الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

منتدى المناظرة الطلابي في جامعة بيرزيت يعقد مناظرته الحادية عشرة

نشر بتاريخ: 13/12/2012 ( آخر تحديث: 13/12/2012 الساعة: 17:16 )
رام الله- معا - عقد منتدى جامعة بيرزيت للمناظرة وبالتعاون مع معهد دراسات المرأة في قاعة الشهيد كمال ناصر اليوم الخميس، الحلقة الحادية عشرة من مسلسل مناظراته الدورية، تحت عنوان: "لا تعارض بين تطبيق الشريعة الإسلامية والدولة المدنية".

وقد تمحورت المناظرة حول نقاش احتدم بين فريقين، الفريق الأول المؤيد لفكرة " أن لا تعارض بين تطبيق الشريعة الإسلامية والدولة المدنية" يمثله أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت أ.سميح حمودة، والفريق المعارض للعبارة ويمثله أستاذ الدراسات الدولية د.مجيد شحادة.

تحدث الفريق المؤيد عن أن مدخل الشريعة هو العقل البشري، قائلا: " العقل البشري ينتج دائماً قوانين وأنظمة، والفرق أن الشريعة الإسلامية لها مرجعية من الوحي، فهي لا تسبح في الفراغ، وإنما تستند إلى قواعد أساسية قررها الخالق سبحانه في كتابه، وفسرها وشرحها وجسّدها الرسول في حياته، والعقل البشري يتطور بتطور معارفه وعلومه واكتشافاته، فهو عقل نسبي لا يصل للحقيقة المطلقة".

وأضاف أ. حمودة: " والعقل البشري لوحده أبعد ما يكون عن الاتفاق والإجماع، بينما مع وجود مرجعية ذات نص مطلق، أقرب للصواب والحق والمصلحة العامّة"، ورأى حمودة أن المشكلة لم تكن يوماً في الدين الإسلامي، فهو الدين الذي لا يقصي الآخر، وتتجسد من خلاله قيم العدالة والكرامة الإنسانية، لكن المشكلة كانت دائما وعبر العصور عبر الفهم الخاطىء للدين الإسلامي، وطغيان الجانب السياسي والمصلحة للحركات الإسلامية على الجانب الفكري.

فيما اعتبر الفريق المعارض أنه لا يمكن تطبيق الدولة المدنية الإسلامية في الوقت الحالي، حيث لا يمكن ربط الحاضر بالماضي الإسلامي المزهر، كما أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين نص الشريعة الإسلامية والتطور المدني، فالدولة المدنية يجب ان تستند إلى القانون الوضعي وعدم التمييز بين المواطنين، وهى بذلك تكون الدولة التي تستجيب لشروط العصر وتستطيع الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية فى الحقوق.

أما من ناحية أخلاقية فاستند د. شحادة إلى فكرة أن "إسرائيل" هي دولة دينية، ولكنها دولة غير أخلاقية، تمارس ممارسات تتعارض والكرامة الإنسانية، ورأى شحادة أنه وبناء على رفضنا لقيام الدولة اليهودية يتوجب علينا رفض فكرة قيام دولة إسلامية." وأضاف شحادة: " في الدولة الإسلامية لا يجوز أن يتولى رئاسة الجمهورية مسيحى أو امرأة، لأنه لا ولاية لذمى على مسلم ولا ولاية لامرأة على رجل، فأين المدنية هنا إذا كنا ننطلق أصلاً من التمييز بين المواطنين."

وفي نهاية المناظرة، وبعد الاستماع لأسئلة ومدخلات الجمهور، حصل الفريق المؤيد الذي يمثلة أ. سميح حمودة على 62.8% مقابل 37.2% للفريق المعارض ممثلا بـ د. مجيد شحادة، مع العلم بأن منتدى المناظرة يعتمد أسلوب تقسيم النتيجة بالمناصفة بين الجمهور و لجنة التحكيم لإقرار الفائز، وحصل الفريق المؤيد على 23.8% من أصوات لجنة التحكيم، مقابل 26.5% للفريق المعارض، أما الجمهور فقد أعطى 78% من أصواته للفريق المؤيد مقابل 22% للفريق المعارض.

وقد أدار المناظرة الحادية عشر عضو الهيئة التدريسية في دائرة علم الاجتماع د.علاء العزة، أما لجنة التحكيم للمناظرة فتكونت من رئيسة دائرة اللغة الفرنسية في الجامعة د. بسمة العمري، د. سونيا نمر، وأستاذة اللغات والترجمة أ. تينا رفيدي.

والجدير بالذكر، ان منتدى المناظرة تأسس عام 2008 من قبل مجموعة من طلبة جامعة بيرزيت، بهدف إثراء الجو الديمقراطي واحترام التعددية في المؤسسات التعليمية والمجتمع، ويأتي تنظيم سلسلة المناظرات إيماناً بأن التعددية الفكرية والجدل هما شرطان هامان لتقدم الفكر الإنساني، و تجسيد لحرية الرأي والممارسة الديمقراطية، وبالتالي ضرورة تطوير المجتمع، حيث يسعى منتدى جامعة بيرزيت للمناظرة إلى تعزيز البحث والجدل والحوار المرتكزين على المنطق والعقلانية واحترام الاختلاف والاعتراف بحق الآخر في التعبير الحر، ويطمح لأن يصبح منبراً مميزاً للمناظرة على الصعيد الفلسطيني والعربي عموماً.