منتدى المنظمات الأهلية يعلن إستمرار حملة "كن إنساناً وارفض التحرش"
نشر بتاريخ: 10/12/2012 ( آخر تحديث: 10/12/2012 الساعة: 16:55 )
رام الله- معا - عقد منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة اليوم الإثنين مؤتمراً صحفياً أعلن فيه عن استمرار فعاليات حملته "كن إنساناً وارفض التحرش"، والتي أطلقها المنتدى في الخامس والعشرين من نوفمبر / تشرين ثاني الماضي في جميع محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، والتي تهدف إلى توعية المجتمع الفلسطيني بخطورة التحرش الجنسي بمختلف أنواعه وأشكاله، كما تدعو السلطات المعنية لإقرار قانون يجرم التحرش.
وتحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر منظمة التحرير الفلسطينية بمدينة رام الله كل من، الأخصائية الإجتماعية فتنة خليفة من جمعية المرأة العاملة، النقيب عطا جوابرة مدير وحدة حماية الأسرة بمدينة الخليل ، وصباح سلامة منسقة المنتدى.
من جانبها أكدت الأخصائية الإجتماعية على إنتشار التحرش الجنسي في جميع انحاء العالم، وفي المجتمع الفلسطيني كغيره من المجتمعات حيث يمارس بين مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية، مما يجعلنا نعتبره أحد أشكال العنف الجنسي الذي تتعرض له المرأة بشكل يومي.
كذلك تطرقت خليفة إلى تعريف مصطلح التحرش الجنسي على أنه شكل من أشكال العنف الجنسي الذي يتعلق بسلوكيات جنسية، إما لفظية أو جسدية أو على شكل إيحاءات يقصد بها التعدي على طرف آخر أو المس به، ويشمل التحرش الجنسي اللمس أو الكلام أو المحادثات الهاتفية، التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي، تعليق، صور جنسية أو تعليقات جنسية في مكان خاص بالضحية.
كما شددت خليفة على ارتفاع نسبة التحرش الجنسي بمختلف أنواعه في المجتمع الفلسطيني، مشيرة في الوقت ذاته إلى عدم وجود إحصائيات رسمية يمكن الإستناد عليها عند الحديث عن الموضوع.
بحسب البيان الصحفي ووفقاً لإحصائية أعدها مركز سوا "وهو أحد أعضاء المنتدى والذي يعنى بمناهضة العنف الموجه ضد النساء والأطفال من خلال توفير الخدمات والتوعية المجتمعية"، فإن نسبة النساء اللواتي تعرضن للإساءة والعنف خلال الفترة الواقعة ما بين 1 نوفمبر تشرين ثاني 2011، و31 اكتوبر تشرين أول 2012، (2188) حالة، بالإضافة إلى (149) حالة تعرضت للإعتداءات الجنسية، وقد كانت النسبة الأكبر من الضحايا ممن تقل أعمارهن عن الثمانية عشر سنة.
بدوره، أكد النقيب جوابرة على ضرورة إيلاء القضايا النسوية الإهتمام الكبير خاصة عندما يتعلق الموضوع بقضايا تمسها كإنسانة القضايا الشائكة التي تتعلق بحماية المرأة، مشيراً إلى أهمية تناولها والحديث عنها بصوت مرتفع، فالسكوت هو الذي يجعل الأمور تتأزم ويجعل من الحلول شديدة التعقيد.
هذا وقد أكد مدير وحدة حماية الأسرة على ضرورة أن يكون هناك يجرم التحرش الجنسي وكافة الإعتداءات التي تتعرض لها النساء، مشيراً إلى أنه وبالرغم من أن نسبة الشرطيات الفلسطينيات لا تتجاوز الـ 4% إلا أنهن يقمن بدورهن المطلوب على أكمل وجه، ويمارسن عملهن في مختلف الأماكن والمناطق بشكل فعال، كما رحب جوابرة بأي تعاون يمكن أن يطرح من أي جهة لما فيه مصلحة المواطنين والمواطنات.
من جهتها أكدت منسقة المنتدى صباح سلامة على عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد الحالات التي تتعرض للتحرش الجنسي في المجتمع، معللة الأمر لعدة عوامل منها عدم وجود إجراءات حازمة تثني المتحرشين عن جريمتهم، معتبرة التحرش جريمة لا بد من وضع العقوبة المناسبة لها، مؤكدة على أن إقرار هذه العقوبات سيولد الجرأة عند المتحرش بهن من الإناث وسيقمن بالتبليغ عن المتحرش وبالتالي نغلق باب الصمت عندهن، فغالبية الإناث اللواتي يتعرضن للتحرش يعانين الخوف من الحديث، ولعل هذا ما أكدته مقابلات أجراها المنتدى مع الشارع الفلسطيني لمعرفة رأيه بموضوع التحرش وقد أجمع المقابلين من الذكور والإناث على ضرورة محاربة هذه الظاهرة من خلال القانون والتوعية بالموضوع.
وفيما يتعلق بمطالب المنتدى، أكدت سلامة على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية تقضي على جميع أشكال العنف ضد المرأة ومن بينها التحرش الجنسي والتي تتمثل بمجموعة من الخطط والبرامج التي تهدف إلى التوعية وكسب التأييد وترسيخ ثقافة اللاعنف في المجتمع الفلسطيني عامة واتجاه المرأة على وجه التحديد.
كما طالبت سلامة بإسم المنتدى، بأهمية إقرار قانون يجرم كل أنواع التحرش الجنسي، بالإضافة إلى تعديل منظمة القوانين الخاصة بالمرأة والي لا زالت حتى يومنا هذا تعتبر غير رادعة وعدم إقرارها يشكل بيئة خصبة لزيادة العنف ضد المرأة بجميع أنواعه وأشكاله، مؤكدة على ضرورة أن تتكاثف جهود جميع المؤسسات والجهات التي تعني بقضايا المرأة لمجابهة العنف ضدها من خلال التشبيك والتدخل المباشر لمساعدة الضحايا.
وختمت سلامة، حملة "كن إنساناً وارفض التحرش" ليست الحملة الأولى التي تتناول موضوع التحرش الجنسي في فلسطين وكذلك لن تكون الأخيرة، وهذه دعوة لجميع المؤسسات النسوية بضرورة إطلاق مزيداً من الحملات التي تعنى بالتوعية بمخاطر العنف ضد المرأة ومدى تأثيرها السلبي على المجتمع ككل.
هذا وقد أعقب المؤتمر الصحفي نقاش شارك فيه الحضور من الصحفيين وممثلي وممثلات المؤسسات.
يشار إلى أن المنتدى كان قد أصدر بيانا يدين فيه العدوان الأخير على قطاع غزة، وقد جدد خلال المؤتمر الصحفي على شجبه واستنكاره للعنف الذي يمارسه الإحتلال ضد شعبنا الفلسطيني في القطاع، والذي راح ضحيته (162) مواطناً فلسطينياً من بينهم (15) امرأة، وإصابة (207) نساء من اصل (1222) إصابة، وهذه الأرقام إن دلت على شيء فإنما تدل على عنجهية إحتلال يتعمد عدم التفريق بين طفل، رجل أو امرأة، ولعل اليوم وبعد ما حصلنا عليه من إعتراف بدولتنا الفلسطينية في الأمم المتحدة سنصبح قادرين على محاكمته على جميع ما أجرمه بحق شعبنا الفلسطيني ومن بينه النساء.