الخميس: 07/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فتية عاطوف "يُحاكمون" الاحتلال في يوم الجبال العالمي!

نشر بتاريخ: 10/12/2012 ( آخر تحديث: 10/12/2012 الساعة: 17:04 )
جنين - معا - استذكر فتية عاطوف القرية الشفاغورية وزهراتها يوم الجبال العالمي( 11 كانون أول) بالتنوع الحيوي الذي بدأ يُلون الأرض، فيما رحلت عيونهم إلى جبال: المقيسمة، والجرف، والعديلة، والقطن، والمزّوقح، وخربة الجُديعة، وخلة موسى، وميدان العبد، ومرجة خراف، والمتقلبات، والرواق، ورأس أبو دبسة، وكرم زاهر، وهي التلال والهضاب التي استولى عليها الاحتلال، وأقام فوقها معسكرات تدريب ومستوطنات.

وتنقل "العاطوفيون" في سهول قريتهم وشاركوا في حوار مفتوح، في الهواء الطلق، تتبع التنوع الحيوي الذي تجود به أراضي خربتهم، 7 كيلو متر شرق طمون، كالخبيزة، والزعتر، واللوف، والجعدة، والدريهمة، والحميصة، والمُرار، وقرن الغزال، والنرجس، والعكوب، والخردلة، والسلك، والأصيبعة، والجعدة، والسنايرة، والخرفيش، والقريص، ورجل الحمام.

وتحدثوا خلال الجولة التي نُظمت ضمن فعاليات شهر البيئة الذي يطلقه مركز التعليم البيئي، وجاءت بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والإعلام، عن المعاناة التي يعشونها، بسبب إجراءات الاحتلال، وتدريباته العسكرية، التي حرمتهم من التمتع بجبالهم وأراضيهم بحرية، ونهبت المياه من تحت أقدامهم.

وقال الفتى محمد صقر بني عودة، إن أراضي قريته الصغيرة التي يسكنها نحو 300 مواطن، تمنحهم الكثير من الخيرات، فيستخدمونها في غذائهم ودوائهم ويتمتعون بجمالها، مثلما ترعى أغنامهم أعشابها، كما يجمعون ويبيعون العكوب في مواسمه، ويُعينهم على الصمود في وجه الاحتلال.

وتمنى الفتى طارق نعيم أن يرحل الاحتلال عن الجبال والسهول، لتصبح خضراء بزيتونها وأحراشها، بدلاً من مستعمراتهم ومعسكراتهم، التي تزرع الموت، كحال قريبه مصطفى بشارات الذي قضى قبل عدة سنوات، بمخلفات تدريب جيش الاحتلال.

وأضاف: كنت أرعى الأغنام الربيع الماضي، عندما اعتقلني جيش الاحتلال، واقتادوني إلى الحاجز، لأنني دخلت منطقة عسكرية، وهو ما حدث مع الكثيرين في منطقتنا.

وأجمعت يافا بني عودة ، ونورس بني عودة، وفاطمة بشارات، ورنين بني عودة، ونجية بني عودة على الفوائد الكثيرة للتنوع الحيوي، من وحي حياتهن اليومية، غير أن الفرحة لا تكتمل، إذ ينهب الاحتلال المياه، ويترك أراضي القرية وسهول البقيعة المجاورة في عطشها، ويزرع ما يحلو له، ويسقي الحشائش الخضراء صيفاً، وأزهار الزينة.

وأشاروا إلى تقسيمات فصول الشتاء، وما ارتبط بها من قصص كسعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الخبايا. واستردوا الأمثال الشعبية المرتبطة بالمطر.

وعدّد الصغار مكونات الحياة البرية في بيئتهم كالغزلان والشنار وطائر الهدهد والزقزاق والضباع، وتتبعوا دورة حياة القوارض والزواحف التي تدخل في سبات، وتفتش عن الدفء تحت الصخور، وبين التشققات.

وسلطوا الضوء على التحديات التي تلاحق البيئة في فلسطين، بفعل الاحتلال تارة، وبفعل الممارسات غير الصديقة للبيئة تارة أخرى، كالصيد والرعي الجائر، والتوسع العمراني العشوائي.

بدوره، قال الأستاذ جودت بشارات، إن أطفال القرية يخرجون دائماً إلى بيئتهم، ويتعلمون من التنوع الحيوي الذي يحيط بهم، لكنهم يعيشون مفارقة نهب الاحتلال للأرض والجبال والمياه، وإقامة الحواجز، وتحويل حياتهم إلى جحيم بفعل التدريب.

وذكر رئيس قسم التقنيات في تربية محافظة طوباس عوني ظاهر أن الجولة في أحضان الطبيعة، سعت إلى نقل رسالة عملية وتربوية مزدوجة إلى الأجيال القادمة، للحفاظ على كنز الأجداد، والانتباه إلى التنوع الحيوي، والمحافظة عليه، بالرغم من التهديد الاستيطاني، الذي يعكر صفوه.

وقال منسق وزارة الإعلام في طوباس، عبد الباسط خلف، الذي قدم للصغار شرحاً عن كنز التنوع الحيوي في فلسطين، واستخداماته، والأخطار المحدقة به، إن الأغوار تحتاج إلى استثمار كل مناسبة عالمية ومحلية لتسليط الضوء على معاناة أهلها وصمودهم، وبخاصة وأنها لا تنال حظاً وافراً في وسائل الإعلام، يتناسب ومعاناتها.


بدوره، أشار المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئ، سيمون عوض، إلى أهمية التربية والجولات الخضراء؛ لنقل رسالة البيئة التطبيقية، ولفت انتباه الأطفال إلى غناها وقيمها الجمالية والغذائية وما تعانيه من تهديد؛ في رسالة خفية وغير مباشرة للحفاظ عليها.