الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطفل ناصر عزيمة لا تلين وحياة حبيسة جهاز صناعي بانتظار فرصة للعلاج

نشر بتاريخ: 16/12/2012 ( آخر تحديث: 16/12/2012 الساعة: 13:55 )
غزة- تقرير معا - غرفة صغيرة محاطة بأجهزة العناية المركزة, وعلى سريرها يرقد طفل أنهك المرض جسده, جدرانها محاطة بشهادات تقدير مختلفة, وكتب دراسية كثيرة على زاوية من الغرفة, والتلفاز جهاز أصبح جزءاً منها.

الإرادة تصنع التحدي, ذلك ليس قولاً فقط, ففي هذه الغرفة في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح, أكد لنا الطفل ناصر "15عاماً " صدق هذه المقولة.

ناصر البحيصي يرقد منذ 7 سنوات على سرير داخل غرفة العناية المركزة, لا يفارقها ولو للحظة واحدة, حادث مؤسف تعرض له الطفل حين كان يبلغ الثامنة من عمره, نتج عنها شلل رباعي أفقده القدرة على تحريك كل جسده, وجعل نفسه حبيساً لا يستطيع إخراجه إلا من خلال جهاز التنفس الاصطناعي, ولكنه رغم ذلك صمم على أن "العلم يعني الحياة".

معاناة ناصر لم تجعله مستسلماً, فرغم أن 7 سنوات من عمره قضاها على سرير في العناية المركزة, إلا أنه واظب على الدراسة, وبين ناصر أنه أراد التعليم لأن الله أمر الناس بالعلم .

وقال ناصر بابتسامة حزينة:"بتمنى أكون طبيب أعالج المرضى, نفسي أتعالج ويروح المرض مني, وأطلع البيت وأروح عند أصحابي ".

وناشد ناصر الرئيس محمود عباس بأن يتكفل في علاجه في الدول الأجنبية المتوفر فيها العلاج, داعياً الرئيس والفصائل إلى إتمام المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية.

وشكر البحيصي والديه الذين يقومان بزيارته بشكل يومي, ويقومان بتدريسه المواد التعليمية المختلفة, داعياً الله أن يتحقق حلمه في الشفاء العاجل, والعودة إلى حياته الطبيعية.
|198014|
والدة ناصر بنبرة حزينة أوضحت لـ " معا " أن صدمة كبيرة أصيبت بها بعد معرفتها ما حصل ابنها ناصر لتعرضه لحادث سير.

وأكدت الأم أنها ووالد ناصر عملوا على تشجيعه على التعليم لأنه طلب ذلك, وأحضروا الكتب الدراسية له, وقاموا تدريسه هم وأستاذ آخر المواد المختلفة, مبينة أنهم توجهوا ا إلى المدرسة , فوافقت على أن يقدم ناصر الامتحانات النصفية النهائية وهذا ما تم.

وأوضحت والدته أنه كان من المتفوقين قبل تعرضه للحادثة, وبعدها لازال متفوق , فحصل على معدل91% في الصف التاسع وهو نهاية المرحلة الإعدادية, فهو يمارس حياته من داخل الغرفة ويطلب منهم مشاهدة التلفاز لمعرفة ما يدور في العالم حوله.

وأضافت بعيون تملأها الأمل :" بتمنى انه ابني يتنفس لحاله, هو يتنفس على جهاز صناعي الآن, موجهة رسالة لكل من يستطيع مساعدة ابنها للعلاج أن يفعل ذلك, فهو لا لم يرى النور منذ 7سنوات".

زيدان البحيصي شقيق الطفل المريض أوضح لـ" معا " أن شقيقه حين ذهابه إلى السوبر ماركت لشراء بعض الحلوى والبسكويت صدمته سيارة مسرعة مما أدى لنقله على الفور إلى المستشفى.

وأوضح أنه تم نقل شقيقه ناصر إلى مستشفى داخل الخط الأخضر ولكن دون فائدة, فقد عاد بعدها إلى قطاع غزة.

وقال:" أخبرني الأطباء أنه لا يوجد علاج لشقيقي, ولكنني قمت بالبحث في مواقع الانترنت , وتوصلت إلى أن هناك علاجاً في ألمانيا وفي دول أجنية أخرى, فقمت بالتواصل مع أحد المستشفيات هناك ولكن طلب مني مبلغ مالي 50 ألف دولار للموافقة على إجراء العملية, ومن ثم 500 دولار يومياً لإكمال العلاج في حال نجحت العملية", مؤكداً أن العائلة لا تستطيع دفع هذه المبالغ الباهظة.

محمود عليان الطبيب المعالج لناصر ومدير التخدير والعناية المركزة في المستشفى أكد أن ناصر يعاني من قطع طولي للنخاع الشوكي, تسببت بشلل رباعي له.

وبين أن وجوده في المستشفى للمحافظة على حياته, مبيناً أنه لا يوجد له علاج في غزة, وإنما ما يتم هو رعايته, مبيناً أن جهاز التنفس الصناعي ممكن أن يسبب له إصابة بعدوة بأي فيروس , ولكنهم يقومون بإعطائه جرعات مضادات حيوية باستمرار لمنع حصول ذلك.

وقال:" هناك إمكانية لعلاجه في أمريكا, وأنا تواصلت مع إحدى المستشفيات لعلاجه ولكنهم طلبوا مبلغ 2 مليون دولار", مبيناً أنه في حال تم علاج الطفل يعود للتنفس بشكل طبيعي , بالإضافة إلى إمكانية الحركة .

وتبقى حياة ناصر حبيسة في غرفة لاتتجاوز أمتار قليلة, على أمل أن يقوم أحداً بمساعدته للسفر إلى الخارج, وعلاجه حتى يستطيع العودة لحياته الطبيعية كما كانت قبل ذلك.
|198012|