خلال مهرجان عونة 2012- فياض: نحتفل بالجائزة تخليدا لذكرى الشافي
نشر بتاريخ: 09/12/2012 ( آخر تحديث: 09/12/2012 الساعة: 18:15 )
رام الله- معا - حصلت اربع مبادرات تطوعية ومجتمعية على جائزة حيدر عبد الشافي للعمل التطوعي المتميز، وقيمتها المالية خمسة آلاف دولار تقاسمتها المبادرات الأربعة وهي: جمعية الشباب العرب (شبيبة بلدنا) حيفا، روضة مسافر يطا تستقبل أطفالها في خيمة، متحف المقتنيات والتراث الفلسطيني محمود يوسف الدكور- مخيم النيرب/ لبنان، و مركز شؤون المرأة في غزة.
جاء ذلك في المهرجان الوطني لتكريم المتطوعين الفلسطينيين "عونة 2012"، الذي أقيم برعاية ومشاركة رئيس الوزراء د. سلام فياض تحت شعار"لنحتفل بفلسطين، ولنبادر بالتطوع لخدمتها" في قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم، والذي نظمه منتدى "شارك" بالشراكة مع برنامج متطوعي الأمم المتحدة، وبتمويل من شركة باديكو القابضة بحضور عدد كبير من ممثلي المؤسسات الأهلية التطوعية وكوكبة من رواّد العمل التطوعي.
وكان رئيس الوزراء د. سلام فياض اطلق خلال المهرجان الوطني لتكريم المتطوعين الفلسطينيين عونه 2011 في جامعة النجاح، جائزة سنوية تخصص تحت عنوان "الاعمال التطوعية الأهم للعام ككل"، على أن تُطلق باسم د.حيدر عبد الشافي، تخليداً لذكرى هذا الرجل المناضل الكبير، والعنوان الأكبر للعمل التطوعي في فلسطين على مدار سنوات طويلة، بالتالي فقد اصدر مجلس الوزراء بتاريخ 13/11/2012 قراراً فحواه منح جائزة سنوية للعمل التطوعي بقيمة (5000) دولار سنوياً تمنح للأعمال التطوعية المتميزة .
واعتبر فياض هذا الحفل يمثلُ نموذجاً للوفاء للرواد والمتميزين في عطائهم، وقال: " نجتمعُ هنا اليوم، في غمرة نضالنا اليومي من أجل الوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية المُتمثلة في الخلاص من الاحتلال، ونيل الحرية والاستقلال، لنحتفل بنماذج فلسطينية خالصة الانتماء، ولنكرم من حموا ويحمون روح الشعب من الانكسار، ويصونون بعطائهم المتواصل الهوية والثقافة الفلسطينية، لا بل، وتاريخ شعبنا الحافل بنماذج العطاء والبذل من أجل فلسطين ومستقبل شعبنا المُشرق فيها".
وشدد على أن العمل التطوعي كان وما يزال جزءاً لا يتجزأ من تراث شعبنا وهويته الوطنية، بل وسداً منيعاً في مواجهة سياسات الاحتلال وممارساته في مصادرة سبل الحياة لشعبنا، والنهوض بمجتمعنا الفلسطينيّ على كافة الصعد الثقافية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما أنه أداة هامة لحماية نسيج هذا المجتمع وتماسكه، معتبرا أن إقرار جائزة باسم حيدر عبد الشافي الخالد بمسيرته الكفاحية وعطائه النبيل، جاء تخليداً لأعماله، ولنستلهم الدروس من مسيرة نضاله الوطنيّ والاجتماعيّ الحافلة بالعطاء.
واستعرض فياض محطاتٍ هامة من حياة حيدر عبد الشافي الغنية، مُشيراً إلى أن مسيرة كفاحه تُلخص مسيرة شعب كافح، ولا يزال يكافحُ، تحت راية المنظمة لاسترداد حقوقه كافةً، حيث تفانى بإخلاص من أجل ترسيخ دعائم العمل الإنساني المقاوم والبنّاء، وبادر إلى تأسيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطينيّ في قطاع غزة عام 1969، التي ساهمت في تلبية احتياجات أبناء شعبنا وقدمت الكثير من الخدمات النوعية لهم، كما لعبت دوراً رائداً في الحياة الاجتماعية والثقافية والوطنية في قطاع غزة، وشكّلت منارة للنهوض الوطني فيه.
وأشار إلى أن حيدر عبد الشافي أسس لجنة التوجيه الوطني، وكان عضواً في مجلس أمناء عدد من المؤسسات الأهلية والاجتماعية، منها الملتقى الفكري العربي، وجمعية المقاصد الخيرية وجامعة بيرزيت.
واعتبر فياض أن الطابع الشعبيّ والديموقراطيّ الأصيل الذي عبّرت عنه الانتفاضة الأولى، عكّس سمات حيدر عبد الشافي وإنسانيته وعمق التزامه بالديموقراطية والمشاركة الشعبية. وقد اختارته القيادة الفلسطينية، مع انطلاق عملية مدريد للسلام، رئيساً لوفد فلسطين لثقتها بأنه الأكفأ لصون التمثيل، قائلا: "كان حيدر عبد الشافي، بالفعل صمام الأمان الوطنيّ في عملية المفاوضات مع إسرائيل، كيف لا، وهو عضو مؤسس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحد أعمدتها".
وأكد رئيس الوزراء على أنه وفي هذه المرحلة الصعبة في تاريخ قضيتنا الوطنية، نحنُ أحوج ما نكون لاستنهاض قيم العمل التطوعي البنّاء والهادف الذي مثّله حيدر عبد الشافي وكافة الرواد الأوائل في مسيرة شعبنا. كما إننا بحاجة إلى استعادة الوحدة الوطنية والتي كان حيدر أحد أبرز دعاتها طوال حياته. وأشار فياض إلى أن حيدر عبد الشافي وهب حياته وكرسّها لتأسيس العديد من المؤسسات التطوعية وإرساء أسس العمل الإنسانيّ النوعيّ في فلسطين.
واستذكر رئيس الوزراء الأوائل من قادة وروّاد العمل التطوعي الذين بادروا إلى ترسيخ وتعزيز روح العمل التطوعيّ في بلادنا، فاستذكر فارس القدس فيصل الحسيني، ورمز صمود شعبنا في الجليل توفيق زيّاد، ووحيد الحمد الله ومها نصّار، وتوقف أمام ما مثّله المناضل د. فتحي عرفات، مؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني، دوماً بطواقمه ومستشفياته وعياداته من بلسم لجراح شعبنا في لبنان وسوريا والأردن وفي فلسطين، وما قدمته المُناضلات سميحة خليل وهند الحسيني ويُسرى البربري من خدماتٍ إنسانيةٍ جليلة لشعبنا، كما استذكر المُربي الكبير الدكتور غابي برامكي الذي رحل عنا قبل أسابيع، والذي شكّل منارةً للعمل التطوعيّ والنهوض بالتعليم في فلسطين.
وقال:" ونحن نُكرُمُ هؤلاء، فنحن في نفس الوقت، نقفُ أمام الدور الهام لمكانة مؤسسات ونشطاء وقادة العمل الأهليّ في فلسطين، والذي مثّل قاعدةً أساسيةً لتعزيز صمود شعبنا والنهوض بطاقاته في معركة البناء الديموقراطيّ والتحرر الوطنيّ.
والمبادرات التطوعية الفائزة بالجائزة هي:جمعية الشباب العرب (شبيبة بلدنا) حيفا بمبادرة مجموعة من الشابات والشبان الأكاديميين العرب بدأت فكرة تأسيس جمعية الشباب العرب- بلدنا عام 1999، لتنطلق من الحاجة لإيجاد إطار مدني- أهلي شبابي وطني مستقل داخل المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق الـ48. ومن ابرز حملات بلدنا حملة انا مش خادم لرفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي .
روضة مسافر يطا تستقبل أطفالها في خيمة حيث انطلقت فكرة المبادرة من طالبات الصف الثامن حين تذمّرت إحدى الطالبات من كثرة الأعباء الملقاة على عاتق أمها في مسافر يطا فرهنوا أنفسهن وبمساعدة أهالي االبلدة والطاقم التعليمي في المدرسة على إنشاء هذه الروضة. فعززت المبادرة روح التعاون بين الطالبات، وأظهرت قدرتهم على التحدي من أجل الوصول إلى الهدف رغم الصعاب التي واجهتهم، مما أعطى دافعا للمعلمات للتعاون معهم ومساعدتهم لشعورهن ان هناك مخرجات جيدة من عملية التعلم والتعليم على أرض الواقع من ناحية ومن ناحية تربوية وسياسية ووطنية ونفسية.
متحف المقتنيات والتراث الفلسطيني محمود يوسف الدكور- مخيم النيرب/ لبنان يزور المتحف العديد من الباحثين والطلبة والأجانب ويستقبلهم بابتسامته الفلسطينية المشعة يشرح لهم بدون كلل أو ملل عن كل ركن وزاوية تعود به بذكرياتها الى فلسطين وقريته قديتا.هو الأستاذ الفلسطينيي محمود يوسف دكور عمل مع الأنروا في مخيم النيرب، له عدد من المؤلفات الأدبية المنصبة بالتراث الفلسطيني مثل ” قديتا قصتنا“. أنهى عمله وتقاعد ليرصد مدخراته التي جمعها نتاج عمله سنوات طويلة لعمل وتأسيس متحف لأهم المقتنيات التي جاء بها اللاجئين الفلسطينين خلال هجرتهم القسرية إلى لبنان. المتحف فيه مقتنيات كأثواب وكتب وأواني ووثائق فلسطينية تراثية.
مركز شؤون المرأة في غزة مركز شؤون المرأة جمعية أهلية نسوية مستقلة غير ربحية تهدف إلى تمكين النساء الفلسطينيات ومناصرة حقوقهن من خلال برامج تنمية القدرات، والمعلومات والأبحاث والمناصرة انسجاماً وانطلاقا من مبادئ حقوق الانسان والتي تشمل التمكين والمشاركة ، والمساواة وعدم التمييز والمساءلة، وذلك لضمان العدالة والكرامة للنساء.