الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال مؤتمر صحفي مشترك في رام الله: البرغوثي والتميمي والأب حنا يدعون لحملة إسناد لمدينة نابلس

نشر بتاريخ: 27/02/2007 ( آخر تحديث: 27/02/2007 الساعة: 18:26 )
رام الله- معا- أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي أن ما قامت به قوات الاحتلال في مدينة نابلس كان موجهاً ضد صمود المدينة الباسلة وحكومة الوحدة الوطنية وضد السلام وفكرة قيام دولة فلسطينية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده النائب البرغوثي والشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين والأب عطا الله حنا في استوديوهات راماتان في رام الله.

ووصف البرغوثي ما شاهده خلال زيارته إلى مدينة نابلس من دمار وتخريب في المدينة بأنه إرهاب دولة وجريمة حرب يرتبطان بمجمل سلوك الجيش الإسرائيلي.

وأضاف البرغوثي" أن الصراع يدور حول هدف إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وان إسرائيل بعدوانها على نابلس والقدس والخليل وكامل الأراضي الفلسطينية إنما تهاجم فكرة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين".

وقال البرغوثي أن إسرائيل أثبتت ومن خلال إجراءاتها التعسفية أن الاستيطان وجدار الفصل العنصري يشكلان أولوية بالنسبة لها أكثر من السلام مشيراً إلى أن الرد على جرائم الاحتلال يكمن في رص الصفوف وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية لتكون جبهة وطنية موحدة لمواجهة العدوان وجسر الفجوة القائمة بين السلطة الفلسطينية وحركات التحرر الوطني.

وأعرب البرغوثي عن أمله في أن يشهد مطلع الأسبوع القادم إعلان تشكيل الحكومة الجديدة لرفع المعاناة عن شعبنا والتصدي للمخططات الإسرائيلية.

وأضاف "أن العمل الإجرامي الذي قامت به قوات الاحتلال في نابلس هو جزء من مخطط أوسع لضرب الوحدة الوطنية والاتفاق الفلسطينية على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية".

وقال أن اجتياح نابلس هو الأوسع منذ عام 2002 في وقت تتعرض فيه المدينة لخنق اقتصادي منذ سنوات موضحاً حجم المعاناة التي عاشها سكان المدينة بإخضاع 250 ألف مواطن فيها تحت حضر التجول وشل الحياة اليومية وتعطيل المؤسسات التعليمية والصحية وتطويق المشافي مما اضطر المواطنين المرضى إلى الانتظار قرابة الساعة حتى يسمح لهم بالدخول إلى تلك المشافي الأمر الذي أدى إلى وفاة مواطن مصاب بمرض التلاسيميا جراء ذلك الانتظار.

كما تطرق البرغوثي إلى العديد من الحالات المؤلمة التي شاهدها في نابلس ومنها المواطنة منى طبيلة التي احرق جنود الاحتلال شقتها السكنية في ساعات الفجر الأولى بعد أن اجبروا سكان العمارة السكنية على الخروج من منازلهم بحجة وجود مطلوبين وقاموا بقصفها مما أدى إلى احتراق المنزل بالكامل.

وأضاف البرغوثي انه لا يمكن الفصل بين ما جرى في نابلس وهدم البيوت في قرية فرعون في طولكرم وما يجري من استهداف للمسجد الأقصى المبارك في إطار سياسة واحدة لا بد من التصدي لها.

واختتم البرغوثي حديثه بالدعوة إلى تضافر الجهود لمواجهة المخططات الإسرائيلية عبر فضح الممارسات الإسرائيلية وتوفير دعم إعلامي للمناطق المستهدفة بالعدوان الاستيطان ودعم صمود المناطق المعرضة للعدوان الإسرائيلي خاصة مدن نابلس القدس والخليل.

من جانبه دعا الشيخ التميمي إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني من الإرهاب المنظم وجرائم الحرب التي تقوم بها إسرائيل ضده.

وطالب التميمي بالإعلان عن مدينة نابلس مدينة منكوبة مشيراً أن ما جرى فيها خلال الساعات الماضية هو استمرار لحصار إسرائيلي منذ عدة سنوات يهدف إلى تدمير المدينة ومظاهر الحياة فيها.

وأشار التميمي إلى أن ما تقوم به إسرائيل هو تمييز عنصري فاق ما كان سائداً في جنوب إفريقيا وان على المجتمع الدولي المتشدق بحقوق الإنسان أن يتحرك ويوقف هذا الإرهاب الإسرائيلي.

وحذر التميمي من مخاطر ما يجري في مدينة القدس من حفريات في باب المغاربة وقيام سلطات الاحتلال بإزالة الحجارة القديمة وبناء حجارة مكانها تحمل رموزاً وأرقاماً لها علاقة باليهود من اجل تزوير الحقائق التاريخية وطمس معالم المدينة المقدسة في أبشع مذبحة حضارية ضد المدينة.

وأوضح التميمي أن ما يرتكب من عدوان ضد الشعب الفلسطيني ليس وليد اللحظة وإنما هو استكمال لمشروع صهيوني يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني والسيطرة على أرضه.

واستعرض التميمي ما تقوم به قوات الاحتلال على حاجز حوارة العسكري الذي قضى عليه العديد من الفلسطينيين جراء بطش الاحتلال وعمليات الإذلال والاهانة.
وقال التميمي أن جنود الاحتلال لم ينسحبوا من نابلس وإنما أعادوا الانتشار فيها وان اجتياحهم للمدينة هو رسالة موجهة للفلسطينيين مفادها رفض اتفاق مكة مما يستدعي من شعبنا التمسك بالاتفاق وعدم العودة إلى الوراء لإفشال تلك النوايا الإسرائيلية.

من جهته أعرب الأب عطا الله حنا عن إدانته لما تعرض له على حواجز الاحتلال إثناء توجهه إلى المؤتمر الصحفي والكلام البذيء الذي تفوه به جنود الاحتلال ضده بشكل يعبر عن حقدهم وانحطاط أخلاقهم وهو الأمر الذي استنكره أيضاً النائب البرغوثي والشيخ التميمي.

وأعرب حنا عن تضامنه ووقوفه إلى جانب المحاصرين والمعذبين في نابلس داعياً العالم إلى كشف القناع عن العنصرية الإسرائيلية وزيف الحرية والديمقراطية والنظر إلى ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات خطيرة بشكل أسوأ من معاملة الحيوانات.

كما أعرب الأب حنا عن إدانته للانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك منوهاً إلى الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل بحق المقدسات المسيحية خاصة بعد الكشف عن متطرفين يهود ينوون الاستيلاء على مقدسات مسيحية في باب الخليل.

وقال أن ادعاء علماء إسرائيليين بأنه تم العثور على ضريح السيد المسيح في حي تل البيوت بالقدس هو ترويج لادعاءات مضللة ومغرضة تهدف إلى الاستيلاء على كنيسة القيامة.

وأكد الأب حنا أن مدينة القدس في خطر وان كل من يصمت على جرائم الاحتلال هو شريك فيها.