سليم الحصري يفتح قلبه لأول مرة للإعلام
نشر بتاريخ: 09/12/2012 ( آخر تحديث: 09/12/2012 الساعة: 18:03 )
*مهندس عمليات سرية رام الله سليم الحصري يفتح قلبه لأول مرة للإعلام
*العامل المشترك الأكبر(أورثوذكسي رام الله) : بداية الإصابة – وتفاقهما – والعودة
*المدرب جيم سيتفنس صاحب الفضل الأكبر في عشقي لكرة السلة
*الرياضة الفلسطينية بحاجة لطب رياضي يواكب تطورها
*لن أنسى وقفة عماد عكة وإدارة السرية معي في إصابتي
رام الله – معا - عمرو حنون - في التاسع والعشرين من مايو آيار عام 2011 ، كنت قد توجهت لمتابعة لقاء إبداع الدهيشة وسرية رام الله في صالة أبوعمار الشبابية بمدينة بيت لحم ، ضمن مباريات المربع الذهبي لدوري الدرجة الممتازة لكرة السلة ، وأثناء عودتي رفقة فريق السرية وجماهيره ، جلس بجانبي شاب يافع ، يرتدي نظارات طبية ، ولا أخفيكم أنه كان كثير الكلام ، لقد مرت الساعة والنصف من بيت لحم لرام الله دون أن يصمت ، وكان قد عرف عن نفسه بإسم سليم الحصري لاعب سابق ، وفي نهاية الحديث تبادلنا الأرقام الهاتفية عربوناً للصداقة .
وفي الأسبوع الموالي جرت المباراة الحاسمة بين الفريقين على صالة السرية ، وقد شاهدته يجلس بين مناصري الفريق ، وسألت أحد الأصدقاء المقربين ، من هذا ؟ فأجابني وبنبرة استنكار ، ألا تعرف سليم الحصري ؟ فقلت له لا ، فوقف وبدأ يخبرني عن الحصري ، وعن تاريخه وماضيه وقدراته ، وأهم ما قاله هو : أفضل متحكم بالكرة وصانع ألعاب في فلسطين سابقاً "قبل الإصابة" ، ومن هنا أدركت مدى حماسة الحصري في مشاهدة مباريات الكرة البرتقالية ، وتفاعله مع كل كرة، اذ أنها معشوقته الأولى .
|197316|
وبدأ الفضول يقتلني لمشاهدة الحصري يلعب مجدداً ، وتطورت الصداقة بيني وبينه ، وأصبحت أنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر ، وحصلت على وعد من الحصري تحديداً بأن يخبرني حصرياً قبيل أول لقاء ، لكنه أرسل لي رسالة شخصية قبيل ديربي رام الله مع الأورثوذكسي في الموسم الماضي يخبرني بأنه يلعب ، وفوت علي فرصة الانفراد بالخبر ، لكنه لعب تلك المباراة وجاءت اللحظة الحاسمة في الأول من نيسان أبريل ، ولكنها ليست كذبة نيسان ، وشاءت الصدف أن أكون جالساً بجانب ذات الشخص الذي حدثني عن الحصري سابقاً وهو بالمناسبة لاعب بيرزيت مصطفى ياسر ، فدخل الحصري بعد دقائق من بداية اللقاء ، ولقي تشجيعاً لم أراه مسبقاً في ملاعب كرة السلة الفلسطينية ، ومن قبل كافة الجماهير المتواجدة في صالة ماجد أسعد ، سواء من عشاق السرية أو الأورثوذكسي أو من المحايدين ، وهو ما جعل عيناه تغرورق بالدموع ، ومنذ دخوله لأرضية الملعب أكسب الفريق ثقة افتقدها على مدار موسمين خاصة في مركز صانع الألعاب .
واليوم ولأول مرة يفتح الحصري قلبه لوسيلة إعلامية ، ويخرج عن صمته ، ويوفي بوعده بأن أكون أول من يجري لقاء صحفياً معه بعد عودته لممارسة كرة السلة ، وخاصة في يوم انطلاق بطولة الشهداء الكرة السلة بنسختها ال32 (دورة الدولة و الانتصار) ، وهي البطولة المحببة والأكثر قرباً لقلب الحصري .
البطاقة الشخصية :
سليم نايف الحصري
صانع ألعاب
1/1/1985
البطولات والإنجازات
بطولة كأس فلسطين مرتين .
بطولة الشهداء لكرة السلة 4 مرات
متى بدأت ممارسة كرة السلة ؟
بدأت ممارسة كرة السلة في سن الثامنة من عمري وتحديداً في نادي سرية رام الله ، بحكم القرب من النادي والعلاقة الطيبة التي تجمع عائلتي بالنادي وأعضائه وإدارته ، ومن هنا بدأ تعلقي بالكرة البرتقالية .
من صاحب الفضل الأكبر في تعلقك بكرة السلة إلى هذا الحد ؟
أعتبر الحلقة الأهم وصاحب الفضل الأكبر في مرحلة التأسيس المدرب جيم ستيفنس ،إذ أنه اضاف الكثير لي وللفريق ، من كيفية الدفاع والتحكم بالكرة والهجوم ، لقد أصبحنا نمارس كرة السلة بطريقة مغايرة ، وهو ما نقل السرية نقلة نوعية لكرة سلة جديدة .
لقد كان ستيفنس بمثابة الأب أثناء التدريب ، وكان يهتم بكافة التفاصيل سواء كانت صغيرة أم كبيرة، وأدخل طرق جديدة في التدريب وممارسة كرة السلة ، لقد كان يتبع أسلوب التشجيع والترغيب والجوائز الرمزية ، مثل بطاقات للاعبين العالميين ، وقمصانهم ، لقد أدخل كرة السلة إلى قلوبنا وعقولنا .
5 سنوات تدرب فيها الحصري على يد ستيفنس ، عشرات المباريات خاضها تحت إدارته ، وبطولات عمرية للناشئين مثل بطولة دلاسال القدس التي تعني الكثير للحصري ، إذ أنها شهدت على بزوغ نجمه وتالقه ، أمام من كانوا يفوقونه سناً .
شارك الحصري لأول مرة مع الفريق الأول أمام دلاسال القدس في عام 1999 بسن 16 عاماً ، واستطاع أن يلفت أنظار المتابعين للقاء بتألقه اللافت وتسجيله للعديد من النقاط .
|197317|
وجاءت مرحلة الجامعة لتشكل نقطة إيجابية في مسيرة الحصري ، فشارك مع جامعة بيرزيت في بطولة الجامعات العربية بالعاصمة الأردنية عمان ، واستطاع رفقة زملائه حصد المركز الثالث .
الحصري مع المنتخب
متى كانت أول مشاركة لك مع المنتخب الوطني لكرة السلة ؟
جاءت أول مشاركة لي مع المنتخب بسن 19 عاماً ، ضمن بطولة المنتخبات العربية بالممكلة العربية السعودية ، كذلك شاركت بذات البطولة في مدينة الإسكندرية المصرية ، إضافة إلى دورة الألعاب الآسيوية بقطر ، وببطولة غرب آسيا
شق المنتخب : أول مشاركة واول بطولة 19 سنة ، بطولة المنتخبات العربية بالسعودية ، وبعدين شاركت بنفس البطولة بالاسكندرية ، وشاركت بدورة الالعاب الآسيوية بقطر ، وبطولة الملك عبدالله الثاني بالأردن ، وآخر مشاركاتي كانت ببطولة غرب آسيا بالأردن .
وما زلت أذكر حصولي على جائزة أفضل لاعب في مباراة منتخبنا أمام المنتخب اللبناني العتيد ، ولا أخفي أنني فكرت وقتها بالاعتزال بقمة عطائي .
الإصابة اللعينة
تعرض الحصري للإصابة لأول مرة في لقاء فريقه مع جاره الأورثوذكسي ضمن بطولة الشهداء لكرة السلة في نسختها التاسعة والعشرين بعام 2009 ، وخرج على إثرها من الملعب .
وبالرغم من ذهابه للمستشفى ولعديد من الأطباء المختصين ، إلا أنهم أجمعوا على عدم وجود إصابة خطيرة وإنما بعض الرضوض البسيطة .
وغاب الحصري لمدة أربعة أشهر عن ممارسة معشوقته ، وعاد بعدها في لقاء تدريبي مع الأورثوذكسي أيضاً ، لكن الإصابة ألمت به مجدداً ، وخرج من أرضية الملعب ، وكرر له الأطباء الأسطوانة المشروخة "لا شيء يمنعك من اللعب " .
وعاد الحصري للعب مع ذات المدرب الذي يدرب السرية حالياً غي كلود آرنولد، لكنه لم يقدم شيئاً من مستواه المعهود ، وهو ما دفع المدرب آرنولد للقول : إذهب وتعالج وعد بعدها للعب .
عرفات الديسي
وغاب الحصري 8 أشهر عن اللعب ، وسافر مع قائد الفريق إبراهيم حبش للقاء البروفيسور عرفات الديسي في العاصمة الأردنية عمان ، كما كان لرئيس الاتحاد السابق عماد عكة دورٌ في متابعة إصابة الحصري وترتيب زيارة الديسي ، ويقول الحصري في هذا الشأن : "لقد وقف معي عكة وقفة لن أنساها ، كما كان لمتابعة إدارة السرية فضل في معالجة إصابتي " .
ويضيف الحصري أثناء الفحص في عيادة الديسي ، لقد تفاجأ الأخير بإصابتي اذ تبين أنها قطع في الرباط الصليبي ، وشدد على ضرورة إجراء العملية الجراحية بأسرع وقت ممكن ، في ذلك الوقت أحسست بأن كرة السلة قد انتهت بالنسبة لي ، بالرغم من صغر سني وعمري في ال24 ، وهو ما كان يسمح لي بمواصلة اللعب وحصد الألقاب وتمثيل المنتخب .
وعقب إجرائي للعملية بفضل عكة وإدارة السرية ، تعرضت لموقف أثناء عودتي بعد إصرار جنود الإحتلال على خلعي للواقي الحديدي المثبت على رجلي ، رغم علمهم وإدراكهم أنني قمت بإجراء عملية بعد اطلاعهم على كافة الأوراق الطبية التي تثبت ذلك ، وهو ما تسبب لي بألم شديد وصعوبة في الحركة بعد إزالته .
خبرة العلاج الطبيعي
بالرغم من إجرائي للعملية وتكللها بالنجاح في 12-10-2010 ، وممارسة التمارين بالتنسيق مع معالج طبيعي يتبع للدكتور الديسي ، إلا أنه بعد ذلك وقفت وحيداً دون أن أجد من يؤهلني بشكل صحيح ، وبدأت بممارسة التمارين بشكل عشوائي ودون متخصص لمدة استمرت لسنة تقريباً ، وهو ما جلعني أدخل في صراعات نفسية كانت تسيطر على مخيلتي وهي بضرورة نسيان كرة السلة التي لن أعود لممارستها بعد اليوم .
لكن بعض الأشخاص المقربين وعضو إدارة السرية جاد قندح وقفوا بجانبي وأصروا على ضرورة بذل قصارى جهدي للعودة .
بداية العودة الحقيقية
تعرفت بطريق الصدفة في أحد الأندية الرياضية على معالج طبيعي يدعى حسام يونس ، وكان آنذاك يعمل كمعالج للمنتخب الأولمبي الفلسطيني لكرة القدم ، وبدأت التدريبات الخاصة وبطرق تركز على تأهيل الإصابة لمدة 3 أشهر .
وأثناء بطولة دوري الدرجة الممتازة بالموسم الماضي ، أصر يوسف حبش وجاد قندح على عودتي بعد شعورهما بأنني أصبحت جاهزاً للمشاركة ، وخضت أول لقاء ضد أورثوذكسي رام الله ببطولة الدوري في الأول من نيسان أبريل من العام الحالي ، وعند دخولي لأرضية الملعب بعد دقائق من بداية اللقاء ، لقيت تشجيعاً حاراً واستطعنا تحقيق الفوز بالديربي ، ثم شاركت في الفوز على بيت ساحور ، لكننا خسرنا المباراة النهائية .ورغم ذلك استمرت الصراعات والهواجس بالسيطرة على عقلي ، خاصة بعد فقداني للمستوى الذي كنت عليه .
وفي أحد الأيام قامت لاعبة فريق السرية لكرة القدم غدير لدعة بتقديمي لمدرب حراس هلال القدس آنذاك سلامة الغروف ، الذي كان يعمل على تأهيلها من إصابتها ، ولم يبخل الغروف بأية معلومة وخبرة تدريبية فقد قام بمنحي برنامجاً تدريبياً عالي المستوى ، خاصة لرفع مستوى القوة العضلية حتى أكثر من السابق .
وشاركت بعدها ببطولة التضامن لكرة السلة ، واستطعنا إحراز اللقب ، لكن هذه البطولة تعتبر عودة متوسطة ، اذ أنني لم أقدم كل ما لدي ، وتجنبت الاحتكاكات مع اللاعبين والسرعة في الجري، وإنما اعتمدت على توزيع الكرات ومنح زملائي التمريرات الحاسمة ، والتسجيل من خط الرميات الثلاثية .
العودة الحقيقية
بعد انتهاء بطولة التضامن ، وضع الحصري نصب عينيه العودة الحقيقية والتخلص من الهواجس والخوف ، ليرفع من حدة تدريباته وقوتها ، ويشارك ببطولة الكأس الأخيرة ، التي شهدت تألقاً لافتاً له ، وتوجها بتسجيله 7 ثلاثيات كأفضل مسجل لفريقه في المباراة النهائية ضد إبداع ، ليحصد لقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه .
الحصري وفي سؤال للحياة الرياضية عن إمكانية عودته للمنتخب ، أبدى رغبته الجامحة في العودة وتقديم كل ما لديه لرفع اسم فلسطين عالياً .
الطب الرياضي
يعتبر الحصري أن فقر الطب الرياضي من أهم المشاكل التي تواجه اللاعبين الفلسطينين سواء في مجال كرة السلة أو باقي الرياضات ، ولعل التجربة المريرة التي مر بها كشفت له هذا الفقر .
وفي ختام حديثه توجه الحصري بالشكر لكل ما سانده في العودة ، سواء من إدارة السرية ممثلة بمجلس إدارتها وزملائه اللاعبين ، كما تقدم بالشكل ممن ساعدوه على العودة في الجانب الطبي والنفسي وخص بالذكر الدكتور عرفات الديسي ، وسلامة عيد وعماد عكة وحسام يونس .
بطولة الشهداء الأقرب
ماذا تعني لك بطولة الشهداء لكرة السلة ؟
بطولة الشهداء لكرة السلة تعني لي الكثير ، وأحتفظ بذكريات جميلة دوماً عند المشاركة بها خاصة مع فريقي والقائد إبراهيم حبش ، كما أنني توجت بلقبها 4 مرات ، وأول بطولة نظمت تكريماً لروح الشهيد خضر نمر والذي تصلني به صلة قرابة باعتباره "خالي" .
وهذه البطولة تذكرنا دوماً بالمرحوم ناصيف الحصري رئيس مجلس إدارة السرية سابقاً وكذلك صلة قرابتي به أنه عمي ، وهو الشخص الذي قدم الكثير لكرة السلة سواء في السرية أو السلة الفلسطينية ، وساهم في تطويرها بشكل كبير .