السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجمع القاسمي يقطف من حدائق التّراث في مهرجان الفنّ والأدب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 11/12/2012 ( آخر تحديث: 11/12/2012 الساعة: 19:26 )
بيت لحم- معا - في أمسية ثقافيّة تمتح من عبق الذّاكرة الفلسطينيّة الثريّة، وبحضور المئات من محبّي الثّقافة وعشّاق اللغة وشداة المعرفة، عاشت أكاديميّة القاسمي بجمهورها الحاشد مساء السّبت أمسية أدبيّة فنيّة بعنوان: "مهرجان الأدب والفنّ الفلسطيني: من حدائق التّراث والفولكلور"، تحت إشراف وتنظيم عمادة العلوم الإنسانيّة ومجمع القاسمي للغة العربيّة، برئاسة الدكتور ياسين كتّاني.

وقد تميّز المهرجان بحضور نوعي راق من مختلف أقطار القرى والمدن العربيّة، فغصّت قاعة المؤتمرات في أكاديميّة القاسمي بالمئات من الحضور الذين شاركوا في المهرجان الذي جمع بين أصالة الفنّ وجماليات الأدب.

افتتحت الأمسية المحاضرة هيفاء مجادلة، فسحرت الألباب ببراعة إدارتها، وحسن بيانها. وبعد أن رحّبت بالحضور ألقت قصيدة شعريّة مسبوكة بأجمل المفردات، مزاجها عبق فلسطيني أخّاذ. في مقدّمتها، تطرّقت مجادلة إلى مجمع القاسمي الذي ولد ليصبح رافدًا جديدًا حقيقيًا ونوعيًا، يغني حياتنا الأدبية والفكرية والثقافية واللغويّة. وتحدّثت عن الإنجازات المشرّفة التي حقّقها مجمع القاسمي رغم حداثة عمره الذي لم يتعدّ الثلاث سنوات، أهمّها: إقامة وتنظيم ستّة مؤتمرات، منها مؤتمر الصوفيّة الدولي، وإصدار خمسة أعداد محكّمة من مجلّة المجمع، وإصدار قاموس المجمع: قاموس العربيّة المعاصرة، وقاموس مصطلحات علوم العربيّة، وإصدار العددين الأول والثّاني من موسوعة أبحاث ودراسات في الأدب الفلسطيني الحديث، وأربعة عشر كتابًا في مجالات لغويّة وأدبيّة مختلفة، بالإضافة إلى إقامة مشاريع عديدة، من بينها مشروع الورشة الإبداعيّة لطلاب الأكاديميّة، ومشروع براعم الإبداع للمبدعين الصّغار في المدارس الابتدائيّة.

وفي ختام افتتاحيّتها شكرت الذين ساهموا برعاية المهرجان وهم: سوبرماركت نزار زهدي عثامنة، أ. باطون مواسي– أبو فواز، الأنوار مقالدة، د. فهيم عثامنة، مكتبة فهمي كتاني،. كما قدّمت تحيّتها العميقة للفنّانة التشكيليّة ثراء أبو ياسين التي جمّلت لوحاتها الفنيّة أروِقة الكلية، فلفتت أنظار الجمهور بفنّها الجميل وموهبتها المميّزة.

في كلمته الجامعة، رحّب الدكتور محمد عيساوي رئيس الأكاديميّة بالحضور، شاكرًا لهم تلبية دعوة مجمع القاسمي، مشيدًا بطاقم المجمع ورئيسه د.ياسين كتاني على جهودهم في تنظيم هذا المهرجان. كما أكّد د.عيساوي في كلمته على الدور الريادي الذي تتميّز به أكاديمية القاسمي في المجالات المختلفة، وعلى رسالتها الإنسانيّة والتربويّة العميقة. ولذلك، فإنّها تشقّ طريقًا مغايرًا ومختلفًا، يشكّل نموذجًا حوّل ثقافة العجز إلى ثقافة الإنجاز، يتمثّل في إنجازات القاسمي المحليّة والعالميّة. وأنهى كلمته بتوجيه تحيّة إلى الأدباء الذين سجّلوا التّاريخ والرّواية الفلسطينيّة بجدارة، مؤكدًا أن الأدب والموسيقى والفنون مقياس واضح لرقيّ الشّعوب وسؤددها.

ومن ثمّ كانت محاضرة الضيف البروفسور إحسان الدّيك، أستاذ الأدب العربي في جامعة النّجاح في نابلس. تمحورت محاضرته في أهمية الموروث الشّعبي في حياة الشّعوب عامة والشّعب الفلسطينيّ خاصّة، مستعرضًا أمثلة ونماذج تطبيقيّة من واقع الأدب الفلسطيني.

ثم راح الجمهور يحلّق في عالم راق مسحور، أخذتهم إليه الفنانة المبدعة سناء موسى بصوتها الشّجي، فأثارت، من خلال إضمامة من الأغاني التراثيّة والمونولجات والموشّحات الفلسطينيّة، أشجانًا وذكريات ولواعج وحنين إلى ماض جميل من ذاكرة الشّعب الفلسطيني.

كما تضوّع المسك من حدائق الأدب الرفيع، وتسرّبت نفحات الشّعر والسّرد الفنيّ الجميل إلى نفوس الجمهور حين قدّم كوكبة من أدبائنا دررًا من نفائسهم، هم الأدباء: الدكتور فهد أبو خضرة، البروفسور فاروق مواسي، الأستاذ محمد علي سعيد والأستاذ ناجي ظاهر، فقدّم كلٌّ منهم قراءة من إنتاجه ،تفاعل معها الحاضرون. أعقب ذلك تكريم أكاديميّة القاسمي لهؤلاء الأدباء الذين أثروا حياتنا بعطائهم النبيل. وبعد ساعتين متواصلتين من الفنّ والشجن، انفضّ السامر والناس يجرّون أقدامهم، لا يكادون يبرحون القاعة التي ازدحمت بهم وهم يردّدون مع سناء: "طلّت البارودة والسبع ما طلّ" و "الروزنا" و "نيالك ما أهدا بالك".