السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهيئة الإسلامية المسيحية تشارك بورشة عمل حول الوجود المسيحي

نشر بتاريخ: 16/12/2012 ( آخر تحديث: 16/12/2012 الساعة: 14:13 )
رام الله- معا- ألقى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حنا عيسى محاضرة حول الوجود المسيحي في فلسطيني وأهميته في حركة التحرر الوطني، خلال ورشة عمل تحت عنوان "مساهمة مسيحي الأرض المقدسة بالحركة الوطنية الفلسطينية" في مقر التوجيه السياسي في رام الله، بمشاركة الناطق الإعلامي لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية الأب الإيكونومس عيسى مصلح، وحضور حشد من الضباط وقادة المؤسسة الامنية ووسائل الاعلام المختلفة.

وبدوره رحب مدير مكتب المفوض السياسي العام صدقي الحسن بالحضور الكريم ناقلا تحيات المفوض السياسي العام اللواء عدنان ضميري.

وفي بداية حديثه نقل الأمين العام د. حنا عيسى تحيات رئيسي الهيئة الإسلامية المسيحية سماحة الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وغبطة البطريرك ميشيل صباح بطريرك اللاتين سابقاً، والأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي الأخ عثمان أبو غربية.

وأكد على الوحدة بين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين في كافة النواحي، خاصة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم للأرض الفلسطينية المقدسة، مشيراً الى مدينة بيت ساحور مهد المسيح له المجد ورفضها دفع الضرائب للاحتلال الاسرائيلي اضافة لتمزيق جميع المواطنيين هوياتهم ابان الانتفاضة الفلسطينية الاولى، وهو ما يعتبر نوع من النضال الوطني المشترك.

واستعرض الدكتور حنا عيسى في محاضرته التناقص المتزايد في أعداد المسيحيين في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى أنه في عام 636م شكل المسيحيون حوالي 95% من نسبة السكان، وتراجع عددهم عام 1890م ليشكلو 13% من مجموع السكان، وفي عام 1917 بلغت 9.6%، في حين بلغت نسبتهم 8.8% عام 1931م، اما عام 1947م فقد تناقص الوجود المسيحي بشكل ملحوظ ليصل الى 8%، لتتفاقم الخطورة المحدقة في هذه الايام حيث يشكلون 1% من مجموع السكان الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية. وهو ما عزاه الأمين العام الى النكبة الفلسطينية وما تلاها من نكسة زادت في الهجرة المسيحية وتناقص اعداد المسيحيين في فلسطين بحثاً عن الأمان في ظل ما تعرضت له فلسطين من حرب وانتهاكات جسيمة.

وأكد د. عيسى على ان الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين كانوا ولا زالوا في خندق واحد في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، حيث دخل المسيحي في كافة نواحي الحياة الفلسطينية من اعمال تجارية وزراعية وتعليمية اضافة للمؤسسات والاجهزة الأمنية، ناهيك عن العديد منهم يتبوؤن مناصب عالية في السلطة الوطنية الفلسطينية ومختلف الجامعات والأكاديميات العلمية.

وأضاف "ان الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله هو من أسس وزرع بذور الوحدة والتعايش الاسلامي المسيحي في فلسطين، ومن بعده فخامة الرئيس محمود عباس "ابو مازن" حتى باتت فلسطين نموذجاً يحتدى به". وفي النهاية بارك للشعب الفلسطيني والحضور الكريم الاعياد المسيحية المجيدة والوضع الجديد لفلسطين كدولة غير عضو في الجمعية العامة للامم المتحدة.

ومن جانيه قال الناطق الاعلامي باسم بطريركية الروم الارثوذكس المقدسية الاب عيسى مصلح: "نبارك لفخامة الرئيس محمود عباس والقيادة والشعب الفلسطيني قبول فلسطين دولة مراقب غير عضو في الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة، مباركين جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس وما تشهده من تطور في الاونة الاخيرة، مؤكدين على محاولة الاحتلال تحطيم الشعب الفلسطيني".

واضاف نحن كمسيحيين نتمتع بتاريخ حافل وعريق في منظمة التحرير الفلسطينية حيث قدمنا المئات من الشهداء على ارض فلسطين التي امتزج عليها الدم الفلسطيني الاسلامي المسيحي، واشار الى انه اليوم يتحدث باسم كل رجل دين مسلم ورجل دين مسيحي، مؤكدا على اللحمة والوحدة بين المسلمين والمسيحيين".

وأكد الاب مصلح على ان العهدة العمرية بين بطريرك القدس صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب عام 15هـ، كانت وما زالت مفخرة لكل مسلم ومسيحي، حيث ارست اسس التعايش والوحدة الاسلامية المسيحية، مؤكدا على ان كنيسة القيامة ستبقى الى جانب المسجد الاقصى وحدة واحدة، واشار الى جهود الامين العام للهيئة الاسلامية المسيحية الدكتور حنا عيسى ودوره الريادي بتجسيد الوحدة بين المسلمين والمسيحيين، ودوره في الحفاظ على هذا النسيج الرائع.

ورفض الاب مصلح مقولة "الاضهاد الاسلامي" كدافع من دوافع الهجرة المسيحية من فلسطين، مؤكدا سنبقى شعب واحدا لا فرق بيننا.