السبت: 11/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

التضامن الخيرية تستقبل عائلة الطفل المريض بمتلازمة هنتر

نشر بتاريخ: 11/12/2012 ( آخر تحديث: 11/12/2012 الساعة: 10:37 )
نابلس- معا- استقبلت جمعية التضامن الخيرية الطفل تامر المريض بمرض نادر يسمى ( متلازمة هنتر ) ، فبعد رؤية الجمعية للتقرير الذي قام به تلفزيون نابلس عن وضع هذا الطفل قررت أن تستضيفه في مقرها وان تقوم بالتنسيق مع عائلته لعمل زيارة من المختصين في الجمعية لمنزلهم لبحث أوضاعهم ومساعدتهم .

هذا الطفل الذي أبكى كل من سمعه ومن رآه ، فهو فتى في عمر الزهور يبلغ من العمر 8 سنوات أمضاهم في صراع مع مرضه الذي يكبر في جسده كلما انتقل من سنة لأخرى ، فهو يسبب له التضخم في كل أعضائه الداخلية دون استثناء ابتداء من تضخم في عضلة القلب وضعف في الشرايين ، وتضخم في الكبد والطحال والتهاب في الكلى وتكلسات في جميع مفاصل جسده الرقيق ، ويمتد المرض ليصل إلى ضعف في النظر والسمع والتخلف العقلي .

كل ذلك ليس بشيء مقارنة بما سيحدث مع تامر في السنوات القادمة ، فمتلازمة هنتر سيفقده القدرة على الرؤية والسمع وسيفقده كامل مقدرته على الحركة مما سيجعله ملازما لكرسي متحرك ، والأمر الذي أبكى الحضور في زيارة تامر للجمعية بأنه على علم تام بما سيحدث له حيث قال للحضور " أنا أعلم بأني سأصبح عاجزا في المستقبل ولكني أعلم أيضا بأن معاناتي ستنتهي حين أصبح في 25 من العمر ، فمرضي لن يبقيني على قيد الحياة أكثر من 25 عاما " ، فبعد تلك العبارات التي نطقها تامر خيم الصمت على الجميع الذين ذهلوا ببراءته الممزوجة بعقل كبير وقناعة تامة بالواقع .

وتحرك بعدها فريق المختصين بالجمعية بدورهم لعمل بحث عن أوضاع عائلة الطفل كي يقدموا لهم من خلال أهل الخير المساعدات اللازمة لهم ولبقية أطفالهم ،وقاموا بتقديم تقرير واف عنهم حيث تبين بأنهم يعيشون في منزل أقل ما يوصف بالمتواضع ويمضون أيام الشتاء في منزلهم دون نوافذ ، فمرض الطفل وغلاء المعيشة منعوا الوالد الذي يعمل كعامل في إحدى المطاعم من إغلاق نوافذ منزله وحماية أطفاله من الأمطار ورياح الشتاء ، ولم يعينه العمل على توفير فرش لمنزله الصغير كي ينام عليه أطفاله ، فهم ينامون على ما يجلسون وما يأكلون عليه ، ولم يستطع شراء بساط واحد يقي أقدام صغاره الرقيقة من برودة هذا المنزل الذي هو أشبه بثلاجة للأحياء ، وما خفي في منزلهم كان أعظم .

وفي نهاية الزيارة شكر الدكتور علاء مقبول رئيس الجمعية والأستاذ عرسان النجار عائلة تامر على قبول دعوة الجمعية لهم وقاموا بتوزيع الهدايا لتامر وإخوته ، وخصصت الجمعية لهم مبلغ مالي كمساعدة منها في علاج تامر والذي يكمن في حقنة لا توجد إلا في كندا وتوقف نمو المرض في جسد الطفل ، فأكملت الجمعية للعائلة ثمن الحقنة ووعدتهم بأن تقوم بزيارة قريبة لمنزلهم وتساعدهم بما تستطيع لتحسين أوضاعهم ،وتوجهت لكل ضمير حي يشعر بدفء شتائه وينعم بوافر صحته وينام بعين قريرة أن يشعر مع هذا الطفل المريض وإخوته وان يساعدهم بما تقدر عليه نفسه المعطاءة .