السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحليل- بعد ربع قرن.. أين نجحت حماس وأين أخفقت؟

نشر بتاريخ: 10/12/2012 ( آخر تحديث: 10/12/2012 الساعة: 17:05 )
غزة- تقرير معا - احتفلت حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 25 في احتفالية مميزة بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ونائبة موسى أبو مرزوق وعضوي المكتب السياسي عزت الرشق ومحمد نصر بالإضافة إلى الوفود المصرية والتركية والجزائرية والأردنية والكويتية وغيرها، وكذلك بالإضافة إلى الحضور الشعبي الكبير الذي قدر عدد المشاركين فيه بنصف المليون، أكدت أنها لن تتخلى عن السلاح وعلى الثوابت كما جددت تأكيدها على أهمية انجاز المصالحة وأنها ليست في جيب أي دولة عربية أو إسلامية.

والسؤال الذي طرحته معا على كتاب ومحللين سياسيين أين نجحت حركة حماس وأين أخفقت بعد ربع قرن على إنشائها؟

الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب رأى أن حركة حماس خرجت من حربي 2009 و2012 أقوى من ذي قبل، حيث أن الحرب الأولى نجحت في التفاعل السياسي وأصبحت جزءا رئيسيا من المنظومة السياسية الفلسطينية بالإضافة إلى نجاحها في اكتساب الشرعية الدولية من خلال الوفود التي تزور قطاع غزة.

كما رأى شراب في حديث لمراسل معا أن حماس لم تنجح مع مكونات القضية الفلسطينية الإقليمية والدولية بمعنى الشرعية الإقليمية والدولية تستوجب أكثر تعاطيا ومرونة مع السياسية.

وقال إن "حركة حماس بعد الحرب والخطاب الأخير لرئيس المكتب السياسي خالد مشعل لم تستطع أن تتحرر من الأيدلوجية والعقيدة التي تنتهجها"، مضيفا "أنها تواجه معضلة سياسية بين التوافق مع خيار المقاومة الذي لا ننكره وبين الخيار السياسي الدبلوماسي".

وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن الحكومة والاحتضان العربي وقوافل كسر الحصار ساعدت حماس في الاستمرار، ولكن تساءل ما مدى تقديم حماس رؤية سياسية للمنظومة السياسية الفلسطينية؟.

ورأى وجود تراجع للقضية الفلسطينية لدى الدول العربية وبدأ التعامل مع السلطة كفاعل ومع حماس كفاعل آخر، مشيرا إلى أن حماس خسرت سوريا بسبب الأزمة وكذلك كان هناك توتر مع إيران لكن استطاعت تطويقه.

من جهته رأى هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية أن حماس استطاعت أن تنجح في أكثر من صعيد سواء في السياسية أو في المقاومة وأثبتت أنها قادرة على الجمع بينهما وحققت انجازات مهمة مشيرا إلى الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وأوضح البسوس لـ معا : "في السياسية ومن خلال الحكومة قدمت بعض الانجازات البسيطة واستعادت تقديم الخدمات العامة للمواطنين أثناء قيامها بالمقاومة".

في ملف المصالحة، أكد أن حماس وفتح وجميع الفصائل لم تنجح في انجاز الوحدة وإتمام المصالحة بعد الاتفاقيات التي وقعت في القاهرة والدوحة وغيرها، وقال: "هناك مسؤولية على حماس وفتح في هذا الملف".

وأوضح البسوس أن حماس استطاعت كتنظيم أن يقيم علاقات طيبة مع الدول خاصة بعد الربيع العربي، وأصبح لها غطاء سياسي في دول تدعمها بالمال والسلاح.

وقال: "حماس خسرت سوريا لأنها تدافع عن حقوق الشعوب ولا يمكن أن تقف مع النظام ضد الشعوب".

وبين أن حركة حماس ما زالت في عزلة دولية مع معظم دول العالم، وقال لكنها استطاعت خلال الخمس سنوات الماضية أن تقيم علاقات مع منظمات وشخصيات دولية، ومشيرا إلى عدة وفود ومنظمات دولية زارته غزة مؤيدة لحماس.

أما حمزة أبو شنب الكاتب والمحلل السياسي رأى أن حماس نجحت في برنامج المقاومة واستطاعت أن تثبت أن برنامج المقاومة حقق انجازات أفضل مما حققته المفاوضات وكان ذلك في ثلاث مراحل، أولا بتحرير غزة وثانيا بصفقة تبادل الأسرى وثالثا اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.

ومن ضمن إخفاقات حركة حماس ، قال أبو شنب لـ معا لا زالت العلاقة مع السلطة سيئة منذ العام 94 بعد توقيع اتفاق أوسلو والذي ولد صداما معها، بالإضافة إلى مقاطعة العملية السياسة منذ 96، كذلك بعض الإشكاليات الإدارية خلال فترة توليها الحكومة.

وجدد تأكيده أبو شنب على أن جميع الفصائل تتحمل المسؤولية في عدم انجاز ملف المصالحة.

على الصعيد العربي، أكد أن حركة حماس لم تتدخل بالشؤون الداخلية للدول، وقال "الدول كانت تبنى علاقة مع حماس وفق المصالح السياسية"، مشيرا عندما اختلفت حماس سياسيا مع الأردن طردت الحركة، وعندما أريد منها التدخل بالشأن السوري رفضت مما اضطرها أن تخسر سوريا مؤقتا.

على الصعيد الدولي أكد وجود عزلة دولية على المستوى الرسمي الدولي لكن هناك اتصالات وتواصل مع منظمات وشخصيات دولية.