يوسف أبو صفية:إسرائيل ستغادر القطاع جثة هامدة وستدع 1.6 مليون طن من الركام بينها مادة مسرطنة
نشر بتاريخ: 08/08/2005 ( آخر تحديث: 08/08/2005 الساعة: 16:51 )
غزة-في لقاء خاص لــــــ - معـــــــا - حذر رئيس سلطة جودة البيئة د. يوسف أبو صفية من نتائج تفجير منازل المستوطنات الإسرائيلية التي ستدع مخلفات من مادة الاسبست المسرطنة حيث سيبلغ حجم الركام الناجم عن تفجير هذه المنازل 1,6 مليون طن ، في الوقت الذي ستترك فيه إسرائيل قطاع غزة جثة هامدة بعد أن استنزفت كل مياهه ولوثت الهواء والتربة والغطاء النباتي، ما يفضي عن تلوث كبير يصل إلى المواطن الفلسطيني، محذراً المواطنين من التدافع للمستوطنات التي ستخليها قوات الاحتلال.
وقال في لقاء خاص لـــ معا أن إسرائيل عمدت خلال احتلالها للأرض الفلسطينية وقبل ذلك أيضاً إلى تصدير الموارد الطبيعية الفلسطينية، وهي لم تستطع تدميرها فعمدت وبشكل واضح إلى استنزافها، وقال انه على سبيل المثال سعت على تدمير الثروة المائية في الأراضي الفلسطينية عن طريق استنزافها وسرقتها بسلسلة من الآبار التي حفرتها على حدود قطاع غزة، ومن ثم قامت بشفطها كلها، كما لوثت الآبار الجوفية عن طريق دفن النفايات وسكب المياه العادمة في الآبار والبحار والأرض.
وقال:" يتضح لنا جلياً السياسة التدميرية الممنهجة لمصادر الطبيعة الفلسطينية ونلاحظ ان إسرائيل لم تقم بأي مشروع منذ عام 1994 للتخلص من النفايات السامة والمياه العادمة".
وعلى صعيد التربة أشار أبو صفية أن قوات الاحتلال تقوم حتى هذه الأيام بسرقة التربة الفلسطينية وتلويثها بالنفايات أو المياه العادمة.
وحول مطالبة الجانب الفلسطيني لأي مساعدات دولية أو أوروبية لإنهاء هذه الآثار الكارثية، قال أبو صفية" ان السلطة الوطنية طلبت مساعدة من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذي أصدر بدوره قرار من الأمم المتحدة يقر بإعادة تأهيل القطاع بيئياً، الأمر الذي يدفع السلطة للقيام بعملية تقييم للوضع البيئي بعد الانسحاب وتحسينه، موضحاً أن الأمم المتحدة سترسل فريقاً متكاملاً ليساعد في عملية التقييم وسيعقد دورة تدريبية لفريق مكون من 30 خبيراً بيئياً من الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة ثلاث أيام في الأردن، بحيث يتمكن هؤلاء الخبراء من عملية تقييم بيئي سريعة للمناطق التي سيتم منها الانسحاب الإسرائيلي وذلك لمدة أسبوعين.
وعن الاتفاق على هدم المنازل في المستوطنات والمخلفات الناجمة عنه وأثرها في زيادة التلوث البيئي، قال أبو صفية:" نحن لا نعلم آلية تدميرهم لهذه المنازل بالضبط ولكن أياً كانت الطريقة فالضرر بالغ" مؤكداً على أن وزيرالبيئة الإسرائيلي رفض استقبال ملفات المستوطنات وطلب من الحكومة عدم تدمير هذه المنازل وتركها للجانب الفلسطيني لتولي أمرها، معترفاً بوجود كميات كبيرة من الإسبست الذي يصبح أليافاً تدمر رئتي الإنسان إذا ما استنشقها او دخلت جسمه عن طريق التربة لكون أن هذه المادة ثبت انها تسبب مرض السرطان".
وفي معرض إجابته عن مستقبل وادي غزة، الذي جففته إسرائيل وحولت مساره إلى داخل الخط الأخضر أبدى الوزير تفاؤلاً وقال :" أتوقع أن يكون مستقبل الوادي بعد زوال الاحتلال من قطاع غزة زاهرا جداً ، حيث ستشرع السلطة بتنفيذ مشروع الوادي الكبير من خلال إنشاء محطة المعالجة المركزية وبانتهاء هذه المحطة سيتوقف تدفق المياه العادمة إلى الوادي وسيستقبل فقط مياه معالجة أو مياه أمطار، وسيتحول الوادي بعد ذلك إلى منطقة سياحية بشرط أن تزال كل التعديات التي حدثت على حرم الوادي من قبل المواطنين.
وحذر أبو صفية المواطنين من التوجه إلى المناطق التي ستخليها قوات الاحتلال قائلاً:" مطلوب منهم وبشدة عدم الاندفاع بشكل عشوائي نحو المستوطنات قبل التأكد من سلامة المنطقة بيئياً وأمنياً المر الذي سيكفل بالضرورة سلامتهم".