الخميس: 07/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أساقفة الكنائس يدعون العالم المسيحي الغربي للعمل من أجل السلام

نشر بتاريخ: 10/12/2012 ( آخر تحديث: 10/12/2012 الساعة: 18:29 )
بيت لحم- معا - نظمت مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية ومن خلال مشروع بيت لحم قلب الميلاد رسالة التضامن والسلام السنوية "بيت لحم؛ واشنطن رسالة تضامن وسلام" والتي أقيمت يوم أمس في بث حي ومباشر من متحف الأرمن في قلب كنيسة المهد وكنيسة القديس كاميليوس في العاصمة واشنطن الأمريكية.

وشارك في هذا الحدث الكبير أكثر من 400 شخصية من فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث حضر الحفل في فلسطين أكثر من 200 شخص وعلى رأسهم كان حضور مسكوني رفيع المستوى من الأساقفة وهم سيادة المطران آريس شارفانيان القائم بأعمال بطريرك الأرمن في القدس والأرض المقدسة؛ سيادة المطران وليم الشوملي الأسقف المساعد لبطريرك القدس للاتين سيادة المطران منيب يونان رئيس الاتحاد العالمي اللوثري ومطران الكنيسة اللوثرية في الأردن والأرض المقدسة؛ القس كانون جون أورغن ممثل المطران سهيل دواني مطران الكنيسة الأنجلكانية في الأرض المقدسة والشرق الأوسط.

كما كان حضور للسيد راتب ربيع رئيس مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية والسفير معن عريقات رئيس البعثة الدبلوماسية منظمة التحرير الفلسطينية إلى واشنطن ومستشار الرئيس محمود عباس للعلاقات المسيحية معالي الوزير زياد البندك ومعالي الوزير عبد الفتاح حمايل محافظ بيت لحم ود. سمير حزبون رئيس غرفة تجارة وصناعة بيت لحم والسيد سامر مخلوف مدير مؤسسة صوتنا فلسطين والسيد سامي ثلجية عضو غرفة تجارة وصناعة بيت لحم وم. أنطوني حبش المدير الإقليمي لمؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية وم. أكرم نصار مدير سلطة المياه والمجاري في بيت لحم وممثلي عن المؤسسات المدنية والدينية؛ هذا وكان من واشنطن حضور لمعالي السفير معن عريقات رئيس البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى واشنطن وسيادة المطران فرنسيس جونزاليس وسيادة د. ديفيد ورنيك ممثل عن الكنيسة المسيحية والأب جاسك راعي كنيسة القديس كاميليوس الفرنسيسكانية في واشنطن وأكثر من 200 شخصية أمريكية.

وابتدأ الحفل والذي تولى عرافته من واشنطن د. هيو ديمسي عضو مجلس إدارة المؤسسة وم. أنطوني حبش المدير الإقليمي للمؤسسة بالتعريف بهذه المبادرة السنوية حيث أكد م. أنطوني حبش "بيت لحم واشنطن رسالة تضامن وسلام" تأتي ضمن برامج التواصل ما بين المجتمع المسيحي والفلسطيني في بيت لحم والمجتمع المسيحي الأمريكي مؤكداً على أهمية هذا الحدث في بناء علاقات جديدة ما بين الشعب الفلسطيني والشعب الأمريكي وخصوصاً أن المسيحيين الفلسطينيين لهم دور رئيس في تعريف مسيحي الولايات المتحدة الأمريكية بالواقع الفلسطيني وأكد أن الخطوة ألأولى تأتي من خلال هذه المبادرات والتي تفتح المجال للتعريف والتوعية والتثقيف وزيادة الروابط ما بين مسيحيي فلسطين ومسيحيي الولايات وبالتالي فهم أعمق وأشمل للواقع الفلسطيني.

ومن جانبه أشار د. ديمسي أن فكرة تأسيس المؤسسة تأتي برؤية خاصة للمسيحيين الأمريكيين من ذوي الأصول الفلسطينية والذين عملوا على خلق جسور الربط والتضامن ما بين المجتمع الفلسطيني والأمريكي مشيراً إلى مدى ارتباط الشعب الأمريكي بالأرض المقدسة. هذا وقد تخلل الحفل عروض لفرق وجوقات الترتيل من بيت لحم وواشنطن حيث قدمت كل من فرقة جوقة الميلاد بقيادة الآنسة ميري مسلم والسيد عصام حنانيا من بيت لحم ترانيم أبهجت الحضور وفي المقابل قدمت جوقة كنيسة القديس كاميليوس ترانيم باللغة الاسبانية والإنجليزية والعربية حيث شاركهم اطفال الرعية في هذه العروض.

وتخلل الحفل كلمات وتبادل رسائل السلام ما بين واشنطن وبيت لحم؛ حيث افتتح السيد راتب يعقوب ربيع رئيس المؤسسة كلمته بالتقدم للجميع بالشكر على إنجاح هذه المبادرة مشيرا إلى دور المؤسسة في إحياء الروابط ما بين مسيحيي وفلسطينيي الأرض المقدسة ومسيحيي الولايات المتحدة الأمريكية حيث أكد على مدى ارتباط وشغف الشعب الأمريكي اتجاه هذه الأرض المقدسة؛ حيث هنئة أبناء بيت لحم بإنضمام دولة فلسطين كعضو غير مراقب في الأمم المتحدة مشيراً إلى أن الطريق ما زال طويلاً لكن رسالتنا في هذا الميلاد أن نعمل جميعاً من أجل تحقيق معاني الميلاد والسعي للوحدة والحرية على أمل أن تتحقق أمنياتنا بتحقيق السلام العادل وبناء الدولة الفلسطينية؛ هذا وقدم ربيع شكره للأبرشية اللاتينية في واشنطن على دورها الدائم في دعم الشعب الفلسطيني وإلى عملها الدؤوب في الحفاظ على الوجود المسيحي في هذه الأرض المقدسة. ومن جانبه أكد المطران آريس شارفانيان القائم بأعمال بطريرك الأرمن في القدس والأرض المقدسة إلى تاريخ الكنيسة ألأرمنية الأرثوذكسية في فلسطين والأرض المقدسة حيث أن تواجدها منذ أكثر من 1500 عام وعملها في الحفاظ على ألأماكن المقدسة وفي دعوتها الدائمة لإحلال السلام العادل والشامل ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين حيث أشار سيادته أن هذه الأرض والتي شهدت ولادة السيد المسيح قبل أكثر من ألفي عام هي أرض سلام وواجبنا أن نعمل على إحلال السلام في الأرض التي صدرت جميع المعاني الإنسانية وزرعت بذور المحبة والإيمان المسيحي في سائر أرجاء الأرض.

وفي كلمت الوزير زياد البندك مستشار الرئيس للعلاقات المسيحية والذي رحب فيها بهذه الفكرة والتي تكمن على كلى الشعبين الفلسطيني والأمريكي بالتواصل بعيداً عن الحواجز التي يفرضها الإعلام السياسي حيث أن هذا اللقاء السنوي هو دلالة على مدى قرب الشعب الأمريكي وكنائسه من الشعب المسيحي الفلسطيني؛ معتبراً أن جميع قيود الاحتلال والتي تمنع مسيحيي فلسطين من ممارسة حقوقهم الدينية نتيجة وجود الحواجز والمعابر قد كسرت اليوم؛ وأن رسالة السلام الداعية للحرية وحق مسيحيي فلسطين ومسلميها في حرية العبادة وحقهم في العيش الكريم دون مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات لهي راسخة ومتجددة كل عام إلى أن يعم السلام ويزول الاحتلال؛ حيث أكد معاليه على أن فوز فلسطين في معركتها السياسية وحصولها على صفة دولة غير عضو ما هو إلا البداية من أجل إنهاء الاحتلال مؤكداً على أن القيم المسيحية ورسائل الميلاد تحث الجميع فيها على رفع حالات الظلم عن الشعب الفلسطيني وإنهاء احتلال أرض رسول المحبة والسلام.

وفي كلمة سعادة السفير معن عريقات رئيس البعثة الدبلوماسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أكد على رسالة الشعب الفلسطيني في تحقيق العدل والحرية موجهاً رسالة إلى الشعب الفلسطيني بأهمية دورهم في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة مؤكداً أن هذا اللقاء هو بمثابة وحدة وتآخي ليس فقط ما بين مسيحيي فلسطين ومسيحيي الولايات المتحدة الأمريكية بل ايضاً ما بين المسيحيين والمسلمين. كما أكد على أهمية توعية مسيحيي الولايات بالواقع المسيحي الفلسطيني حيث أن الكنائس المسيحية لها دور فعال في دعم الوجود المسيحي الفلسطيني في الأراضي المقدسة.

وفي رسالة سيادة المطران منيب يونان والذي أكد فيها على أن منطق السلام لا يمكن أن يتم من خلال الحديث والتضامن على الورق بل من خلال الأفعال؛ مشيراً إلى دعوة السيد المسيح لنا لأن نكون رسلاً للسلام حينما قال طوبى لصانعي السلام. حيث دعا سيادة المطران يونان الكنائس الأمريكية للعمل على تحقيق السلام مشيراً إلى أن مسيحيي فلسطين قد ضاقوا ذرعاً من الإحتلال والإضطهاد والظلم وآن الأوان لكي نعمل جميعاً على السعي لتحقيق السلام مؤكداً على دور الكنائس والرعايا والأفراد الأمريكيين في رفع الظلم وتحقيق رسالة رسول السلام.

ومن جانبه اشر سيادة المطران كونزاليس من أبرشية واشنطن إلى مدى تفهمهم للواقع في الأرض المقدسة ناقلاً تحية سيادة الكاردينال وريل رئيس اساقفة واشنطن والذي يعتبر من أهم الداعمين لسكان هذه الأرض المقدسة من خلال مشاريعهم الخاصة بتنمية سكان فلسطين وخصوصاً مسيحيها والذين هم بحسب قوله ملح الأرض وهم بركة هذه الأرض المقدسة والذين يعولون عليهم كثيراً لأن يكونوا جزءاً من عملية بنائها وتنميتها؛ كما اشار إلى موقف الكنيسة الكاثوليكية في تحقيق العدالة والسلام في أرض السلام؛ آملاً أن يعم الأمن والسلام على هذه الأرض المقدسة لتكون بحق مدينة السلام.

ومن جانبه وجه معالي الوزير عبد الفتاح حمايل محافظ بيت لحم رسالة شكر للشعب الأمريكي العظيم والذي له دور كبير في دعم الشعب الفلسطيني مؤكداً على أن هنالك فرق واضح ما بين السياسة الأمريكية والشعب الأمريكي وأن ممارسات الشعب الأمريكي وأعمال الكنائس الأمريكية لهي دوماً رسالة سلام ولهي دوماً رسالة ميلاد ومحبة وأمل.

وفي كلمته أشار سيادة المطران وليم الشوملي الأسقف المساعد لبطريرك القدس للاتين إلى أن أجواء الميلاد يعمها الفرح والأمل والدعوة للوحدة والمصالحة مع الذات والقريب والآخر؛ حيث أن السلام الذي نرجوه لن يبدأ بخطوات حقيقية نحو المصالحة؛ كما أكد سيادته على أهمية دعوة الكنائس الأمريكية والكاثوليكية للحج إلى الأرض المقدسة والتعرف على واقعها حيث أن زيارتهم للأرض المقدسة هي عنصر أساسي من عناصر بناء جسور السلام والتآخي والتعاضد داعياً الجميع في عيد الميلاد بالصلاة من أجل فلسطين وسكان هذه الأرض المقدسة ليعم عليهم السلام الذي يرجونه منذ عشرات السنين. هذا وقد تم خلال الحفل قراءة الإنجيل المقدس باللغة العربية والإنجليزية من قبل د. شارلي أبو سعدى من رعية الروم الكاثوليك والقس ديفيد ورنك من الكنيسة المشيخية بواشنطن. ويذكر أن برنامج بيت لحم قلب الميلاد يقام بتنظيم من مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية وبالشراكة مع البطريركية اللاتينية والبطريركية الأرمنية والمطرانية اللوثرية والكنيسة اللإنجليكانية ومؤسسة الإغاثة الكاثوليكية ومؤسسة صوتنا فلسطين ومؤسسة بيت لحم 2000 التشيلي ومؤسسة البعثة البابوية ومؤسسة الرؤيا العالمية ومؤسسة كاريتاس القدس ورعية القديسة كاترينا في بيت لحم. وقبل الختام شكر م. أنطوني حبش الحضور والمؤسسات الإعلامية؛ شبكة فلسطين الإخبارية؛ راديو موال وراديو كول وراديو راية أف أم وراديو بيت لحم 2000 والصحفي جورج زينة وكيل جريدة القدس.

وفي الختام قام السيد راتب ربيع رئيس المؤسسة والسيدة فيرجيني القنواتي رئيس الإتحاد النسائي العربي في بيت لحم وبحضور أصحاب النيافة ومعالي الوزراء والحضور بقطع قالب الحلوى احتفاءاً بالشراكة الإستراتيجية ما بين مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية والإتحاد النسائي العربي بيت لحم بتأسيس وتشغيل متحف ومعرض بيت لحم.