الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بدعم مليون يورو- افتتاح مدرسة صفد في بلدة سعير شمال الخليل

نشر بتاريخ: 09/12/2012 ( آخر تحديث: 09/12/2012 الساعة: 20:37 )
الخليل- معا - افتتحت وزارة التربية والتعليم في مديرية شمال الخليل في بلدة سعير مدرسة صفد الأساسية للبنين، بتمويل ألماني بلغ مليون يورو لخدمة ما يزيد عن 650 طالبا.

تم ذلك بحضور وزيرة التربية والتعليم لميس العلمي ومديرة التعاون الالماني اوتا هوف، ومحافظ الخليل كامل حميد، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، ومدير تربية شمال الخليل بسام طهبوب، ورئيس بلدية سعير د. كايد جرادات، ورؤساء البلديات والمجالس القروية وشخصيات دبلوماسية المانية وممثلين عن المؤسسات الاهلية والشريكة وحشد من الأسرة التربوية.

من جانبها، تقدمت الوزيرة العلمي بالتهنئة والمباركة للشعب الفلسطيني لانتصار قيادته ممثلة بالرئيس محمود عباس في أروقة الأمم المتحدة بنيل الاعتراف الدولي بفلسطين دولة مراقب في الأمم المتحدة والذي حمل رسالة مُبشرة لملايين الفلسطينيين من أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

وأكدت العلمي على ان ما يقوم به الاحتلال من ممارسات تستهدف العملية التعليمية برمتها من تقطيع أواصر هذا الوطن وعزل القدس الشريف عن باقي المدن الفلسطينية وإقامة الحواجز لن يثني همة هذا الشعب عن مواصلة مسيرة التحرر الوطني الشامل.

ولفتت العلمي ان افتتاح هذه المدرسة، والتي جاءت ضمن الخطة الخمسية لوزارة التربية والتعليم في مجال الأبنية المدرسية، شيدت بتبرع سخي من الحكومة الألمانية الشقيقة بكلفة مليون يورو تقريبا،ً وهي مكونة من (16) غرفة صفية عدا الغرف التخصصية والإدارية بمساحة إجمالية (2530) م2 إن هذه المدرسة تمثل نموذجاً للمدارس الصديقة للأطفال والمدارس الجاذبة للطلبة من خلال البيئة المدرسية والإمكانيات المتاحة.

وأشارت العلمي الى اهتمام الوزارة ومنذ يومها الأول بالتوسع الكمي والنوعي، فهي من جانب تولي توفير البنية التحتية للتعليم اهتماماً خاصاً، حيث تعمل على بناء المدارس وزيادة عدد الصفوف المدرسية للتغلب على الاكتظاظ الصفي والدوام المسائي، بالإضافة الى المختبرات بكافة أنواعها والمكتبات، مشددة في الوقت ذاته على الحرص الذي توليه الوزارة في المناطق المهمشة والمتضررة بفعل الجدار الفاصل ومناطق "ج" والقدس.

وأعربت الوزيرة عن شكرها الجزيل للحكومة الألمانية وشعبها الصديق على دعم بناء هذه المدرسة كذلك للمحافظ حميد على ما يقدمه من دعم متواصل لقطاع التربية والتعليم ولرئيس البلدية وأعضائها وأهالي البلدة ولأسرة التربية والتعليم على جهودهم العظيمة.

وأوضحت العلمي أن الوزارة تعمل بالشراكة مع الدول المانحة ومؤسسات المجتمع المحلي تعمل على تأمين الأبنية المدرسية المناسبة وإنهاء العمل بنظام الفترتين واستبدال الأبنية غير المناسبة، مبينة انه في شمال الخليل ومنذ تأسيس المديرية في العام 2007 تم إنشاء (21) مدرسة حديثة منها (9) مدارس من خلال الوزارة و (12) مدرسة من خلال المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية كما تم إضافة (15) غرفة صفية من خلال الوزارة و (45) غرفة صفية من المجتمع المحلي.

بدوره نقل المحافظ حميد تحيات الرئيس ابو مازن لاهالي بلدة سعير وللمشاركين من طاقم الوزارة وممثلي الحكومة الالمانية، مشيداً بموقف المانيا الداعم لشعبنا الفلسطيني خاصة في ميدان البنية التحتية والمشاريع التنموية.

ودعا حميد الى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة خاصة المانيا كونها عانت من ويلات الحروب والظلم والاضطهاد خلال التاريخ الحديث، وانها تعتبر نموذجاً يحتذى به من أجل تحقيق التطور خاصة في مجال التربية والتعليم والمعرفة الانسانية.

وقدم حميد التهاني لاهالي البلدة خاصة ولشعبنا عامة على حصول فلسطين على عضو مراقب في الامم المتحدة الذي يبرهن على توجه القيادة الحكيم والتفاف جماهير شعبنا من اجل انتزاع الحقوق المشروعة، منوهاً في الوقت ذاته على سلاح التعليم ودوره في تحرير الشعوب وخلاصها من الاحتلال والاستبداد.

من جهتها، نوهت هوف الى ان تشييد هذه المدرسة جاء في اطار الشراكة الفاعلة ما بين الحكومة الالمانية والسلطة الوطنية ممثلة بوزارة التربية، تأكيداً على روح التعاون المشترك وتقديس مكانة التعليم ودور العلم في المجتمع الفلسطيني، لافتة الى اهمية المعرفة في خلق جسور متينة من التفاهم والثقة والتسامح الانساني ونبذ كافة اشكال اليأس والتطرف والجهل.

واشارت هوف الى المشاريع التنموية التي قدمتها بلادها للشعب الفلسطيني خاصة في مجال بناء المدارس وتحسين التعليم والنظام التربوي في الضفة والقطاع، لافتة الى ان هذه الانجازات تبرهن على الحرص الكبير الذي توليه المانيا في سبيل فتح آفاق امام الشباب الفلسطيني وتعزيز الشراكة مع مؤسسات فلسطين والاهتمام بالتعليم باعتباره افضل هدية للطلبة والطالبات الفلسطينيين كونه يعد من اقوى السبل لتحقيق الاستقرار والتطور المنشود.

من جانبه، أشار زكي الى بناء هذا الصرح العلمي يليق بتضحيات ابناء بلدة سعير واصرارهم الدائم على الحرية والخلاص من الاحتلال ومجابهة كافة مخططاته وممارساته القمعية عبر تمسكهم بخيار التعليم والتعلم الذي يعد ركيزة صلبة لخلق التنمية والتطور.

كما اشاد زكي بالانجازات التي حققتها المانيا على صعيد التكنولوجيا والابحاث والصناعات والعلوم وجهود مؤسساتها الفاعلة التي وظفت امكاناتها لتعزيز الركائز التطويرية في العديد من بلدان العالم، مشدداً على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية ولجم ممارسات الاحتلال ومستوطنيه وتأكيد الثبات والصمود على ارض الواقع والسعي الدؤوب من أجل تحقيق السلام العادل.

ولفت زكي الى الانتصار التي حققته القيادة في معركتها الدبلوماسية التي تكللت بالحصول على عضو مراقب في الامم المتحدة باعتباره ميلاداً مشرقاً على جبين تاريخ الشعب الفلسطيني.

من جانبه بين طهبوب أن هذه المدرسة تحتل المرتبة الحادية والعشرين من بين المدارس الجديدة منذ تأسيس المديرية في العام 2007، مؤكداً أن المديرية واستناداً إلى سياسات الوزارة وضعت نصب أعينها النهوض بالعملية التعليمية لتحسين كافة جوانبها خاصة البنى التحتية والتي من ضمنها توفير بما يسمى المدارس الجديدة.

وشكر طهبوب وزارة التربية وطواقمها العاملة خاصة الإدارة العامة للأبنية والمجتمع المحلي من بلدية وأهالي على مساهمتهم في بناء المدرسة عبر التبرع بقطعة الأرض التي أقيمت عليها المدرسة، مؤكداً على ضرورة المضي قدماً من اجل توفير التعليم لجميع الطلبة وضمان حقهم في نيل تعليم نوعي ومتميز اسوة بدول العالم.

وفي كلمته الترحيبية أعرب جرادات عن امتنانه للحكومة الالمانية على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني وتقديره للجهود التي بذلتها وزارة التربية وكافة طواقهما من اجل تتويج هذا الانجاز المتميز، مشدداً على اهمية التعليم في خدمة المجتمعات المدنية ورقيها في جميع المجالات.

وبين جرادات ان بناء هذه المدرسة يأتي في سياق توفير الاحتياجات لطلبة البلدة ورفدهم بالخبرات والمهارات وتعزيز روح الابداع والتميز من خلال الاستفادة من المكونات التي شملتها من مختبرات واجهزة وقاعات ومكتبة ومرافق حيوية.

وفي سياق متصل، زارت العلمي و حميد وزكي وطهبوب وجرادات والاسرة التربوية وغيرهم من وجهاء المنطقة والاهالي مدرسة الدوارة الاساسية للبنين والتي تم تشييدها في الاونة الاخيرة بمساهمة الاهالي وبدعم الماني وباشراف ومتابعة وزارة التربية، حيث اكد المشاركين في الجولة التفقدية على اهمية الاهتمام بالبنية التحتية وضمان وصول الطلبة الى المدارس وتعزيز روح التعاون ما بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المحلي من اجل تحسين نوعية التعليم وجودته وتحقيق المزيد من التقدم في كافة المحافل الدولية خاصة بعد الحصول على عضوية الدولة والمؤشرات التي تعكس تقدم فلسطين في الميادين التربوية العالمية عبر مشاركاتها في المسابقات والامتحانات والفعاليات التربوية.

وتضمن حفل الافتتاح تقديم العديد من الفقرات الفنية والتراثية الشعبية كان ابرزها الدبكة الشعبية التي قدمتها فرقة مدرسة بنات بني نعيم.