الأحد: 13/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة اعلامية اسرائيلية تفتح باب التحريض على وكالة "معا" لدفع الممولين وقف تمويلها بحجة إستخدامها مصطلحات ارهابية

نشر بتاريخ: 28/02/2007 ( آخر تحديث: 28/02/2007 الساعة: 15:48 )
بيت لحم- نشر موقع إسرائيلي باللغة اللانجليزية موضوعاً يتهم فيه وكالة "معا" بنشر مصطلحات ( ارهابية) في اخبارها وعدم ترجمتها الى اللغة الانجليزية حتى لا يقرأها الممولون الاوروبيون للوكالة.

وقال الموقع الاسرائيلي المختص بمراقبة وسائل الاعلام الفلسطينية PMW (Palestine Media Watch ) ان وكالة "معا" تستخدم " التحريض" على المقاومة ضد اسرائيل من خلال اخبارها في حين يجري اخفاء هذه الاخبار حين نشرها باللغة الانجليزية.

واعطى الكاتبان ايتمار ماركوس وباربارا كروك امثلة اعتبراها اثباتات ضد "معا" وخصوصاً في ما يتعلق بتغطية اخبار العمليات الاستشهادية وسقوط الشهداء, وتسمية الاماكن مثل قول "معا" ( ايلات جنوب فلسطين المحتلة).

رئيس تحرير الوكالة الصحافي ناصر اللحام رد على هذا التقرير بقوله ( هناك عدد من الاعلاميين الاسرائيليين لا يعجبهم وكالة "معا", وخصوصاً موقعها باللغة الانجليزية الآخذ بالانتشار اكثر واكثر في ارجاء العالم, وفي حقيقة الامر ان هناك اختلاف في طريقة تحرير الاخبار في الصفحة الانجليزية عنها في العربية, وذلك لاسباب مهنية وليس لاسباب سياسية وبالطبع ليس لاخفاء شيء عن الممولين الديناماركيين والهولنديين.

وأضاف: كما ان الافتراض بأن الممولين لا يتابعون ولا يقرأون الصفحة باللغة العربية هو افتراض غبي, فالسفارة الدنماركية والهولندية تملكان القدرة على متابعة وسائل الاعلام العربية وقراءتها.

اما الاسباب المهنية لاختلاف طريقة التحرير من لغة الى اخرى سواء الانجليزية او العبرية, فأنها تتعلق بثقافة ولغة كل شعب من الشعوب حسب قول ناصر اللحام.

واضاف: هويتنا الوطنية معروفة ومعلنة, فنحن نفاخر بها ولا نخفيها, وهويتنا المهنية مشهود لها, ووكالة "معا" التي تشغّل اكثر من مئة صحافي بينهم مسلمين ومسيحيين ويهود وضعت لنفسها هدفاً واضحاً وهو ( وكالة اعلام مهنية صادقة وذات كفاءة مهنية عالية ) كما انني لا اتدخل ابداً من الناحية السياسية في توجيه رؤساء الاقسام في ماذا تختار الطواقم الاجنبية ان تنشر وماذا تريد ان تنشر.

وكانت وكالة" معا" حين تأسيسها بداية 2005 استضافت خبراء اعلاميون من دول مختلفة في العالم بينها اسرائيل للتباحث والنقاش في أمر المصطلحات الصحافية, ومن بين الصحافيين الاسرائيليين كان ميرون ربوبورت وتسفيكا يحزكيلي الى جانب عشرات الاساتذة في الاعلام من بريطانيا وايران واوروبا وامريكا, وقد خلص الجميع الى نتيجة مفادها ان لكل لغة مصطلحاتها ولكل لغة هيبتها ومعانيها الخاصة وان وكالة "معا" لن تكفّ عن استخدام مصطلح شهيد ومقاومة وانتفاضة ومثلها.

من جانبها قالت بيبا نيرن سبنسر وهي صحافية اسكتلندية تترأس قسم الانجليزي في دائرة أخبار "معا" رداً على ما اورده الصحافيان الاسرائيليان المذكوران (اننا في وكالة "معا" وتحديداً في الموقع الانجليزي لم نحاول ابدا اخفاء حقيقة مخاطبتنا لجمهور من القراء مختلف عن جمهور قراء الموقع العربي وبالتالي فأننا نستخدم لغة مختلفة ".

وتقول نيرن: ان ما هو مهم بالنسبة لنا هو نشر الحقيقة وان نعكس الصورة الكاملة للواقع المزري الذي يعيشه الفلسطينيون في ظل الاحتلال الاسرائيلي دون اللجوء الى لغة التحريض.

وتضيف، ان التغطية للحدث اكثر اهمية من اللغة التي يتم استعمالها لتغطية الحدث, كما اننا ومن خلال استعمالنا للمصطلحات نحاول ان نتناغم مع المصطلحات المقبولة من قبل المنظمة الدولية (الامم المتحدة) مع المحافظة على وجهة النظر الفلسطينية.

اما الصحافي ماغنوس يوهانسن مدير قسم التصوير وهو من السويد فقال ( ان قسم التصوير في وكالة "معا" يتبع المعايير الدولية فيما يتعلق بالشرح للصور وحيث اننا نزود ما يزيد على 40 من الوكلات حول العالم فأننا لا نستطيع ان نضّمن تعليقات اي نوع من التحريض لأن ذلك لا بد ان يستدعي ردوداً ممن نتعامل معهم, فالتعليق هنا يشرح ما هو موجود في الصورة بدون اي تدخل او تقييم شخصي, وبالنسبة لنا فأن الموضوع هو في نوعية الصور وهو الأكثر أهمية, حيث لا بد لتلك الصور ان تعكس ماذا حدث, ومن ثم فأن للمشاهد ان يحكم على الحدث من خلال الصورة.

رشيد شاهين من قسم اللغة الانجليزية يعتقد ان ما ورد ليس سوى محاولة للأرهاب الفكري, ومن خلال مراجعة ما يتم نشره على الموقع الاسرائيلي المذكور يمكن ملاحظة ان الكاتبين لم يبقيا على اي وسيلة اعلامية فلسطينية واحيانا عربية الا وانتقداها, وكانهم يفرضون على "معا" وغير "معا" ان يتحدثوا بلسان اسرائيلي كما انهم يطلبون بصورة غير مباشرة ان يرى الفلسطيني ووسائل الاعلام الفلسطينية ما يحدث في الاراضي الفلسطينية بعيون اسرائيلية وان عليه ان يختار المصطلحات والكلمات التي تتوائم مع مزاج وعقلية الاسرائيلي ونظرته الى المسألة والصراع الفلسطيني الاسرائيلي.