه الآن ببداية الطريق وهي الدولة المراقب في الأمم المتحدة.

كنا نحلم أن نحصل على دولة كاملة العضوية وقد بذلنا جهدا لكن اصطدمنا بالفيتو وبشيء آخر وهو أننا لم نتحصل على العدد الذي يؤهلنا لأن ندخل إلى مجلس الأمن، لكن هذا الطلب ما زال قائما، وبالتالي يمكن في المستقبل أن نطالب به.

في عام 1988 أعلنا في المنفى دولة فلسطينية على حدود 1967، الآن الشعب معروف، الحدود معروفة، القيادة معروفة، إذا لم يبق إلا أن يخرج هذا الاحتلال ونبني هذه الدولة.

س: هناك أكثر من تساؤل حول تأثير هذه المكانة على مجريات الحياة اليومية للشعب الفلسطيني، قبل، هل اقفل الباب على دولة بحدود مؤقتة، ويقفل الباب على من تبناها، حل الدولتين الآن مهدد بالاستيطان وأخرها مشروع (E1) ، إنقاذ حل الدولتين من ناحية، وهل اقفل الباب أيضا على الطروحات الأخرى.

ج: لو بقيت الأمور كما هي فإن حل الدولتين على أرض الواقع غير موجود، وإذا لاحظتم أن شبابا رفعوا شعار الدولة الواحدة، وظهرت يافطات في رام الله وغيرها تطالب بذلك، وهذا دليل على اليأس وعدم وجود أمل، الآن عندما يكون عندك قرار دولي بأن هذه الأرض كلها محتلة أصبح هناك أمل بأن الاستيطان من البداية إلى النهاية غير شرعي، وهذا يدعمنا في الأمم المتحدة والشرعية الدولية، هذا جانب.

أما الجانب الآخر، الدولة ذات الحدود المؤقتة نحن قبرنا هذا المشروع منذ عشر سنوات، عندما ظهر رفضناه، لأنه حل بكل المقاييس غير مقبول، يعطينا جزءا من الضفة الغربية وهدنة طويلة الأمد، وطريق إلى القدس، وأن ننسى بقية القضايا، كاللاجئين وغيرها، لكن هناك أناس يفكرون فيها، وفي أناس تناقش فيها، لا نستطيع أن نقول إن هؤلاء مسؤولون أو يتحملون مسؤولية، أو أنهم قادرون على أن يفعلوا شيئا، لكن في كلام، وهذا ما يزعجنا، أنه توجد لقاءات واتصالات مع جهات إسرائيلية، يوجد جهات في إسرائيل مهيأة لبحث هذا الموضوع، ويلتقون.

س: ولكنه لم يكن سراً؟
ج: في البداية كان علانية والآن أصبح سريا، نحن بالطبع نتصدى له بكل ما لدينا من قوة، هذا المشروع مرفوض، مرفوض، مرفوض.

وهو نفي منذ بداياته، ولكن من الناحية القانونية الدولية هو نفي بالكامل، لماذا؟، لأنه ما هي الأرض المحتلة التي احتلت عام 1967، هذا الكلام لا ينسجم مع الطرح الذي يقول نعطي 60 % من الضفة، وطريق إلى القدس مش القدس، للصلاة، وهدنة 10- 15 سنة حتى ننهي الاستيطان في الأرض الفلسطينية، هذا ما عاد موجودا، وأعتقد أنه يجب أن يحارب على كافة المستويات السياسية، والإعلامية، والوطنية، في كل مكان، وأن ينبذ من عقل كل فلسطيني.

س: الكونغرس هدد بالعقوبات قبل الذهاب وبعد الذهاب، وإسرائيل نفذت مشروع استيطان ( E 1) ووقف التحويلات الضريبية، سيادتك قلت في أكثر من مناسبة من نيويورك حتى وصلت فلسطين بان التحديات القادمة ستكون كبيرة وكثيرة، وان ساعة العمل قد دقت الآن، ما حجم التحديات وما هو المطلوب سياسيا رسميا وشعبيا، وحتى على الفرد نفسه؟

ج: استعملت تعبيرا قلت فيه إنه انتهى الجهاد الأصغر، وبدأ الجهاد الأكبر، وحين قلتها في السابق اعتقد الإسرائيليون إننا سنستعمل السلاح، لكن أن نصل إلى هذه النقطة هذا هو الجهاد الأصغر، أما الجهاد الأكبر فهو أمرين، الأول ماذا علينا أن نعمل لنجسد هذا القرار؟ أنت أصبحت دولة، عضو غير عضو أمر آخر، ولكننا أصبحنا دولة، ماذا عليك أن تفعل من الورقة التي عليك أن تروسها إلى التعامل مع الناس؟، وكذلك التعامل مع كثير من المؤسسات الدولية، وكيفية التعامل مع القنصليات والبوليس الدولي، كيف تتعامل معه؟، وجوازات السفر وغيرها، وهذه قضية ليست سهلة، لذلك شكلنا لها لجنة بالأمس من 12 أخ، ولكن ليس هم الذين سيبحثون لأنها تحتاج إلى خبراء قانون دولي وفي مختلف القوانين الدبلوماسية وغيرها لنعرف ماذا يمكن أن نعمل؟.

وهذا جانب لا يمكن أن نستهين به، نقول خلصنا ونعيد، حصلنا على ما نريد وخلص، وهناك أمر نبهت إليه كثيرا وهو أن نتعرض لضغوطات كثيرة ومرعبة، بمعنى حصار ووقف مساعدات وزيادة استيطان، كل هذا شرح، لأنه إذا أردت أن تأخذ قرارا بأي شيء يجب أن تشرح سلبياته وإيجابياته، نحن ذاهبون لنأخذ قرار يسمينا دولة، ماذا في المقابل، هناك كذا وكذا وكذا، فهل تتحمل هذه النتائج؟، هل يمكن أن نواجهها؟، هل يمكن أن نعرف أن هذا سيصيبنا بكثير من الضغط والإرهاب، فهل سنتحمله؟، القيادة قالت سنتحمل، لذلك مضينا في قرارنا، ولو كانت القيادة قالت إننا لا نستطيع أن نتحمل، سيقطعون الرواتب ويقطعون كذا، كنت وقفت، إنما الأمور كلها كانت واضحة، والحيثيات كانت واضحة والأسباب والمسببات كانت واضحة، ونعلم أنه ستكون هناك خطوات سواء من الكونغرس أو الحكومة الإسرائيلية، الآن ننتظر ماذا يمكن أن يحصل، لم يمض أكثر من أسبوع على القرار، إسرائيل أعلنت، فسنرى هل هناك جدية، فإذا كان هناك جدية فهذا خط أحمر، خاصة بالنسبة للاستيطان بشكل عام، ومن ثم أقول بالنسبة لمشروع، فالاستيطان بشكل عام واستمراره هذا غير مقبول، ومشروع (E 1) هذا خطير جدا لكونه استيطان بالدرجة الأولى، وثانيا كونه يقسم الضفة الغربية.

عند ذلك، عندنا ما نقوله في الوقت المناسب، الكونغرس يريد أن يقطع المساعدات، أيضا عندنا ما يمكن أن نقول، لا تفكروا أنه يمكن أن أعلن الحرب على أميركا، ولكن على الأقل الآن عندنا أجوبة واضحة لأننا أصبحنا دولة، أميركا لم تصوت معنا لكنها ملتزمة، وإسرائيل لم تصوت ولكنها يجب أن تلتزم لأنه قرار بالأغلبية، بالمناسبة بأغلبية الثلثين وليس النصف زائد واحد، 6 أصوات تقريبا زيادة عن الثلثين، المهم لأنه في المستقبل إذا أردنا أن نقدم إلى مجلس الأمن فسيعيدها إلى الجمعية العامة لتحصل على الثلثين ونحن بالفعل حصلنا عليها.

بقى أن ينام الفيتو، وهذه الأشياء محسوبة ونوقشت مع الكل، ولم اخف شيئا لأنها قضية مصيرية، لأني بصراحة 'مش شغلتي' أجيب مصايب للشعب الفلسطيني، لكن لا يوجد شيء كله 'منيح' أو كله 'عاطل'، فيجب أن يتوازن وتتكل على الله، والأمور حتى الآن تسير بشكل جيد وان شاء الله بتكمل.

س: بروتوكول باريس ما مصيره، أنت قلت عقب اجتماعك مع العاهل الأردني في عمان، إن برتوكول باريس لم يلغ وإنما سنبني عليه، الشارع الفلسطيني يسأل أيضا عن برتوكول باريس يريد أن يعدله حتى ينصفه لأنه غير منصف بحقه سواء في التعاملات التجارية ووضع الاقتصاد بشكل كامل، هل في البال ذلك، هل ستعدل اتفاق أوسلو، هل ستعدل بروتوكول باريس والآن نحن دولة تحت الاحتلال؟

ج: اتفاق أوسلو لا حاجة لتعديله لأنه اتفاق مرحلي انتقالي يقول إن السلطة تدخل تأخذ بعض الأشياء ومن ثم تناقش القضايا الست للوصول إلى حل، واتفق إذا تذكرون أن الحل النهائي يجب أن يأتي خلال 3 سنوات، وقبل أن تنتهي الثلاث سنوات قتل رابين، وجاء نتنياهو، وهو بالأساس يعترض على الاتفاق نفسه، نحن ملتزمون باتفاق أوسلو وبنتائجه، لكن باستثناء الأشهر الثمانية وهي الوضع النهائي، لم نبحث معهم هذه القضايا وكأنهم ينكرونها، لذلك أوسلو موجودة والتي تقول بعد 3 سنوات يجب أن نصل إلى اتفاق نهائي.

يبقى بروتوكول باريس الاقتصادي هو من الاتفاقات الجانبية، يمكن أن نرى فيه بعض البنود التي تحتاج إلى تبديل وتعديل، ودرس هذا الأمر وكدنا أن نذهب إلى المطالبة بالتعديل، لكن الآن سنكون أكثر تصميما على تعديل هذا البروتوكول بما يعطينا الحقوق المهدورة التي لنا.

س: هناك خطوات اتخذتموها في اجتماع القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بالمشروع الاستيطاني، والخط الأحمر الذي وصفت به مشروع (E1)، تحديدا هذه القضية، الآن ونحن دولة بالإمكان الذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية بعد التوقيع على اتفاقية روما، وتفضلتم بالحديث في مناسبات عديدة بأنه عندما يعتدا علينا، الآن الاعتداء حدث، ما هي الإجراءات التي اتخذتموها للوصول إلى محكمة الجنايات الدولية والاستيطان يعتبر وفق القانون الدولي الإنساني جريمة حرب؟

ج: الآن كل شيء قابل للبحث، ففي السابق كنا ممنوعين، وبصراحة، من الذهاب لأي مكان، الآن مسموح أن نذهب لكل مكان، لكن بداية نحن نقول لمجلس الأمن ارتكبوا هذه الجريمة، واليوم نحن في تشاور مع سفيرنا في الأمم المتحدة من أجل أن يلتقي أمين عام الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن ونرى ما هي الإجراءات التي يمكن أن تحصل، وعلى ضوء ذلك، إذا صدر قرار من مجلس الأمن وأدان الاستيطان وأوقفه فهذا جيد، وإذا استمرت إسرائيل بهذا المشروع ولم نجد حلا فأمامنا طرق، ولا نريد أن نستبق الأحداث، ولنفكر بهدوء وكل شيء في أوانه 'حلو'.

س: وحول الموقف من الدول التي صوتت ضد فلسطين في الأمم المتحدة، ومن الأحزاب في بعض الدول التي حثت حكوماتها على الاعتراف بدولة فلسطين

ج: من صوت معنا هو صديقنا، ومن صوت ضدنا فهو صديقنا أيضا، وقلنا لهم ذلك، نحن لن نعلن الحرب على أحد، ونستطيع أن نجد مبررا أن سياستك وسيادتك تملي عليك أن تأخذ هذا القرار ولك مطلق الحرية، ومن اعترض لن نقاطعه بل سندخل في حوار معه، لأنه لم تنته طلباتنا ولا نضالنا، يمكن غدا أن يتغيروا، وكثير من الدول كانت سترفض، وكانت متأرجحة، مثل ألمانيا وبريطانيا، 41 دولة، كانوا متأرجحين، واجبنا أن نكسب كل واحد، وأن نتعامل مع الجميع بمنتهى المهنية، نعم أميركا قالت لا، لكن علاقاتنا يجب أن تبقى معها، وكندا كذلك، ولا يجوز أن نقطع الصلة، ولكن نقول لهم أخطأتم ونتمنى ألا يستمر هذا الخطأ، وكثير من الدول كانت مواقفها غير وتغيرت وتبدلت بالحوار، وهناك رئيس وزراء دولة اتصل بي قبل التصويت بساعتين أو ثلاث، وناقشني نقاشا مريرا، فقلت له خذ الموقف الذي تريده، فقال لي سنسمع الخطاب ومن ثم نصوت، فأجبته أنه بين الخطاب والتصويت دقيقتين أو ثلاث، فلا يوجد وقت معك، وبعد نصف ساعة أبلغني أنه موافق، لا يوجد في السياسة أبيض أو أسود، بل خذ وأعطِ، أيا كان الذي يقابلك تستطيع بما لديك من حق تدافع عنه وبما لديك من قدرة على الدفاع عن هذا الحق، بأسلوب ما، وشيء من السياسة الدبلوماسية، فالناس تتغير.

س: نتيناهو وصف سيادتك بأنك تقوم بخطوات أحادية الجانب، وانك من أدرت الظهر للمفاوضات ؟
ج: يوجد عندنا اتفاق في عام 1995، الناس تنساه أحيانا، فكل مجند ضدنا أو كل مجند ليقنعنا أو المجند ليثنينا عن رغبتنا يقول عملا أحادي الجانب، هناك اتفاق بيني وبين الإسرائيليين يقول إن على كلا الطرفين أن يمتنعا عن الأعمال أحادية الطرف التي من شانها أن تجحف بنتائج مفاوضات المرحلة النهائية، فالاستيطان ماذا يكون؟، وهذا أولا، وثانيا لماذا أخرت أنا كل هذا الوقت؟، على أمل تحدث مفاوضات لكن لم يحدث، على أمل أن نتكلم مع بعض ولم يحدث شيء، ماذا نعمل، هو مستمر بعمل أحادي، وأنا أقول 'طول بالك' وبالعافية ذهبنا إلى مجلس الأمن، والجميع يقول هذا عمل أحادي، لماذا هذا عمل أحادي وذلك ليس عمل أحادي، ماذا أعمل، شخص من المفاوضين قال لي أعمل تجميد وقف، قلت له أنا موافق هل يمكن أن تقول له أن يجمد ضدي، يتوقف عن أعماله، نحتاج إلى شيء من العدالة ولذلك سيد نتنياهو إذا يعتبر هذا عمل أحادي، يعتبر ذلك ماذا حقه، أرضه، لا حقه وأرضه، هذا عمل أحادي ضد أراض كانت تسمى أراض متنازع عليها، والآن أصبحت أراضي دولة محتلة.

س: أفاد جدل طويل في دول عدم الانحياز وشرعية التمثيل أثاراه إيران، في العام الماضي عندما توجهتم لمجلس الأمن إيران نظمت مؤتمرا أطلقت عليه مؤتمر الدفاع عن القدس، خرج خامئني فيه، وقال إن توجهكم لمجلس الأمن يعد خيانة بحق القضية الفلسطينية، تفاجأنا بتصويت إيران مع الدول لصالح القرار في الأمم المتحدة، ما الذي تغير في العلاقة مع إيران بهذه الفترة؟

ج: يعني لا أدري إن كانت الزيارة التي قمت فيها، أو المشاركة في قمة عدم الانحياز أثرت أم لم تؤثر لا أدري، لكن ربما أثرت، إنما الرد على الكلام أنا لم أسمعه، لكن نفترض أن كلامك صحيح، أين أذهب لماذا خيانة، أين أذهب إن لم أذهب لمجلس الأمن، لا أدري كيف تفسيرهم، إنما حدث لقاء بيني وبين السيد أحمدي نجاد وكان لقاء أكثر من صريح، من قصة دعوة السيد هنية، التي رفضناها رفضا قاطعا، إلى بعض الأمور التي يمكن تسميتها ملامح العلاقة الثنائية، ليس العلاقة الثنائية لأنها خفيفة، فيمكن أنه لذلك السبب.

شيء آخر إيران أين ستصوت فهي ملتزمة بالمبادرة العربية للسلام، هي دولة إسلامية والمفروض أن تصوت معنا، تريد أن تصوت غير ذلك تصنف نفسها مع الضد لا يمكن، والموقف المنطقي والعقلاني أن يصوتوا معنا ويقفوا معنا، خاصة أننا كسلطة فلسطينية لسنا معادين لإيران، لنا سفارة في إيران، ولا مبرر أن لا يصوتوا أو يقولوا أن هذا عمل خيانة.

إن حدود الـ67 كل الفصائل الفلسطينية موافقة عليها، وإذا أريد أن أتذكر الاجتماعات في القاهرة وآخرها في شهر شباط اتفقنا على أربع نقاط أعلنها خالد مشعل وليس أنا، متفقون على دولة على أراضي 67، النقطة الثانية من خلال المفاوضات، النقطة الثالثة: المقاومة السلمية والشعبية. النقطة الرابعة: من أجل المصالحة انتخابات حرة ونزيهة للمجلس الوطني والتشريعي والرئاسي.

ومن يقول أني تنازلت غير صحيح لم أتنازل، أخذت محصلة الموقف الفلسطيني، الآن إذا عدنا 25 عاما للوراء عام 1988 المجلس الوطني الفلسطيني بكامل أعضائه الذين كانوا في ذلك الوقت 700 شخص، وافق على ما يلي: الانسحاب من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 67 وإقامة الدولة الفلسطينية عليها، هو رأي وأنا موافق عليه وأحد دعاته ومن دفع باتجاهه، وهو قرار سواء في 1988 أو 2011 أو 2012، لا أحد يمكنه القول محمود عباس أخذنا إلى حدود 67، وشعارات المقاومة والممانعة، لا توجد لا نكذب على بعض، أين المقاومة والممانعة، كان من عام 2007 هدنة بين حماس وإسرائيل على أساس 6 أشهر، وحماس رفضت أن تمددها فحصل العدوان في 2008، والكل من أول يوم طلبوا بهدنة، وطالب الإخوان بغزة بهدنة وأنا كذلك كنت أطالب بهدنة، من عام 2009 لليوم عدد كبير من الصواريخ نزل، أنا أبرئ حماس منها ولا أحمل حماس، وكانت حماس أحيانا تضرب من يضرب وتعتقل، صارت الأحداث الأخيرة، سببها ليس حماس من اعتدى على الجيب الإسرائيلي ليس حماس، إسرائيل ردت بمقتل الجعبري وكان ما كان، والآن ما هو الاتفاق الذي وصلنا إليه، وأنا معهم لا أزاود على أحد، كل سنتين ثلاث نأكل ضرب ومذابح وتدمير أنا لا أقبل به، تهدئة ونقطة.

نحن متفقون على المقاومة الشعبية السلمية، إذا هنية عنده رأي آخر نحن غير موافقين، وهذا نقض للاتفاق فيما بيننا في القاهرة، وإذا كانت قصة حرتقات داخلية أنا لا دعوة لي، لكن نحن متفقين على كلمة واحدة فقط، تبدأ الانتخابات في الوقت الذي يبدأ الناس التسجيل، نشكل حكومة من المستقلين من التكنوقراط، ولن أقبل أن يكون فيها واحد من أي تنظيم، لأنهم عندما بدؤوا يبحثون بشكل غير رسمي على الحكومة، أصبح كل تنظيم أن يقدم سبعة وعشرة، قلت لا تنظيمات لا فتح ولا حماس ولا جهاد ولا شعبية ولا أي أحد، والشرط الوحيد يبقى هو الانتخابات المتفقين عليه، يضعون أي شروط أخرى هم لا يريدون المصالحة.

نحن متفقون عليه، أولا انتخابات المجلس التشريعي والرئاسية، وبعد ذلك تأتي كل المراحل، التهرب من الالتزامات لن أقبل به، إذا لم يكن هناك انتخابات تشريعية ورئاسية لا توجد مصالحة، ولا يعني ذلك أنني ضد المصالحة، أنا أقول إذا رفضوا ما تم الاتفاق عليه، الآن يريدون التغيير لا مجال عندي للتغيير، ولا أريد فتح ملفات لماذا يريد ولماذا لا يريد لا علاقة لي، نحن متفقون على ذلك، تريد أن تبطل أن من يتحمل المسؤولية، وأنت من لا يريد الوحدة الوطنية، والآن الوحدة الوطنية أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، نقول للعالم عندنا دولة هذه أرضا الضفة الغربية وغزة والقدس، وأصبحنا عضو في الأمم المتحدة ورافعين العلم هناك وأخذنا الكرسي للأمم المتحدة، وبعد ذلك إذا لم يكن وحدة تبقى القضية مثلومة يعني مكسورة.

س: هل يمكن أن تنشغل مصر عن المصالحة بسبب الأوضاع الداخلية؟
ج: الظاهر لنا حتى الآن الحديث مع المصريين ومع الرئيس مرسي قبل التصويت بيوم اتصل فينا، وقال نحن جاهزون ننتظركم من أجل المصالحة، أنا ليس لي علاقة بما يجري في مصر، هو من يقدر أنه يستوعب ما يحدث أو لا يستوعب، وعندما تقول لنا مصر أهلا وسهلا سنذهب ونتكلم، وبالأمس اتصل معي وزير المخابرات لنفس الغرض وقلنا له نحن جاهزون، لا علاقة لي بما يحدث في مصر هذا شأن مصري.

لا مبادرات جديدة لدي من أجل المصالحة، ولن أقبل مبادرات جديدة، ولا استعداد لدي أن أسمع كلمة جديدة، يوجد انتخابات أو لا يوجد.

س: وقف العائدات الضريبية من قبل إسرائيل، وشبكة الأمان العربية؟

ج: في العدوان طلبنا قمة عربية طارئة، لكن يبدو أن الوقت صعب أن يجتمع العربي الآن، العادية كانت صعبة عليهم أن يعقدوها في بغداد وكانت قد عقدت، وحول شبكة الأمان صرحوا أننا مستعدون أن نؤمن شبكة أمان إذا حصل حصار، فحصل الحصار، ولا بد من توفير الشبكة، وهذا ما سنراه خلال يومين أو ثلاثة، هل الكلام سيطبق أم لا، يجب أن نحسب كل الحسابات، لا نبني حساباتنا على أوهام أو حسابات غير دقيقة.

هناك دول مقرر أن تدفع ولم تدفع من 40 عاما، لأنهم كرماء.

نحن حاسبين كل شيء، ومتوقعين كل شيء، ولم نوعد الناس بالورود والرفاهية إذا ذهبنا، بل قلنا قد يحدث واحد واثنين، أصلا 'بلاش' نروح على الأمم المتحدة علينا حصار، هناك الكثير من المقصرين، 'بلاش' نروح على الأمم المتحدة، ما يحدث نعالجه.

س: مبادرة السلام وخارطة الطريق أين؟

ج: هذه هي الشرعية الدولية، نحن ذاهبون لنحصل على دولة على حدود 67، هناك 6 قضايا يجب أن نبحثها تفضلوا على الطاولة، يوجد قضايا لا يريدون طرحها على الطاولة وهذا مستحيل، كل القضايا يجب أن تبحث وبالاتفاق.

بالنسبة للمبادرة العربية، بعض الدول قالوا نتيجة اليأس لها 10 سنوات يريدون أن يسحبوها، وقلت لهم ماذا ستفعلون بعدها، هناك 3 حلول أما سلم، إما حرب، أو لا حرب ولا سلم، تقدرون على الحرب نحن معكم، لا حرب ولا سلم لا نقبل، يبقى السلم، وضعنا المبادرة لتبقى على الطاولة ماذا ستخسرون إن لم يرد عليها الطرف الآخر، أحد الأسباب الرئيسية التي لم يلتفت العالم لها أن العرب لم يسوقوها، لم أسمع أحدا من الأشقاء جلس مع رئيس أو وزير أو أمير لدينا مبادرة عربية تقول كذا كذا، وأوجدوها لنية طيبة فعلا من الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأعتقد وأنا معه أننا نريد أن نحصل على السلام، بمعنى انسحبوا واحصلوا على اعتراف من الدول الإسلامية، منذ عام 2002 إلى الآن كل مؤتمر كنا نؤكد عليها ويتم الموافقة، ومنذ عامين بدؤوا يتململون ويهددون بسحبها، إذا سحبتوها لا يوجد سلام هل تريدون حرب، قالوا لا تفهمونا خطأ، إذا أردتم حرب نحن خلفكم وليس أمامكم، قالوا لا تفهمونا خطأ، إذا لا حرب ولا سلام نبقى قاعدين لا معلقة ولا مطلقة، تبقى قصة السلام فلتبق على الطاولة. وسمعت في الآونة الأخيرة مرة أخرى يريدون سحبها.

س: بعدما أقدمت عليه إسرائيل من العدوان والتصريحات ضد الرئيس، هل ستعود إسرائيل بعد الانتخابات لخط السلام؟

ج: أريد أن نعود إلى حيث انتهينا مع أولمرت، لكن الدول التي تحترم نفسها وأفترض أن إسرائيل تحترم نفسها، تتفق عل شيء مع حكومة تسقط حكومة يسقط الشيء، لا يوجد دولة في الدنيا حتى في الثورات ثورة لينين ثورة الخميني، أول قرار يخرج، نحن نحترم اتفاقاتنا، طيب نحن عملنا اتفاقات 'بلاش' تفاهمات، تلغى كلها، هذا لا يجوز بأي حال من الأحوال.
وحول موضوع التهديدات كانت قبل الانتخابات خاصة من ليبرمان، هل أنا بعيد عنك تستطيع عمل ما تريد ليست صعبة عليه، 'لكن بدون الحكي البلطجي'، ماذا عملت لك أنا، ماذا عملت ضدك، أنا أقول أريد حقي والسلام والعدل وأن أعيش معك، لا لا أنت شخص لست آدمي، كل ما زعلوا منا يحجزوا أموال الضرائب، هذه أموالنا وتأخذ عليها نسبة لتجميعها 3%، هل هذا منطقي، أتفهم ألا تعطيني أموالا أو لا تقرضني، لكن هذه أموال شعبنا وأنت تجنيها لنا وتأخذ نسبة منها، والآن توقفها وتأخذها كلها.

س: حول إعادة تطوير مؤسسات منظمة التحرير بعد الدولة؟؟
ج: منظمة التحرير هي أحد المواضيع الأساسية على برنامجنا في المصالحة، لكن نبدأ بالانتخابات للسلطة ثم ننتقل إلى قضايا منظمة التحرير وتفعيلها، ومشاركة جميع الأطراف فيها وغيره، هناك أشخاص يقولون نبدأ أولا بالمنظمة، نحن بحاجة أن نجدد أولا الشرعية للسلطة، للرئيس تجديد شرعية الانتخابات كل 4 سنين وأنا هنا منذ 7 سنوات، والمجلس التشريعي بعدها ننتهي ننتقل للمنظمة.

س: مؤتمر حركة فتح المقبل أين؟:
ج: سيكون هنا بلا أدنى شك، حاربنا طويلا للمؤتمر السادس كثير أشخاص طالبوا أن يكون في الخارج، عندنا وطننا قبل ذلك كان صعبا، لكن الآن لا، والمؤتمر السابع سيكون أيضا هنا لكن لم يتم بحث متى، لم يتم الاتفاق بعد، من قبل اللجنة المركزية، مرة أرادوا مجلس عام، وأخرى مؤتمر، وهنالك فرق المجلس العام يناقش قضية واحدة فقط، المؤتمر يناقش كل شيء، وعليه أن يمضي 5 سنوات وليس 4 سنوات.

س: الجماهير خرجت لدعمكم، هل ستترشحون من جديد؟
ج: الموضوع ليس تلبية رغبة الجماهير أو عدم تلبيتها، وليس له علاقة بعبارة 'أرحل أو نريدك'، القضية هي أنني لا أريد، لأنني اكتفي بهذا، وإذا حدثت انتخابات يمكن لأي شخص أن يرشح نفسه، وخروج جماهير شعبنا لدعمي هي فعلا ثقة اعتز بها، وفرصة جميلة جدا للقاء شعبي، لكن هذا ليس له علاقة بالانتخابات.