هل تفقد السلطة سيطرتها على ما يجري في الضفة الغربية؟
نشر بتاريخ: 13/12/2012 ( آخر تحديث: 15/12/2012 الساعة: 09:45 )
بيت لحم - معا - اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الخميس، بما تشهده الضفة الغربية من أحداث ومواجهات مع قوات الاحتلال حيث انبرى كبار الكتاب والمحللين العسكريين والسياسيين لمهمة تفسير ما يجري ومحاولة رسم سيناريوهات لتطور الأمور مستقبلا.
ومن ابرز هؤلاء كان "عمير ريببورت" مؤسسة ورئيس التحرير السابق لمجلة " Israel defence" المتخصصة بالمجالات الأمنية والمحلل العسكري الحالي لصحيفة "معاريف العبرية" الذي تصفه المصادر الإسرائيلية بأشهر المحللين العسكريين رغم صغر سنه النسبي.
ونشر "ريببورت" اليوم تحليلا حمل عنوان "السلطة تفقد السيطرة" جاء فيه :" تشير التجربة التاريخية إلى صعوبة تحديد وقت معين او نقطة معينة لحدوث التغيرات وتغيير الأوضاع لكن التغيير الدراماتيكي الذي بدأ يظهر على الوضع الأمني في الضفة الغربية يمكن إعادته ونسبه إلى أسبوع ما في منتصف نوفمبر الماضي حيث هاجم الجيش قطاع غزة فيما عرف بعملية "عامود السحاب" حينها أطلت برأسها وبشكل طبيعي أحداث "عنف" وهذا الأمر كان متوقعا ومفهوما لكن الأمر المقلق أن الهدوء ساد الجبهة الجنوبية فيما لا زالت "أعمال العنف" في الضفة الغربية مستمرة واخذ بالتوسع".
وأضاف ريببورت " يتحمل الجانب الإسرائيلي جزءا من المسؤولية حيث يتحدث الجيش والشاباك أحاديث يمنع اقتباسها أو نشرها أو نسبها لأي مصدر تتعلق بمسؤولية الجمود السياسي وما يمكن أن يسببه من نمو حالة ومشاعر الإحباط التي تجد تعبيرها من خلال عمليات "الإخلال بالنظام" وبدرجة اقل يعترف الجيش والشاباك بتأثير الطريقة التي انتهت بها عملية "عامود السحاب" من مفاوضات منحت حماس انجازات وعززت من موقفها وموقعها على حساب إضعاف موقف حركة فتح ما زاد من الضغوط الشعبية التي تتعرض لها الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تطالبها جماهير الضفة بعدم التعاون مع إسرائيل والتحول إلى العمل على طريقة حماس".
"ومع ذلك يتحمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس جزءا من المسؤولية حيث ساعد في خلق الواقع الجديد تحت تأثير وضغط الشارع وعلى خلفية الجمود السياسي وذلك عبر توجهه للامم المتحدة لطلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية إضافة لدعوته العلنية لتبني أسلوب "المقاومة الشعبية" التي يفصلها عن حالة "الإرهاب الشعبي" خطا دقيقا جدا" قال ريببورت.
يرغب ابو مازن بالسيطرة على ارتفاع ألسنة اللهب وذلك على عكس ياسر عرفات الذي لم يكن معنيا بهذه السيطرة مع اندلاع الانتفاضة الثانية في أيلول من عام 2000 وظهرت خلال الأيام القليلة الماضية إشارات تشير إلى محاولة الأجهزة الأمنية الفلسطينية السيطرة على موجة "العنف" لكن للواقع "ديناميكية " خاصة به حيث تؤدي كل حادثة يصاب فيها فلسطينيين مثل عملية القتل التي وقعت يوم أمس بالقرب من الحرم الإبراهيمي في الخليل إلى تأجيج الأوضاع، كما تؤدي عمليات "جباية الثمن" التي تقوم بها مجموعات من المستوطنين وعمليات مثل التي نفذت أمس الأول في رام الله حيث اجتاحتها قوات الجيش ولم تحظ بكثير من التغطية في إسرائيل إلى صب الزيت على النار" قال ريببورت.
واختتم "ريببورت" تحليله بالقول " النهاية باتت متوقعة، ستخرج ألسنة اللهب خلال الأسابيع القادمة عن سيطرة أبو مازن إلا إذا وقعت تطورات مفاجئة وهناك من يقف بمنتصف المعادلة بلا حول ولا قوة وهم جنود الجيش وحرس الحدود، فإذا سارعوا إلى سحب أسلحتهم في حال شعورهم بالخطر كما حدث أمس قرب الحرم الإبراهيمي سيشعلون المنطقة وإذا امتنعوا عن استخدام أسلحتهم كما حدث الأسبوع الماضي خلال تعرضهم للقاء الحجارة وفضلوا الهرب من أمام المتظاهرين ستسجل ضربة قوية للردع الإسرائيلي الذي تعرض خلال الفترة الأخيرة لكثير من الزعزعة".
"ولسوء الحظ ورغم الأحاديث الدائرة عن ضرورة وضع أوامر جديدة لإطلاق النار لا يمكن إيجاد أي كتاب أو صحيفة أوامر تخبر الجنود كيفية التصرف حين تكون مشاعر الخطر مسيطرة عليهم لذلك سيضطرون لاتخاذ قرارات مصيرية خلال أجزاء بسيطة من الثانية لان الإشكالية تكمن في الواقع السائد في الميدان وليس في الأوامر نفسها" اختتم ريببورت تحليلة.